هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

10 ملايين وفاة عالميا .. سوء استخدام المضادات الحيوية أخطر من كورونا .. خبراء الصحة يحذرون

يشكل سوء استخدام المضادات الحيوية خطراً داهماً على البشرية، ربما يفوق الخطر المتوقع من وباء كورونا، فالبكتيريا المقاومة للمضادات التي تتكون فى الجسم جراء الإسراف في تناولها، أصبحت تمثل الخطر الوبائي القادم الذي يهدد العالم حال بقى الوضع على كما هو عليه.


مناعة مكتسبة 

خبراء الصحة والطب أكدوا أن أنواع البكتيريا تتشكل نتيجة تغييرات تحدث بمرور الزمن فتصبح أقل استجابة للأدوية، ما يصعب العلاج ويزيد خطورة انتشار الأمراض والاعتلالات الوخيمة والوفيات، ومن ضمن أسباب هذه التغيرات على البكتيريا التعرض المتواصل للمضادات الحيوية، فتتكون لدى البكتيريا مناعة مكتسبة تقاوم المضادات، ويمكن أن تتكاثر أى بكتيريا تنجو من العلاج بالمضادات الحيوية لتصبح مقاومة لها أيضا.

 

مقاومة الدواء

أضافوا أنه يمكن لبعض البكتيريا أن تنقل خصائص مقاومة الدواء إلى أنواع أخرى من البكتيريا ، وهناك أنواع تمتلك مقاومة جينية للمضادات الحيوية بمعنى أن لديها تلك المناعة منذ تكونها وتشمل تلك الموجودة في المستشفيات والمراكز الصحية، كما أن الإفراط في إعطاء الحيوانات اللاحمة المضادات الحيوية يسهم في تكوين بكتيريا مقاومة تنتقل للإنسان من الحيوانات عند تناول لحومها أو التعرض لمخلفاتها.

 

تقضى على البكتيريا النافعة

 أوضح الخبراء أن تناول المضادات الحيوية خلال العدوى الفيروسية يتسبب فى مهاجمة البكتيريا الحميدة المفيدة الموجودة فى الجسم التي لها فوائد كبيرة فى الجهاز الهضمى والمناعة والبشرة.

نوه الخبراء إلى أن هناك سوء استخدام للمضادات الحيوية في مصر، من جانب بعض المرضى والأطباء على حد سواء ، فالبعض يتوجه للصيدليات لشراء مضادات حيوية عن طريق الوصفات أو تجارب المعارف فى استخدام مضاد بعينه دون استشارة الطبيب المختص الذي يحدد نوع البكتيريا والمضاد الحيوى المناسب لعلاجها ، كما أن الصيدلي شريك في صرف المضاد الحيوى دون روشتة طبيب لأنه يتخلى عن رسالته الحقيقة ويتحول إلى تاجر، إضافة إلى أن هناك بعض المواطنين يطالبون الأطباء بكتابة مضادات حيوية مع العلاج الأساسى دون داع، وهناك قلة من الأطباء يكتبون مضادات حيوية بعينها كنوع من الدعاية للشركات دون الحاجة الفعلية لاستخدامها للاستفادة من عروض الترويج التي تقدمها الشركات المصنعة. 

 

مصر ضمن الأعلى استهلاكا فى العالم 

أشاروا الى ان مصر تصنف ضمن الدول الأعلى استهلاكا للمضادات الحيوية فى العالم بحجم مبيعات تصل الى أكثر من ٢,٥ مليار جنيه خلال الفترة من سبتمبر ٢٠٢٢ إلى سبتمبر ۲۰۲۳ ، بحسب إحصائيات احدى المؤسسات المعنية برصد مبيعات سوق الدواء المصرية.

 قالوا إن هناك ١,٥ مليون حالة وفاة سنوياً في العالم بسبب البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وإن عدم الإسراع بتغيير سياسات استخدام المضادات الحيوية على مستوى العالم ستصبح تلك البكتيريا مثل السرطان وستتسبب في حالات وفاة تتجاوز ١٠ ملايين سنوياً. 

 

زيادة الوعى ضرورة 

نصح الخبراء بضرورة زيادة الوعي في المدارس للأجيال الجديدة وتصحيح المفاهيم لدى عامة الناس بأن البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية قادرة على أن تودى بحياة الناس أكثر من وباء كورونا الذي تسبب في وفاة أكثر من 8 ملايين شخص في العالم... وإذا استمر الوضع الحالى دون تغيير في السياسات المتبعة سنتجاوز هذا الرقم بسبب البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.

ناشد الخبراء بضرورة زيادة الوعى لدى المواطن عن مخاطر استخدام المضادات الحيوية على المدى البعيد وعدم تناولها بدون وصفة طبية، وعمل ورشات عمل طبية لترشيد استهلاك المضادات في المستشفيات والمراكز الطبية والعيادات الخاصة.

 

10 ملايين وفاة 

قال د. عصام عزام خبير الأمراض الصدرية ومستشار منظمة الصحة العالمية سابقاً إن الاستخدام المفرط وغير المناسب للمضادات الحيوية يعد محركاً خطيراً للعدوى المقاومة للأدوية وتتوقع منظمة الصحة العالمية أنها ستتسبب في وفاة ١٠ ملايين شخص عام ٢٠٥٠ ، في حالة عدم مواجهة هذا الخطر ومن الضروري الحد من الطلب غير الضرورى على المضادات الحيوية 

وفى حالة استخدامها بطريقة خاطئة يمكن ان تقتل البكتيريا النافعة فى الجسم ويجب منع استخدامها لعلاج الأمراض التي تنشأ عن العدوى الفيروسية، مثل الإنفلونزا ونزلات البرد.

