طاعة الوالدين في المعروف وليست بخراب البيوت
احذروا .. هناك فرق بين علم الفلك والتنجيم المذموم
الإنسان كان سيهبط إلي الأرض حتي لو لم يأكل آدم من تفاح الجنة
صلاة المرأة أمام الرجال.. جائزة
ترد إلي دار الإفتاء يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها علي فيس بوك ويجيب عليها الدكتور أحمد ممدوح أمين الفتوي بالدار.
* يطلب مني والدي أن أطلق زوجتي وأعطيه كل مالي بسبب خلافات معها.. فهل لو رفضت أكون عاقا ؟
** مسألة تطليق الزوجة بناء علي طلب الوالدين أو أحدهما. ليس له علاقة بالبر فسيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أمر عمر أن يأمر ابنه بأن يطلق امرأته. لكن حين جاء أحدهم يسأل الإمام أحمد في ذلك. وأن أباه يأمره بطلاق زوجته محتجًا في ذلك بواقعة عمر بن الخطاب وابنه. فقال الإمام أحمد بن حنبل: أبوك ليس عمر. وعمر حين أمر ابنه أمره لمعني وكان من أصحاب الفراسة. وله موافقات كثيرة للقرآن الكريم.
أما حديث أنت ومالك لأبيك كان ردًا من النبي صلي الله عليه وسلم علي أب كان يشكو ابنه إليه. فبكي النبي -صلي الله عليه وسلم-. وقال هذا الحديث. وهذه العبارة يقصد بها الإشارة إلي عظيم قدر الوالد. لا أن ملك الابن يقع تحت ملك الأب. فكل واحد منهما له شخصية وذمة مالية مستقلة. وكل واحد منهما حر في ماله. إلا علي سبيل النصح والإرشاد. لكن علي سبيل التسلط التام فهو ليس واردًا. ومخالفة الأب في ذلك ليست من قبيل العقوق.
إن طاعة الوالدين طاعة في المعروف. وعلي الإنسان أن يبذل كل ما يستطيع في إفراحهما وإزالة التنغيص عنهما بالمعروف. وليس معني أن هناك تسلطًا من الآباء علي الأبناء بموجب السلطة الأبوية فيدمر حياة أبنائه ويخرب بيوتهم.
* هل دراسة علم الفلك والأبراج والتعرف علي صفات الأشخاص من خلالها حرام ؟
** لابد أن نميز بين أمرين. أولهما أن هناك فرقا بين علم الفلك الذي يدرس وله أكاديميات ودراسات مستقرة. وهو ما يقولون عنه أسترولوجي¢ وهو علم متعلق بالمسافات بين النجوم ومطالع القمر وبناء عليه تطلق مركبات الفضاء وتصل وتنزل في نقطة محددة سلفًا بمنتهي الدقة. أما الأمر الآخر ما يقال عليه ¢فلك¢ ولكنه ليس علما بالمعني الأكاديمي فهذا من العلوم التي تسمي بالزائفة. فهو علم مبني علي الممارسة والخبرة والموروث لا علم مستقر له مبادئ ومطالب وتاريخ وغاية. ومن هذا القبيل علم الفلك الذي له علاقة بالتنجيم وهو يسمي أسترونومي. فالتنبؤ والبحث عن الطالع ومعرفة البخت وحظك اليوم وما نحو ذلك هو من التنجيم المذموم الذي حذر الشرع منه ونهي عنه لأنه يريد ألا نتعلق بالخرافة.
أما ما يتعلق بصفات الإنسان وسماته الرئيسية وشخصيته بناء علي تاريخ ميلاده. فإن أصحابه يقولون إن السماء فيها 12 برجا لها أشكال معينة ناتجة عن التوصيل بين الكواكب. وهذا الأمر أشار الله سبحانه وتعالي إليه في القرآن الكريم في قوله: والسماء ذات البروج وهي البروج المعروفة كالحمل والميزان وغيره. فيقال إن هناك صفات مشتركة بين هذا البرج وهذه الصفات ليست حتمية ولكنها سائدة وشديدة الشيوع. وهذا ليس له علاقة بالتنجيم المذموم الذي نهي عنه الشرع. بل هو مبني علي الاستقراء والتتبع. فالانشغال بمثل هذا جائز ولكن لا ينبغي أن يبني الإنسان حياته وقراراته علي مجرد ما يقرأه من الصفات العامة للأبراج لأنها قابلة للتغير. فهناك عوامل أخري تؤثر في شخصية الإنسان.
