بعد ان تم استكمال الصبة الخرسانية وتركيب مصيدة قلب المفاعل للوحدتين الثالثة والرابعة والبنية التحتية القوية وهو ما يعد نجاحاً لقطاع الكهرباء المصري فيما تم تحقيقه علي مدار السنوات العشر الماضية وكان علي رأسها ملف الطاقة النووي ذلك المشروع الذي كان حُلما علي مدار عقود طويلة ولكنه تحول إلي واقع علي الأرض كما يقول الدكتور أمجد الوكيل رئيس هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء.
فالإرادة السياسية والإدارة الحازمة للوقت والتخطيط من أجل الالتزام بالجدول الزمني لتنفيذ المشروع ومتطلبات الأمان كانت السبب في تحويل الحلم إلي واقع فتم تفعيل الاجتماعات و تنفيذ كافة الالتزامات التعاقدية ومواصلة عملية الإنشاءات للمحطة النووية لنصل في 2023 إلي تنفيذ الصبة الخرسانية الأولي للوحدة النووية الثالثة بمحطة الضبعة النووية والحصول علي إذن الإنشاء للوحدة النووية الرابعة وتركيب أول معدة نووية طويلة الأجل بمحطة الضبعة النووية وهي مصيدة قلب المفاعل للوحدة النووية الأولي في 6 أكتوبر 2023 ثم تركيب مصيدة قلب المفاعل للوحدة النووية الثانية في 19 نوفمبر 2023.
وقال د.الدكتور أمجد الوكيل رئيس هيية الطاقة النووية: يشهد عام 2024 مزيدا من أعمال الإنشاءات والتركيبات للأربع وحدات علي التوازي والانتهاء من استكمال البنية التحتية بالموقع سواء طرقا وشبكات فتنفيذها مرتبط بتقدم الأعمال بالمشروع كما سيشهد عام 2024 ايضا إتمام الصبة الخرسانية الأولي للوحدة النووية الرابعة وتركيب مصيدة قلب المفاعل للوحدتين النوويتين الثالثة والرابعة.
ويكشف الوكيل يمكنها أن توفر ما يقارب 15 مليون طن سنوياً من غاز ثاني أكسيد الكربون وهو ما يعكس صحة وصدق الرؤية المصرية واستراتيجية الطاقة وعلي حسن إدارة ملف الطاقة للدولة المصرية.
وكان اختيار روسيا مبنياً علي عدة أسس وجيهة أهمها أنها دولة صديقة منذ عقود طويلة. وكانت أول دولة تشاركنا وتساعدنا في بناء البرنامج النووي في الستينيات. كما أنها تعد الدولة الوحيدة التي تقوم بتصنيع مكونات المحطة النووية بنسبة 100% ولا تعتمد علي استيراد مكوناتها من أي دول أخري. إضافة إلي أن روسيا لها تاريخ طويل في دعم مصر فهي من أنشأت مفاعل أنشاص وساهمت في بناء السد العالي.
كما أن روسيا لم تضع أي شروط سياسية علي مصر لإقامة المحطة ووافقت علي أن تقوم مصر بسداد قيمة المحطة بعد الانتهاء من إنشائها وتشغيلها مع وجود فترة سماح وعقد دورات تدريبية للكوادر المصرية علي استخدام التكنولوجيا النووية ونقل الخبرات الروسية للمصريين.
وكانت مصر من أوائل الدول التي أدركت منذ أوائل الخمسينيات من القرن الماضي أهمية استخدام الطاقة النووية في توليد الكهرباء نشهد الآن تحقيق الحلم النووي. والبرنامج النووي المصري برنامج طموح لإنشاء محطات للقوي النووية.
ومن المهم لتأمين الإمداد بالطاقة الكهربائية تنويع مصادر التوليد الكهربي وعدم الاعتماد علي مصدر واحد ويأتي هذا ضمن استراتيجية التنمية المستدامة رؤية مصر 2030 بأبعادها الثلاثة "البعد البيئي - البعد الاجتماعي- البعد الاقتصادي" وفي "المحور الثاني: الطاقة - المحطة النووية بالضبعة" لذا تنتهج وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة إستراتيجية تستهدف تنويع مزيج التوليد الكهربي لرفع درجات التأمين للإمداد بالطاقة الكهربية. كما أن هناك عوامل تحتم استخدام الطاقة النووية.
ومشروع المحطة النووية من شأنه أن يؤكد دور مصر كدولة رائدة في منطقة الشرق الأوسط وقارة إفريقيا ووضعها علي خريطة الدول المتقدمة في كافة المجالات ومن بينها المجالات المرتبطة بالتطبيقات السلمية للطاقة النووية فالطاقة النووية أحد المصادر الهامة لسد الاحتياجات المتزايدة من الطاقة الكهربائية اللازمة لخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية نظرا لتنافسيتها الاقتصادية العالية والمشروع النووي من شأنه أن يعود بالعديد من الفوائد الإستراتيجية مثل: الحفاظ علي موارد الطاقة من البترول والغاز الطبيعي لأنها موارد ناضبة وغير متجددة. بالإضافة إلي تعظيم القيمة المضافة من خلال استخدام البترول والغاز الطبيعي كمادة خام لا بديل لها في الصناعات البتروكيميائية والأسمدة. كما أنها أحد مصادر الطاقة النظيفة بجانب المصادر المتجددة. وتلعب دورا بارزا كأحد الحلول الجوهرية لتقليل انبعاثات الكربون ولمجابهة ظاهرة الاحتباس الحراري.
ويستطرد ان أحد أهم الأهداف الاستراتيجية للبرنامج النووي نقل وتوطين التكنولوجيا وزيادة نسبة المشاركة المحلية فمشروع المحطة النووية بالضبعة له أثره الإيجابي علي التطور التكنولوجي وتطوير الصناعة المصرية من خلال برنامج طويل المدي لإنشاء المحطات النووية تتصاعد فيه نسب التصنيع المحلي في كل وحدة جديدة طبقاً لخطة واضحة وملتزم بها مما سيحدث نقلة ضخمة في جودة الصناعة المصرية وإمكاناتها ويزيد من قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية بسبب المعايير الصارمة للجودة التي تتطلبها صناعة المكونات النووية والتي ستنتقل بالضرورة إلي صناعة المكونات غير النووية التي تنتجها نفس المصانع. وتتصاعد نسب المشاركة المحلية للمشروع بدءا من الوحدة الأولي بنسبة لا تقل عن 20% وصولا للوحدة الرابعة بنسبة لا تقل عن 35% مما سينعكس علي الاقتصاد المصري وتطوير الصناعة.
كما ان تنفيذ مشروع محطة الضبعة النووية المكونة من أربع وحدات طاقة خطوة مهمة في تطوير القطاع النووي في مصر مما سيحقق دفعة هائلة للتنمية الاقتصادية والتكنولوجية وهذا المشروع يمثل أمناً قومياً تكنولوجياً لمصر. بالإضافة إلي أن المشروع أمن قومي للطاقة الكهربائية النظيفة والرخيصة للوفاء باحتياجات نهضة البلاد وتنميتها.
فالمحطات النووية تتميز أنها تعمل علي مدار 24 ساعة يوميا في 7 أيام في الأسبوع. وهي مصممة للعمل لفترات أطول ولذلك تعتبر مصدراً الطاقة الأكثر موثوقية وهي أكبر مصدر للطاقة النظيفة فمن مزايا وفوائد الطاقة النووية قدرتها الإنتاجية الكبيرة في توليد الطاقة كما أن كل وظيفة واحدة في تشييد محطة الطاقة النووية تسهم في خلق 10 وظائف في القطاعات ذات الصلة. ويساهم تطور الطاقة النووية في نمو البحث العلمي والقدرات الفكرية القومية.
وتتيح محطة الضبعة النووية تشغيل الآلاف من الأيدي العاملة علي جميع المستويات المهنية من خلال مشاركة 5000 - 6000 شخص في أعمال البناء لمدة 10 سنوات للأربع وحدات. ومشاركة ما يقارب 1000 فرد لكل وحدة طاقة في أعمال التشغيل والصيانة علي مدار العمر التشغيلي للوحدة النووية والتي تبلغ 60 عاما وتوفير فرص عمل في الصناعات المكملة والمساعدة واستخدام الطاقة النووية في إنتاج الكهرباء يحافظ علي نظافة البيئة. مما سيؤدي إلي خفض الاعتمادات اللازمة لنظافة البيئة وللمحافظة علي صحة الإنسان.
