د. ريمون ميشيل ثابت استشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري
علي الرغم من أنه لا يوجد تشخيص طبي أو نفسي مثبت وصريح يفيد بإدراج الحقد والغيرة ضمن قائمة الاضطرابات أو الأمراض النفسية. إلا أنها ظاهرة مرضية تدل علي مشاعر غير سوية وعلي وجود انحراف سلوكي. وهذا يعد أحد أمراض القلوب التي هي أصعب وأشد خطورة من المرض النفسي الصريح الذي يخضع فيه المريض النفسي لعدة جلسات نفسية محددة المدة أو استخدام علاج دوائي للمرض نفسه.
فالإنسان بالفطرة به عدة مشاعر من الحب والمودة و العشرة الطيبة مع الآخرين. ولكن مع زيادة وكثرة طمع البعض قد تتجه النفس الإنسانية لتمني إيذاء الآخرين بغير حق أو لزوال النعمة عنهم. نتيجة ضعف الإيمان بالله. وضعف النفس وفقدان الثقة ولكن علي كل فرد أن يشغل نفسه دائما ويطمح للمزيد من التقدم وان يسعي لتطورها حتي تتحصن من أمراض القلوب كالحسد والغيرة والحقد.
إن الحقد والغيرة هما طاقة نفسية سلبية تؤثر علي الإنسان ولا فائدة منها. فاستغلالها في العمل الجاد هو ما يفيد وذلك يعرف نفسيًا بالعمل المعاكس للمشاعر. فكلما شعرت بالغيرة. اعمل علي استغلال تلك الطاقة في العمل والسعي أكثر لتجنب الاستجابة لتلك المشاعر والغوص فيها.
كما أن الغيرة نار تحرق صاحبها وتقضي علي الفرد وتؤثر عليه وعلي سلامه النفسي. فلابد أن نتغلب عليها بالصبر والتقرب الي الله والدعاء. فإن لم تشغل فكرك بالخير عليك ألا تشغله بالشر والحقد علي البشر والتخلص من ممارسة سلوك الغيرة لانها تجلب مشاعر الحزن الدائم.
ويجب علينا أن نشترك في نشاط تطوعي. فمشاعر الغيرة تنطفئ بالإحسان وعمل الخير. وفي ذلك يجد الإنسان قيمة لذاته يسعد به. وعليك الا تنظر إلي ما وصل إليه غيرك ولكن يجب عليك السعي باستمرار لتصبح انساناً أفضل من نفسك بالأمس.
اترك تعليق