في عصر السوشيال ميديا اختلفت المعايير الفنية عن الماضي، فظهور الفنان قبل ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، كان نادرا من خلال البرامج التليفزيونية أو الأخبار والصفحات الصحفية، أما الآن فكثير من الفنانين أصبحوا متاحين ليل نهار، من خلال صورهم ومنشوراتهم وفيديوهاتهم والبث المباشر فى كثير من الأحيان، فى ظاهرة دخيلة على سلوكيات أهل الفن..
وهو ما يدفعنا لطرح السؤال هل هى ظاهرة سلبية أم إيجابية؟! وهل تربح الفنان من خلال تلك المواقع تأتى بحثا عن مزيد من الدخل أم اعانة فى زمن يعانى به بعض الفنانين من البطالة الفنية؟!
من وجهة نظري أن السوشيال ميديا الربحى "" هي ظاهرة سلبية والذين يتجه لها الفنانين الذين لايملكون انتاج ولا فيديوهات من مسلسلاتهم والذين انحصرت عنهم الأضواء أو أنهم أدوار ثانية وثالثة ويعتمدون على معرفة وجههم للجمهور والتيك توك يوفر لهم التواصل مع الجمهور وتحقيق بعض من الدخل من خلال التواجد فى اللايف وللأسف لايوجد أى وسيلة لمقاومتها لكن المطلوب ان بعض من الفنانين يلتزموا بالقواعد المهنية والمجتمعية حتى لاتكون نتيجة الظاهرة هذه اكثر سلبية من هذا.
أرى أن سبب اتجاه الفنانين للسوشيال ميديا خلال الفترة الأخيرة لا يرجع إلى جمع المال بقدر ما يرجع إلى لفت الأنظار والتواجد، لأنه أصبح الآن لما يكون بعض الفنانين غائبين لفترة ومنسيين فيظهر على السوشيال ميديا و يعمل توك توك يعمل خناقة و يلفت النظر وهكذا بحيث أنه يعاد تواجده مرة أخرى فى الوسط الفنى أو على الخريطة الفنية، فنحن لم نرَ فنان من الدرجة الاولى أو من الصف الاول يعمل "سوشيال ميديا" أو "تيك توك" مثل كريم عبدالعزيز، ليلي علوي، ومني زكي، إذ أصبحت السوشيال ميديا وسيلة سهلة لبعض الفنانين غير المتواجدين على الساحة الفنية ليكون كل هذا الكلام يصب فى مصلحته لو انه لم يحصل على فلوس من التيك توك ولا فلوس من السوشيال ميديا لكن نقدر نقول انه سيعاد مرة أخرى تواجده على الخريطة و أن الناس ستذكره مرة أخرى وتسأل عنه.
طبعاً ظاهرة وجود الفنانين على السوشيال ميديا بشكل كبير قوى سواء كان على صفحاتهم على الفيسبوك أو الانستجرام أو التيك توك طبعاً هذه ظاهرة غير صحية وأنا أرى أنها تؤدى إلى العكس أى أن لازم يكون هناك مسافة بين الفنان وبين الجمهور وأنه لا يظهر بشكل مستمر يعني أن يكون الفنان موجود علي السوشيال ميديا من خلال أخباره الفنية من خلال خبر فني، فيلم جديد، مسلسل جديد، عمل جديد، ومشاركة جمهوره بشكل محدود، إنما ما يحدث الآن هو أن الفنان يشارك جمهور فى أدق التفاصيل وفى أدق تفاصيل حياته وهذا غلط تماماً، إلى جانب أن هناك بعض الفنانين يتعاملون مع هذا الموضوع هو مهنة للتكسب مثل بعض الفنانين الذين لم يعد يميل لهم الجمهور فأصبحوا يتجهون للتيك توك ويقدمون محتوي لا يليق وطبعاً هذا في محاولة منهم علي ركوب التريند ولعمل مشاهدات كثيرة والمشاهدات تصنع فلوس أكتر ولما يسألهم أحد تكون الاجابة انه لا يعمل وهذه الوسيلة الوحيدة للعمل ولكسب المال، وطبعاً أنا ضد هذا الكلام فأنا أري أن الفنان يجب أن يكون معزز على قدر الإمكان إذ أن هناك كثير من الفنانين لم يعملوا لكن لا نراهم علي السوشيال ميديا، فممكن يقدم أى شيء آخر إنما لا يقدم بضاعة رخيصة أو محتوي رخيص علي التيك توك أو على الانستغرام أو على السوشيل ميديا في سبيل جمع الاموال، لأن الجمهور يحترم جداً الفنان الذى يحترمه، فأنا لو احترمت فنى واحترمت جمهورى الجمهور هيحترمنى وأنا أرى انى مع الفنان على السوشيال ميديا فى حدود إنما عمال علي بطال وأخبار وصور وردود ولو أحد من المتابعين رد بطريقة غير لائقة ارد عليه.. طبعاً كل هذا غلط فالفنان لازم يكون بينه وبين الجمهور علاقة احترام متبادلة، وبالنسبة لى أنا ضد بعض الفنانين الذين يقدمون محتوي سيئ علي التيك توك وأري انه بحالة ان هم لم يعملوا وحابب يعمل محتوى فنى كويس ويظهر علي التيك توك بمحتوي راقي محتوي يليق به ومحتوي يشجع الناس على مشاهدته ويطالب المنتجين والمخرجين بالتواصل للتواجد بطريقة تليق به.
