من أبرز ضحايا التغير المناخي الناتج عن النشاط الانساني الانتاج العالمي من السكر الذي انخفض بشكل كبير خلال 2023.. وأدي ذلك الي ارتفاع اسعاره الي اعلي مستوي لها منذ 2011 ومن المتوقع له ان يواصل الانخفاض في 2024.
ادي التغير المناخي الي نقص حاد في الانتاج في الدول الرئيسية المنتجة للسكر ومنها الهند وتايلاند بسبب موجة الجفاف التي ضربت البلدين واثرت بالسلب علي انتاج قصب السكر بهما.. وتحتل الدولتان المركزين الثاني والثالث في تصدير السكر علي مستوي العالم بعد البرازيل والطبيعي هنا ان تفرض هذه الدول قيودا علي الصادرات للوفاء باحتياجاتها الداخلية اولا فيسبب ذلك بالتالي زيادة الاسعار.
وحتي الان لم تفرض تايلاند او الهند اي قيود علي الصادرات هذا بينما بدأت البرازيل في فرض القيود.. ويأتي ذلك بعد ان تأثرت محاصيل اخري بالفعل من جراء التغير المناخي مثل البن والشاي والشعير والكاكاو والافوكادو وغيرها.
وتشير تقديرات لوزارة الزراعة الامريكية الي ان اسعار السكر في الولايات المتحدة زادت بنسبة 9% في 2023.. ومن المتوقع ان تزيد بنسبة 6% خلال العام الحالي.. وتتوقع الوزارة ان تكون نسبة الارتفاع في باقي دول العالم اعلي من الولايات المتحدة نظرا لان هناك قواعد متعددة لاستيراد السكر وتسعيره مطبقة هناك.. وفي غياب هذه القواعد يصبح من المتوقع ان ترتفع الاسعار بشكل كبير في الدول النامية علي وجه الخصوص.
والطبيعي هنا ان الارتفاع لايقتصر علي اسعار السكر فقط بل علي كل المنتجات التي يدخل فيها.. وبين الحين والاخر تعلن شركات امريكية عن رفع اسعر منتجاتها لارتفاع اسعار السكر.. وهناك منتجات اخري تأثرت ايضا بالتغير المناخي وسوف تسبب ارتفاعا اخر في الاسعار كما هو الحال مع الكاكاو والشعير.
واذا كانت تلك هي الاضرار التي تلحق بالمستهلكين من جراء ارتفاع اسعار السكر بسبب التغير المناخي فان هناك اضرارا عديدة تلحق بالمنتجين كما يقول الخبراء في المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية.
يقول واحد من هؤلاء الخبراء وهو جوزيف كلوبر ان عددا كبيرا من مزارعي القصب الذين يعتمدون علي زراعته سوف يفقدون مصدر دخلهم الرئيسي بسبب عجزهم عن زراعته بسبب اعاصير النينو البحرية . واذا لجأوا الي الي محاصيل بديلة مثل الكاكاو والبن والشعير سيجدونها ايضا قد تاثرت بالتغيرالمناخي.. ومالم تتراجع حدة هذه الاعاصير سوف تستمر المشكلة لان الاصل في وجودها هو التغير المناخي الذي لن يوجد له حل في المستقبل القريب.
وسوف تزيد المشكلة بالنسبة للمستهلكين في تلك الدول خاصة انه في بعض الدول النامية في الظروف العادية ينفق المواطن العادي 40% من دخله علي الغذاء.
ويشعر كلوبر بالقلق من ان هناك مناطق زراعية في العالم خرجت من الانتاج بالفعل بسبب التغير المناخي بعد ان اصابها الجفاف.. وهذه المناطق كانت تتخصص بشكل اساسي في انتاج اثنين من المحاصيل الغذائية الرئيسية في العالم وهما قصب السكر والارز.
ويعبر الخبير رقميا عن قلقه فيتوقع ان يؤدي التغير المناخي وما يصاحبه من تغير في احزمة الامطار الي انخفاض الانتاج العالمي من الغذاء بحلول عام 2030 بنسبة 24% عن مستواه الطبيعي سواء بالنسبة للسكر او لغيره من المحاصيل الغذائية و سترتفع اسعار الغذاء بمقدار 3% سنويا.. وسوف يكون من الصعب ان تعوض مناطق اخري يزيد سقوط الامطار فيها هذا النقص.. ويبلغ الانتاج العالمي من السكر نحو 100 مليون طن سنويا ويأتي 70% منه من قصب السكر.
اترك تعليق