أوضح إن تقديرات منظمة الصحة العالمية بأن حالات الوفيات في العالم بسبب البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية ستصبح مثل السرطان وسوف تتسبب في وفاة تتجاوز ۱۰ ملايين انسان سنوياً على مستوى العالم خلال ال ٣٥ عاما القادمة هذه التقديرات في محلها ومن هنا يجب إعداد العدة لمواجهة هذا التهديد الخطير القادم، ولابد من الإسراع بتغيير سياسات استخدام المضادات الحيوية على مستوى العالم. 

 

الصحة العالمية

أشار إلى أن مقاومة المضادات الحيوية تعد مشكلة خطيرة في العالم العربي، حيث تنتشر بشكل متزايد في جميع أنحاء المنطقة.. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن مقاومة المضادات الحيوية في العالم العربي هي من أعلى المعدلات في العالم. أسباب انتشار مقاومة المضادات الحيوية ترجع إلي:

 

سبب المشكلة

الاستخدام المفرط والخاطئ للمضادات الحيوية: حيث يتم وصف المضادات الحيوية بشكل غير دقيق في كثير من الأحيان، أو يتم استخدامها بشكل غير كامل بمعنى عدم تناول العلاج للنهاية، وكذلك انتشار الأمراض الحيوانية التي تنتقل إلى الإنسان حيث تنتقل بعض الأمراض الحيوانية إلى الإنسان، مثل السل والالتهاب الرئوي، والتي يمكن أن تصبح مقاومة للمضادات الحيوية.

وايضا ضعف الأنظمة الصحية فى بعض البلدان، حيث تفتقر العديد من الدول العربية والأفريقية إلى البنية التحتية والتمويل الكافيين لمراقبة ومكافحة مقاومة المضادات الحيوية، وفق خطط منظمة الصحة العالمية. لفت إلى أن هناك عدم ترشيد في استهلاك المضادات الحيوية في مصر من الأطباء والصيادلة والمواطنين أنفسهم.

 

التقنين ضرورى 

ولا توجد قوانين تمنع صرف المضادات الحيوية دون وصفة طبية.. بالإضافة الى ان بعض الأطباء والصيادلة لا يتمتعون بالوعى الكافي بخطورة المضادات الحيوية.. فمنهم من يتعجل بكتابة المستحضرات القوية لسرعة علاج البكتيريا البسيطة... وآخرون يصفونها لحالات نزلات البرد والانفلونزا دون مبرر.. وهناك استخدام أكثر من اللازم للمضادات الحيوية من جانب الأسر، خاصة لأطفالهم. 

 

تغيير بروتوكولات العلاج

طالب عزام بضرورة منع صرف المضادات الحيوية في الصيدليات دون وصفة طبية مختومة وموثقة من الأطباء، بجانب تغيير البروتوكولات العلاجية الخاصة باستخدام المضادات الحيوية في المستشفيات كل فترة، فضلاً عن زيادة التوعية للمواطنين بخطورة سوء استخدام المضادات الحيوية، ويجب استعمال المضادات الحيوية في حالات الضرورة فقط وعن طريق طبيب متخصص وفقاً للتعليمات تماماً، بما في ذلك الجرعة الصحيحة، وعدد المرات فى اليوم، وعدد الأيام ومن المهم الاستمرار بأخذ المضادات الحيوية لكامل عدد الأيام الموصوفة، حتى وإن شعر الشخص بأنه يتحسن.

قال د. حسن كامل استشارى الامراض المعدية ومدير مستشفى حميات العباسية سابقا أن الجهاز المناعي للإنسان يتأثر عند الإفراط في تناول المضادات الحيوية، أو تناولها دون استشارة الطبيب.

 

احذروا البكتيريا الخارقة

وحذر من ظهور البكتيريا الخارقة التي تحدث نتيجة قدرة البكتيريا الضارة على مقاومة المضادات الحيوية حينها تتمكن تلك البكتيريا من التطور لتصبح أكثر قوة وعدوى ولا يمكن للمضادات الحيوية تدميرها ، كما أن المضادات الحيوية تحمل الكثير من المخاطر على الصحة العامة وعلى صحة الأطفال بشكل خاص، لذا ينصح الأطباء باستخدامها بحذر لدي الاطفال ومن خلال وصف الطبيب لأنها تؤثر على كل أعضاء الجسم رغم أنها علاج حاسم للكثير من الأمراض والالتهابات نظرا لقدرتها على التداخل مع البكتيريا الموجودة في قتلها، مثل الفيروسات والفطريات، إلا ريات، إلا أن الجسم ثم أضرارها تشكل خطراً على صحة الطفل. أكد أن الإفراط في استخدام استخدام المضادات الحيوية خاصة عندما لا تكون المضادات الحيوية العلاج الصحيح، فإن ذلك يُسبب زيادة مقاومة المضادات الحيوية، ووفقاً لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها ، فإن نحو ثلث استخدامات المضادات الحيوية لعلاج البشر ليس ضرورياً أو مناسباً، كما أن المضادات الحيوية تعالج العدوى الناتجة عن البكتيريا ولكنها لا تعالج العدوى الناتجة عن الفيروسات.

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق