واصلت المواقع والصحف الرياضية المغربية تحليلاتها عن أسباب خروج منتخب أسود الأطلسي المفاجئ من دور الـ 16 ببطولة كأس الأمم الأفريقية كوت ديفوار 2023 / 2024 , بعد الهزيمة من منتخب جنوب أفريقيا 2 / 0 في المباراة التي انطلقت بينهما مع دقات العاشرة مساء أمس الثلاثاء وانتهت مع الدقائق الأولي لبداية يوم الأربعاء بتوقيت القاهرة في ختام دور الـ 16 , علي ملعب لوران بوكو بسان بيدرو.
وكان منتخب المغرب أقرب أكثر من أي وقت مضى للتتويج بلقب كأس الأمم الأفريقية في كوت ديفوار، عطفًا على إنجازه في مونديال قطر عندما بلغ نصف النهائي، لكنه خيَّب الآمال بالخروج مبكرًا ومن ثمن النهائي.
قال موقع lesiteinfo في تقرير له تحت عنوان :5 أخطاء مؤثرة عصفت بأحلام المنتخب المغربي في “الكان”
إستعرض فيه أسباب نهاية مشوار منتخب المغرب في كأس الأمم الأفريقية , مؤكداً أن بعضها تكرر في مباريات سابقة في الدور الأول.
والأخطاء هي حسب lesiteinfo
1 - غياب النزعة الهجومية
تواصل مسلسل تضييع الفرص السانحة للتسجيل في مباراة جنوب أفريقيا، وأهدر لاعبو منتخب المغرب مجموعة من الفرص خاصة في الشوط الأول، قبل أن ينجح منتخب جنوب أفريقيا في هز شباك الحارس ياسين بونو.
وعانى منتخب المغرب من نفس المشكلة في مباراتي الكونغو الديمقراطية وزامبيا، إذ صنع العشرات من الفرص وسجل هدفا في كل مباراة من المباراتين المذكورتين.
2 - اختيارات الركراكي
ارتكب المدرب الوطني وليد الركراكي خطأ فادحا عندما قرر الاعتماد على نصير مزراوي كظهير أيسر أمام جنوب أفريقيا، بعد غياب اللاعب عن مباريات الدور الأول، مقابل مشاركة محمد الشيبي أساسياً أمام تنزانيا والكونغو الديمقراطية، ومشاركة يحيى عطية الله في مباراة زامبيا.
غياب التنافسية لدى نصير مزراوي كان واضحا منذ الشوط الأول، خاصة أن اللاعب غاب لما يزيد عن شهر ونصف عن الملاعب بسبب الإصابة، في حين أن البديل يحيى عطية الله , كان أكثر جاهزية ويعرف معظم لاعبي جنوب أفريقيا جيدا، بحكم أنه واجههم عدة مرات في مباريات الوداد وماميلودي صن داونز.
3 - احترام مبالغ فيه للمنافس
احترم وليد الركراكي منتخب جنوب أفريقيا أكثر من اللازم، فالمنتخب الذي دشن مشاركته في “الكان” بهزيمة أمام مالي بهدفين لصفر، لم يكن صعب المنال خلال الشوط الأول، بدليل وصول لاعبي أسود الأطلس بسهولة إلى مربع عمليات الخصم في الشوط الأول.
التحفظ المبالغ فيه للمدرب وليد الركراكي ، والذي ظهر أيضا في مباراة الكونغو الديمقراطية، جعل الخصم يثق في إمكانياته أكثر فأكثر، ومع توالي الدقائق أصبح يبادر للهجوم ويشكل خطرا على مرمى الحارس ياسين بونو.
4 - عدم المجازفة
ظل وليد الركراكي علي نفس النهج في جميع مباريات “الكان”، وحتى في ظل غياب الجناحين سفيان بوفال وحكيم زياش، لجأ إلى التغييرات الكلاسيكية، بالاعتماد على عبد الصمد الزلزولي وأمين عدلي، دون مجازفة أو إحداث تغيير على الشكل العام للأداء.
انتظر وليد الركراكي حتى تقدم منتخب جنوب أفريقيا في النتيجة، ليرمي بورقة إسماعيل الصيباري في خط الوسط بدلاً من سليم أملاح، إلى جانب الدفع بأيوب الكعبي إلى جانب يوسف النصيري لإحداث زيادة هجومية.
5 - إدراك حجم المنتخب المغربي قاريا
من أهم الدروس التي يمكن استخلاصها من مشاركة المغرب في كأس أمم أفريقيا في كوت ديفوار، إدراك الحجم الحقيقي لمنتخب المغرب على الصعيد القاري.