بدأت الخطوات الفعلية الأولي لتحقيق الحلم علي أرض الواقع في 19 نوفمبر 2015 وهو يوم توقيع الاتفاقية الحكومية بين مصر وروسيا بشأن التعاون علي إنشاء أول محطة نووية علي الأراضي المصرية ولذلك اتخذت هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء يوم 19 نوفمبر عيداً سنوياً لها وللطاقة النووية في مصر.
ويضيف هناك عدد من الشركات المصرية تقوم بتنفيذ أعمال حاليا بموقع المشروع بمنطقة الضبعة. وشركات أخري تقوم ببعض أعمال التوريدات اللازمة للمشروع ونوصي مرارا وتكرارا علي ضرورة تواجد الشركات المصرية المحلية في المشروع النووي. ونحن ندعم جميع الشركات المصرية ونقف علي مسافة واحدة من الجميع.
وقال سيشهد عام 2024 مزيدا من أعمال الإنشاءات والتركيبات للأربع وحدات علي التوازي. والانتهاء من استكمال البنية التحتية بالموقع سواء طرقا وشبكات. فاستكمال البنية التحتية وتنفيذها مرتبط بتقدم الأعمال بالمشروع. كما سيشهد عام 2024 اتمام الصبة الخرسانية الأولي للوحدة النووية الرابعة. وتركيب مصيدة قلب المفاعل للوحدة النووية الثالثة والرابعة بمشيئة الله.
وقال ان مصيدة قلب المفاعل أول جهاز كبير الحجم يتم تركيبه في مبني المفاعل. ومصيدة قلب المفاعل "CORE CATCHER" جهاز تم تصميمه بهدف رفع درجة أمان وسلامة الوحدة في حال حدوث أي أمر خارج إطار التصميم ويتم توفيره لالتقاط المواد الأساسية المنصهرة "الكوريوم" بمفاعل في حالة الانصهار غير المحتملة مما يمنعها من الهروب والتسرب من مبني الاحتواء وتم تركيب أول جهاز من هذا القبيل في محطة تيانوان للطاقة النووية في الصين. وهي المحطة التي شيدتها روسيا وتعد مصيدة قلب المفاعل من المعدات النووية الرئيسية التي ينفرد بها الجيل الثالث المتطور الأول من نوعه في الشرق الأوسط وإفريقيا.
اكد ان هيئة المحطات النووية تمتلك الآن كوادر بشرية علي أعلي مستوي تم تدريبها وتأهيلها وخاضت العديد من المراحل الهامة علي مسار تنفيذ المشروع جنبا إلي جنب مع مكاتب استشارية وبيوت خبرة عالمية.
رضوي السيسي
"انجاز تاريخي" نجحت مصر في تحقيقه وهي تمضي بخطي ثابتة نحو الجمهورية الجديدة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي. من خلال تحقيق حلم المصريين في محطة للطاقة النووية. وبدء صب الخرسانة بقاعدة وحدة الكهرباء رقم 4 بمحطة الضبعة للطاقة النووية. وهو ذلك المشروع الاستراتيجي الذي كان حلما لمصر لتوفير طاقة كهربائية مستدامة ورخيصة. والمساهمة في تحقيق مزيد من التنمية.
من جانبها أشادت الدكتورة مشيرة ابو غالي رئيس مجلس الشباب العربي. بهذا الإنجاز الكبير. مؤكدة أن مصر تخطو خطوات ثابتة نحو الجمهورية الجديدة تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأكدت أهمية محطة الضبعة الاستراتيجية لمصر. مشيرة إلي ان مصر نجحت في تحقيق نجاح في مجال جديد من خلال بناء المفاعلات النووية. معربة عن تطلعها لمزيد من الإنجازات في كافة المجالات.
من جانبه قال الدكتور طارق حسين. أستاذ العلوم النووية. ان افتتاح محطة الضبعة للطاقة النووية يوم تاريخي في حياة مصر والمصريين. مشيدا بجهود الرئيس السيسي من أجل إنشاء جيل جديد من الشباب المصري الذي يساهم في إنشاء هذا الصرح العالمي. مشيرا إلي أن هذا المشروع يساهم في تقليل البطالة. وخلق فرص عمل جديدة.
أعلن نيقولاي فيخانسكي نائب رئيس شركة "آتومستروي إيكسبورت" الإنشائية التابعة لعملاق الطاقة النووية الروسي "روساتوم". أن أكثر من نصف عمال البناء في محطة "الضبعة" النووية من المصريين.
وأشار فيخانسكي إلي أن "روساتوم" بموجب أي عقد أجنبي. لديها التزامات بفتح فرص عمل لمواطني البلد الذي تطلق فيه مشاريعها.
وأضاف: "نحاول دمج العمال والصناعيين المحليين بفريق العمل في أي مشروع جديد. ببساطة ليس من المجدي اقتصاديا استقدام موظفين وعمال من روسيا. وبالتالي فإن مشاركة العمال المحليين أمر ضروري".
وتابع: "نقوم بتدريب موظفي البناء المحليين في المهن التي نحتاجها. علي سبيل المثال نقوم بتدريب فنيي اللحام والتركيب. ونري أن هناك ما يكفي من الكفاءات التي يمكن تدريبها في السوق المصرية".
وعلق الكرملين علي الشراكة الروسية المصرية في الطاقة النووية قائلا: "يستمر تعاوننا مع مصر في مجموعة متنوعة من المجالات وهي شريك مهم للغاية. بما في ذلك في مجال التكنولوجيا المتطورة وهو أمر مهم للغاية لمزيد من التنمية في مصر".
وستضم محطة الضبعة أربعة مفاعلات من الجيل "3+" العاملة بالماء المضغوط باستطاعة إجمالية 4800 ميغاواط بواقع 1200 ميغاواط لكل منها. ومن المقرر إطلاق المفاعل الأول عام 2028.
قال الدكتور مجدي عبد الله. الأستاذ المتفرغ في هيئة الطاقة الذرية المصرية. إن مشاركة الرئيس الروسي في تدشين "الصبة الخرسانية" للمفاعل النووي الرابع في محطة الضبعة. يؤكد مصداقية والتزام روسيا تجاه اتفاقياتها.
وأضاف أن روسيا أكدت مرارا علي وقوفها إلي جانب مصر. منذ بناء السد العالي. حين سحبت أمريكا وبريطانيا والبنك الدولي تمويل السد العالي. والذي نتج عنه العدوان الثلاثي علي مصر بعد تأميم القناة. وحينها شيّد السد بخبرة وتمويل روسي.
وأوضح أن الخطوة اليوم تؤكد علي عمق الشراكة وقوة العلاقات بين البلدين. إذ تمثل محطة الضبعة النووية خطوة استراتيجية أخري بخبرة وتمويل روسي.
بشأن معدل الإنشاء. لفت إلي أن روسيا أكدت علي الالتزام التام بشأن عمليات الإنشاء. بالإضافة للسرعة عن المعدل الطبيعي. التي توجت بالصبة الرابعة.
وتابع: "نأمل في نقل التكنولوجيا بما ينعكس علي تطوير الصناعات المحلية. وتطوير البحث العلمي. خاصة في ظل سعي مصر لإنشاء العديد من المحطات الأخري. التي تسهم في تطوير الصناعات والتكنولوجيا".
ولفت إلي أن مصر تعد بوابة العبور تجاه أفريقيا. في ظل توجه العالم نحو التوسع في إنشاء المحطات النووية. بالنظر لانعكاساتها الإيجابية علي التغيرات المناخية.
وأوضح أليكسي ليخاتشوف مدير عام شركة روساتوم الروسية التي تتولي تشييد المحطة أن دورة عمل المحطة النووية تقترب من 100 عام.
قال الدكتور علي عبد النبي خبير الطاقة - نائب رئيس هيئة المحطات النووية سابقا. إن محطة الضبعة النووية تعد من الجيل الثالث المطورة التي تعمل تحت أفضل معايير الأمان النووي والتشغيل والصيانة.
وأكد أن محطة الضبعة النووية هي أمن قومي تكنولوجي لأن أعلي درجات الجودة في الصناعة هي التكنولوجيا النووية.
وأضاف: "محطة الضبعة النووية تحوي 4 مفاعلات نووية وكل مفاعل قدرته 1200 ميجاوات. والمفاعل جزءان جزء نووي وجزء تقليدي يشبه محطات توليد الكهرباء من توربينات وماء".
وأكد: من المتوقع افتتاح محطة الضبعة النووية في 2028 لأول مفاعل نووي.
اترك تعليق