* هل يجوز ذكر الله بلغة الشباب ¢الفرانكو أراب خصوصا أن لغة القرآن الكريم هي العربية؟
** نحن المصريين من يختلق مثل هذه اللغات العجيبة. فقد سافرت إلي العديد من الدول الأجنبية جميعا يتعامل بلغتهم الخاصة. وعلي هذا علينا نحن المصريين الافتخار بلغتنا العربية ولغة القرآن الكريم وخاتم المرسلين. وهذا لا يعني عدم دراسة واستخدام اللغات الأخري. ولكن دون التطرق إلي دس بعض الكلمات من لغات أخري بين كلامنا المصري الأصيل علي سبيل التباهي وعلي من يتكلم بهذه الطريقة أن يكون متعلما ومثقفا ويترك اللغة المشوهة المختلطة.
وأنصح بالاعتزاز باللغة العربية لأنها من حضارتنا وثقافتنا التي نفتخر بها أمام العالم كله. فإذا أردنا ذكر الله علينا بالذكر بنفس اللغة التي نزل بها وهي العربية.
* ماذا لو لم يأكل آدم من تفاح الجنة؟.. وكيف عرفت الملائكة أن الإنسان سيفسد في الأرض ويسفك الدماء ؟
** الإنسان كان سيهبط إلي الأرض في كل الأحوال. لأن الله قد قدر نزوله إليها. ويجب احترام وتقديس سيدنا آدم لأنه ليس إنسانًا عاديًا كما يتحدث عنه البعض ولكنه أول الأنبياء. وأبو البشر كلهم. والحكمة من خلق الإنسان أمران وهما العبادة والعمارة. فإن ارتقي الإنسان في العبادة ارتقي لصفوف الملائكة الذين هم مفطورون أصلًا علي العبادة والطاعة. والعمارة هي مقتدي الاستخلاف. فتعمر بالقيم وبالحضارة وهذا هو مقصد العمران والغاية من خلق الإنسان.
وبعض أهل العلم قالوا إن هناك مخلوقات كانت تعمر الأرض قبل نزول الإنسان فيها. فقيل إن الجن كان موجودًا وهو أسبق خلقًا بالإنسان. ولكنها أمور متناقلة ويشهد لها في الجملة. وهناك كائنات كانت أشبه بالإنسان موجودة بالأرض قبل خلقه ولكن لم يكن لديها العقل ولم تكن علي هذه الخلقة التامة. ويشهد بذلك أن الملائكة حين رأت الله سبحانه وتعالي يخلق آدم قالت: ¢أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ¢. فكيف سيعلمون ذلك لولا أن هناك سوابق؟
* هل الزواج العرفي الذي يكون بعلم الأهل حلال أم حرام ؟
** الزواج العرفي كلمة تعني أن الزواج يكون غير موثق عند الجهات الرسمية. والتوثيق وعدمه ليس شرطا في صحة العقد أو عدم صحته والذي يكون له مدخل في ذلك هو تخلف ركن من الأركان أو شرط من الشروط والزواج متي تخلف ركن من أركانه أو شرط من شروطه فإنه لا يكون حينئذ زواجا صحيحا ولو أن هذا الزواج العرفي مستكمل الشروط فيكون صحيحا. أما موضوع الحلة والحرمة فهذا أمر يحتاج إلي استيفاء.
* لا أستطيع الصلاة في وقتها أثناء عملي لعدم وجود مكان مستور ويوجد رجال في العمل. فهل يجوز أداء الصلوات كلها عند العودة إلي المنزل؟
** هذه خرافة نسائية شائعة عند النساء.. حيث تعتقد بعض النساء أنه لا يجوز صلاة المرأة أمام الرجال. بينما الصلاة أمام الرجال لا مانع فيها.. ونعرف أن معظم الرجال المصريين ذوو إحساس. أي أنه لو وجد الرجل أن المرأة تصلي ينصرف من المكان حتي يتيح لها المكان للصلاة. وحتي لو لم يكن هذا الإحساس متوفرًا لدي من تعملين معهم فلا حرج عليك من الصلاة أمامهم وعدم السماح لخروج الصلاة عن وقتها. نظرًا لعظم الإثم والذنب لمن يخرج الصلاة عن وقتها لعذر شرعي معتبر.
اترك تعليق