السوشيال هى منصة مهمة للفنان.. وتوازي الدعاية المباشرة وهي مهمة، ولكن يحسن استخدامها في تناول أخباره المختلفة وليس لنشر أخبار أخري، استخدمها بشكل جيد يساعده على التواجد ومعرفة اخباره وغيرها.
السوشيال ميديا من أول ظهور المواقع أو التطبيقات الجديدة مثل الفيسبوك والانستغرام وتويتر هى فعلاً حلت محل جزء كبير جدا وجعلت بعض الفنانين يستغلوها في سرعة الارسال ووصول الخبر وخصوصاً أخبار الطلاق والانفصال والميلاد وكل هذه الأخبار لانها بالنسبة لهم هى اصدق بكثير جداً من وسائل أخري مثل ما عملت ياسمين عبدالعزيز لما حبت توصل خبر انفصالها نشرت على صفحتها على الانستغرام وقالت انها تطلقت وفعلا هى نجحت مئة فى المئة فى انها توصل الخبر بسرعة أسرع من انها مثلا تعمل مؤتمر صحفي وتقول الخبر بالعكس هي نزلت الخبر لكل من يعرفها ولكل الموجودين علي الصفحة أو حتى غير المتواجدين فقد وصل الخبر وانتشر لأكثر عدد من المتابعين، وفعلاً أصبحت السوشيال ميديا هي البديل لأشياء كثيرة ولصفحات كثيرة ولصحف كثيرة وحقيقة أصبح هناك دروب للصحف بشكل كبير جدا بسبب السوشيال ميديا بسبب اننا لم نعرف نتعامل مع التطويرات وهذه التطبيقات بسرعة أى أن الناس أصبحت تأخد من هذا التطبيق وتركب عليه أخبار أي أنه أصبح بعض الصحفين فعلا يعتمدو علي السوشيال ميديا فى الاخبار مثلا ان معظم الاخبار في معظم المواقع طلة جديدة لياسمين صبري طلة جديدة لزينة فأصبحت الاخبار كلها هكذا، مع ان فى العالم كله فى الصحف العالمية مثلاً لا يوجد أخد أخبار من السوشيال ميديا لأنهم يرونها غير صادقة وأخبار غير كاملة لانه ممكن يكون جزء من الخبر مسيئ ويكون خبر ناقص غير كامل خبر غير مكتمل ولكن نحن فى مصر للأسف نعمل به على أنه هو كل الخبر.
يحرص الفنان دائما وأبدا ومنذ بدء تاريخ الفن على التواجد باستمرار داخل الساحة الفنية والبقاء فى دائرة الأضواء مستخدما فى ذلك كافة الطرق والوسائل المتاحة في عصره لتحقيق كافة أنواع المكاسب المادية والمعنوية فكلاهما مرتبط بالآخر ولا ينفصل عنه كليا وجزءيا كما يستخدم تلك الوسائل أيضا إذا ما تعرض للتهميش أو التجاهل والاستبعاد لسبب أو لآخر بل يستخدمها منذ البداية وفى الأساس كمدخل لولوج المجال الفنى منذ اولى خطواته الأولى محاولا ارتقاء سلم المجد، مع ظهور فيرس "كوفيد 19" المعروف باسم "الكورونا" وتوابعه فبدأ الفنانيين ومعاونيهم في استخدامه وغيره من التطبيقات للبقاء علي التواصل مع جمهورهم وكسر حاجز العزلة مسخرين آليات العصر الحديث لاغراضهم المذكورة مسبقا ومتواكبين مع حركة الزمن لكن بالرغم من انحسار الوباء تلاحظ في الفترة الأخيرة ظاهرة تواجد الفنانيين بشكل مكثف على "التيك توك" فاختلفت الآراء حوله داخل وخارج الوسط الفنى ما بين مؤيد ومعارض فمنهم من اعتبره موضة يجب اتباعاها وعدم التخلف عن الركب من اجل البقاء والتواجد والانتشار بطبيعة الميل للتقليد والمحاكاة والغيرة واستقطاب اكبر عدد ممكن من المعجبين والمتابعين ومنهم من اعتبرها مقبرة للفنان وتقليل من شأنه حتي وصل الامر للتباحث في مجلس نقابة المهن التمثيلية حول توقيع عقوبات على اى فنان فى حالة حدوث تجاوزات على التيك توك خاصة فيما يسمى بتطبيق التحدى وما يمثله ذلك من إهدار لقيمة الفنان وهيبته ووقاره كما تلاحظ ايضا استخدام بعض الفنانين استخدام التيك توك لتحقيق دعاية للمتعاملين معهم مثل الاطباء المعالجين لهم خاصة الاسنان والتجميل بمنطق المنفعة المتبادلة وما يمثله ذلك من مخاطرة لمصداقية الفنان واسمه إذا لم تكن تلك الدعاية في محلها وأدت لنتائج سلبية لمن اتبع نصائحكم فى التعامل مع أشخاص أو جهات معينة هناك رأي ان التيك توك وغيره مجرد ظاهرة سلبية لن تؤتي ثمارها مع الوقت فهي مجرد وسيلة قد تنجح أو تفشل في تلميع الفنان امام الجمهور والقائمين علي صناعة الاعمال الفنية الضخمة أو استعطافهم كما يحدث الآن للمشاركة فيها وادعاء الموهبة والقدرات العالية لكن التجربة الحقيقية امام كاميرا الفيديو أو السينما أو الميكرفون هى المحك الحقيقي وهى التى ستثبت صحة ذلك من عدمه وان الموهبة الاصيلة والفن الراقي هو الذى سيبقى فى مواجهة طوفان الهبوط والاسفاف والدليل على ذلك هى الاعمال المتميزة التى تعيش معانا حتى الآن من اجمالى كل ما قدم عبر تاريخ الفن السابع وكافة ألوان واطياف الفنون الاخري.
مواقع السوشيال ميديا تعتبر من أهم وأكثر وسائل الاتصال والاعلام والابداع انتشاراً على مستوى العالم فى المرحلة الراهنة وأصبحت تقدم الكثير من الدهشة والابهار لجمهورها إذ لم يعد الجمهور ينتظر نزول فيلم في السينما ليذهب اليه او مسلسل درامي فى موسم درامي معين يجلس امام شاشات التلفزيون بل اصبحت شاشات الموبايل هي التي تجذب الجمهور اكثر من أي وسيلة أخرى، ومواقع السوشيال ميديا سواء الفيسبوك أو اليوتيوب ومؤخراً التيك توك كانت وسيلة لاظهار الكثير من المبدعين فى مجالات مختلفة سواء في مجالات الموسيقي والغناء والتمثيل وقدمت العديد من النجوم الجدد.وحقيقة ليس من العيب أن يقوم الفنانين فى جذب الجمهور أو ترويج عملهم أو حتي الحصول علي مكاسب مادية فهناك الكثير من الفنانين لديهم صفحات على السوشيال ميديا يتكسبون منها ويحصلون على أرباح ضخمة فسواء علي الفيسبوك او تيك توك عبر مواقع السوشيال ميديا هى من تمنح هؤلاء الفنانين والمشاهير أموالاً مقابل ذلك، لكن العيب هو أن يسقط الفنان في فخ أو فى مستنقع الاسفاف والرخص و أن يقدم أعمالا أو مشاهد أو مقاطع فيها اسفاف وفيها عدم مراعاة لمهنته الأساسية وهي مهنة الفن وتقديم أعمال جيدة، يجب على الفنان استخدام، التيك توك للتعويض عن عدم وجوده في الاعمال الفنية العادية أو التقليدية مثل الأفلام أو المسلسلات التي تعرض علي الشاشة الذهبية في السينما أو شاشة التلفزيون كما يجب عليه أن يراعي الفن وأن يقدم أعمالا فيها مهنية فنية سواء كانت مقاطع قصيرة أو تيك توك أو غيرها لأنه من العيب الخطير أن بعض الفنانين ظهروا مؤخرا علي التيك توك وقدموا أعمالاً مبتزلة ولم يفرقوا بينهم كونهم انهم فنانين محترفين وبين الهواة الذين يقدمون أعمالاً فيها اسفاف وبعضهم يقطع أو بعضهن يقبع خلف السجون الآن، فالفنان يجب أن يظل فناناً محترفاً وهو يقدم هذه الأعمال وأعتقد أنه لو قدم أعمالا راقية سوف يحصد المزيد من النجاح على السوشيال ميديا الذي سوف ينقله بالطبع الي نجاح آخر فى أعمال سينمائية ودرامية.
فى زمن تغيرت فيه كل المعايير وهانت فيه الضمائر وقلت فيه فرص العمل خاصة فى كل المجالات وخاصة الفن حيث إن الفن يمتص الجمال والرشاقة والليونة ثم إذا توسط العمر تراجعت الحسابات وقل الشباك فما بالك بمن تخطوا لأكثر من منتصف العمر فلن يلتفت إليهم بالمرة وإذا مر على الذاكرة كان من حظه دور صغير لا يتلائم مع تاريخه الفنى أو ضيف شرف بعدأن يكون قد باع عفش بيته وعربيته وأصبح قعيد هذا الحديث ينطبق علي الفنانين والفنانات.. ونقف هنا قليلا أو كثيرا فالنتيجة واحدة هناك معايير تنازل تجد أدوارا ايا كان نوع التنازل للكبار والصغار الإناث والرجال ونتساءل معا إذا كانت المهنة لا تضمن لي العمل طالما أستطيع أن أقدم أدوارا لماذا يركونني على الرف وإذا لم أجد من يعولنى وليس لدى مهنة أخرى كفنان كيف أعيش؟ فى هذه الحالة من يجيد التعامل على الفيس بوك والتيك توك فليتفضل فهناك أسباب عديدة لذلك منها بالطبع ندرة العمل والاشتراك فى الأعمال الفنية علاوة على تحديات التكنولوجيا الحديثة وتطبيق التيك توك كوسيلة للربح المادى السريع من منازلهم حتى يساعدهم على المعيشة ومن جانب آخر حتى يلفت نظر المخرجين والمنتجين ويقول ها أنا ذا لدي القدرة على الحشد والكسب وما زلت أتمتع بجمال أو قدرة على العطاء.. هى بلا شك أزمة اقتصادية عالمية لا تقتصر علينا فقط ولكن هناك من يرى أن وجودهم على هذه التطبيقات يقلل من قيمتهم ويضعهم فى مواقف محرجة وأيضا إذا أرجعناها إلى التفسير السيكولوجى أو النفسي فعلينا أن ندرك أن من عاش تحت الأضواء الكاشفة والشهرة وعدسات المصورين والصحفيين بالرغم من المطاردة والإزعاج وعدم الخصوصية فإنه لا يقبل بالتهميش وما أقسى على الفنان الجاد أن يقبل بأدوار ثانوية أو يعمل مع من هم أقل منه فى النجومية والمهنة لمجرد أنه يحتاج إلى تلك التى تجعله يعود ليعتذر لجمهوره عن أنه قبل بهذه الأدوار ولكن ماذا يفعل وهو يحتاج للمادة كبقية البشر من أجل أن يحيا؟ وهنا يأتي دور النقابة التى يجب أن تحدد مع الشركات أى شكل من أجل تحقيق العدالة بدلا من شغل الترالاملم والترالملم على رأى الفنان القدير توفيق الدقن فنحن نعيش عالم الفيس بوك والتيك توك وغيرهما من أشكال مواقع التواصل الاجتماعى التى أفقدتنا الحميمية وجعلتنا نبيع الغالى والرخيص من أجل الترند وكل شيء على عينك يا تاجر الترالاملم والترالملم.
اترك تعليق