يملك المنتخب المغربي لقبا يتيما توج به سنة 1976، مثله مثل منتخبات جنوب أفريقيا وزامبيا وتونس، والتألق في المحافل الدولية وبلوغ نصف نهائي كأس العالم، لا يعني بأي حال من الأحوال أن المغرب سيتسيد كرة القدم الإفريقية، بخصوصياتها ومميزاتها التي تختلف كليا عن مجابهة منتخبات من أوروبا وأمريكا.
3 أسباب وراء إقصاء "أسود الأطلس" من "كان" كوت ديفوار
بينما جاء تقرير هسبورت تحت عنوان : 3 أسباب وراء إقصاء "أسود الأطلس" من "كان" كوت ديفوار
1 - اختيارات الركراكي لم يفهمها سوى بنمحمود
اتفق الطاقم التقني لمنتخب المغرب بقيادة وليد الركراكي على اختيارات غير مفهومة، بعدما قرر الدفع بالمدافع الأيمن نصير مزاروي في الجانب الأيسر بدلاً من يحيى عطية الله الأكثر جاهزية، ضاربا بالأعراف الكروية والقواعد العلمية عرض الحائط، بحكم أن لاعب بايرن ميونيخ الألماني يفتقد الجاهزية اللازمة بعدما غاب طويلا عن المنافسة، ليجد نفسه أساسيا في مباراة مصيرية وهو القادم إلى كوت ديفوار بإصابة من ألمانيا.
نصير مزاروي لم يقدم أي شيء يذكر هجوميا ودفاعيا في واحدة من أسوأ مبارياته مع أسود الأطلسي، ليتأخر وليد الركراكي كثيرا في إصلاح الخطأ بعدما انتظر الدقيقة 75 لإدخال يحيى عطية الله مكان مدافع بايرن ميونيخ.
2 - غياب التنويع والاعتماد على أسلوب مكشوف
لا يختلف اثنان على اعتماد وليد الركراكي على الجهة اليمنى في التنشيط الهجومي خلال جميع مباريات أسود الأطلسي في “كان” كوت ديفوار، وكأن لا خيارات لدى المدرب لتنويع اللعب، ما جعل أوراق الركراكي مكشوفة للعجوز هوغو بروس، مدرب جنوب أفريقيا، الذي أكد في الندوة الصحفية عقب المواجهة أنه نجح في دراسة الخصم جيدًا.
الركراكي ظل وفيا لنهجه الهجومي حتى في غياب حكيم زياش، كما وضع جميع تغييراته في خانة “مركز بمركز”، قبل أن يجد نفسه مضطرا لتغيير نظام اللعب بعدما اهتزت شباك ياسين بونو بهدف أول يُدرس من منتخب جنوب أفريقيا، وقتها تقدم الأولاد وتفوق بروس على الركراكي.
3 - تواضع مستوى اللاعبين
عندما يخطئ المدرب في خياراته البشرية والتقنية، قد يُنقذه الأداء الرجولي للاعبيه وقتاليتهم في أرض الملعب إن حضرت، وهو ما افتقده وليد الركراكي الذي دخل مواجهة جنوب أفريقيا بقراءة خاطئة قابلها أداء متواضع لكل اللاعبين، فكانت النتيجة بعنوان: الطريق مفتوح إلى شباك بونو.
عدد من لاعبي المنتخب الوطني المغربي عزفوا على وتر التواضع بداية من العميد رومان سايس، ونصير مزراوي في خط الدفاع، قابله مستوى جيد من نايف أكرد وأشرف حكيمي رغم إهدار الأخير لركلة جزاء، مرورا بخط الوسط الذي تواجد فيه دفاعيا كل من سفيان أمرابط وسليم أملاح دون أن يتركا بصمة تُذكر، تاركين عز الدين أوناحي يُشاغب بين الحينة والأخرى هجوميًا.
فيما غابت الحلول من الذين استبشر بهم الجمهور المغربي خيرا، فلا أمين عدلي القادم من باير ليفركوزن وجد الحلول، ولا مهاجم ريال بيتيس عبد الصمد الزلزولي كان في الموعد، ومعهم الحاضر الغائب في مواجهة جنوب أفريقيا يوسف النصيري، ما جعل المنتخب المغربي يخوض لقاء “البافانا بافانا” مكتوف الأيدي.
البدلاء وكأنهم اتفقوا على شيء واحد منذ أول مباراة في “كان” كوت ديفوار، نزول لأرضية الملعب يليه تواضع في المستوى دون تقديم أي إضافة إلى غاية صافرة حكم المباراة منهيا المعركة الكروية، وكأن الركراكي أنهى المواجهة بمن بدأها من اللاعبين بعدما تغيرت الأسماء دون أن يختلف الأداء، كل هذا وأكثر أسهم فيه عيش على أطلال إنجاز “مونديالي” تحقق قبل أزيد من عام.
اترك تعليق