هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

اعرف دينك

 كيف نواجه الأحزان؟

علىي المسلم أن يوقن بأن الهم والحزن والمصيبة من عوارض الحياة التي لا تنفك عن الإنسان من أجل الابتلاء والاختبار الذي يميز الله به الخبيث من الطيب. ومن يصبر علي آلامه ويواجه مصاعب الحياة بالعمل والكفاح المخلص متسلحاً بالإيمان بأن كل ما يحدث له هو من قدر الله يقدر الله له الخير. فالمسلم دائماً في اختبار يقول الحق سبحانه: "ألم. أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون.


ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين". ويقول عز وجل: "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْء مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصي مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةى قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتى مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةى وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ". ويقول النبي صلي الله عليه وسلم: "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذي ولا غم حتي الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه".

وإذا كان الصبر علي الهم والحزن والمصيبة يقتضي الرضا بالقضاء وعدم الجزع من القدر. فإن هذا لا يمنع من وجوب الاستعانة بالله والأخذ بالأسباب حتي يكون الصبر جميلاً وكان النبي - صلي الله عليه وسلم - يتعوذ من ذلك. أي يطلب اللجوء إلي الله. والاعتصام به سبحانه ليدفع عنه الهم والحزن. ويعينه علي الصبر في المصيبة. فقد كان - صلي الله عليه وسلم - يقول: "اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل. والجبن والهرم. وأعوذ بك من عذاب القبر. وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات". والعجز الذي كان النبي - صلي الله عليه وسلم- يتعوذ منه: هو عدم القدرة علي فعل الواجبات. أما الكسل: فهو التثاقل والفتور والتواني عن الواجبات. وأما الجبن: فهو ضعف القلب أو الخوف مما سوي الله تعالي. وأما الهرم: فهو أقصي الكبر من الشيخوخة المقعدة التي لا علاج لها. وأما فتنة المحيا: فهي كل ما يعرض للإنسان في مدة حياته من الركون إلي الدنيا وشهواتها وجهالاتها. وأما فتنة الممات: فهي ما يصرف الإنسان عن ربه في نهاية الأجل في الدنيا. والعياذ بالله تعالي.


كما كان رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يتعوذ من جهد البلاء. ودرك الشقاء. وسوء القضاء. وشماتة الأعداء. ومعني جهد البلاء: حالة الذروة من الفتنة التي قد يتمني فيها الموت. وقال بعض العلماء: جهد البلاء قلة المال وكثرة العيال. وأما درك الشقاء الذي كان النبي -صلي الله عليه وسلم- يتعوذ منه: فهو بذل الجهد والطاقة ليس لتحصيل خير ومنفعة وإنما لتحصيل شر ومعصية. وأما سوء القضاء الذي كان النبي -صلي الله عليه وسلم- يتعوذ منه فهو ما يسوء الإنسان ويوقعه في المكروه. ولفظ السوء ليس صفة للقضاء. فكل قضاء الله خير. وإنما هو صفة للإنسان الذي نزل به القضاء. فإن كنت راضياً بالقضاء فهو خير القضاء لك. وإن كنت ساخطاً علي القضاء فهو سوء القضاء لك. وبهذا يمكنك أن تجعل كل ما ينزل بك مكروهاً أو غير مكروه من خير القضاء. وذلك بالرضا والصبر. وصدق الله حيث يقول: "إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب".

لذلك ننصح كل مسلم يعاني الكرب والهم والقلق والتوتر أن يتسلح بالإيمان. وأن يلجأ إلي خالقه يؤدي ما عليه من عبادات وواجبات دينية واجتماعية وإنسانية وسوف يفرج الله همه ويفك كربه ويرزقه قلباً مطمئناً راضياً بكل ما قدره الله له.
  





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق