هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

صلاح معاطي : الأعمال الدينية والتاريخية من أهم الأعمال الدرامية

 بعدما كان وجودها عادة سنوية فى الماراثون الدرامى الرمضانى ، أصبح غيابها طبيعيا كل عام .. لتختفى الأعمال الدينية من على الخريطة الرمضانية دون سابق إنذار ولا تظهر إلا نادرا ،فما هى أسباب الاختفاء وما هو السبيل لعودتها مرة أخرى ..


يقول الكاتب والناقد الفنى دكتور صلاح معاطى :الأعمال الدينية والتاريخيةتعد من أهم الأعمال الدرامية على الإطلاق لما تحمله من قيم ثقافية وأخلاقيو وفنية وهي عادة بدأها الراديو قبل التليفزيون وكان يتسابق عليها المبدعون قبل الجمهور من مؤلفين ومخرجين وشعراء وملحنين وممثلين.. وأصبحت أيقونة للشهر الكريم ننتظرها بإلحاح طوال العام وأصبح لها أساطينها كما لها روادها ومن بين هؤلاء برزت أسماء خالدة سواء في التأليف او الإخراج نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر عبد الحميد جودة السحار، أمينة الصاوي، عبد السلام أمين، أحمد توفيق، وفيق وجدي، ممدوح مراد، وغيرهم. 
وكان للدولة ممثلة في قطاعات الإذاعة و التليفزيون والانتاج وصوت القاهرة والقطاع الخاص دور كبير في تنفيذ هذه الأعمال وأهميتها ووجودها على خريطة الإنتاج الدرامية وارتبط المتلقي بها فصار ينتظرها من العام للعام.. فماذا حدث الآن؟
اختفت هذه الأعمال من خريطة برامجنا او كادت، ولا أبالغ حين أقول إن مع اختفاء هذه الأعمال اختفت بالتبعية القيم الأخلاقية والتربوية والثقافية وزادت الرذائل والجرائم وبرزت ظواهر التحرش والاغتصاب.. حيث كانت هذه الأعمال تحض بشكل فني بعيدا عن المباشرة والوعظ الممجوج على السلوك القويم والبعد عن كل ما يؤدي إلى العيب والحرام.
من منا ينسى محمد رسول الله والذين معه، بأجزائه العديدة وإمام الدعاة وأبو حنيفة النعمان وفتح الأندلس والفرسان وغيرها. 
ولا أصدق أبدا عن سبب هجر هذه الأعمال والامتناع عن إنتاجها زيادة التكلفة وهذا صحيح فهي من الأعمال ذات الكلفة العالية سواء في الملابس أو الديكور واختيار أماكن التصوير.. لكنها أعمال مهمة للغاية هي أعمال لا تقل أبدا عن الأعمال التي تمس الأمن القومي وتحافظ عليه. أليست هذه الأعمال تبني الإنسان من الداخل وتحافظ على القيم والهوية والسلوك.
لا أبالغ مرة اخرى عندما أقول أن مسلسلا واحدا من هذه المسلسلات لا يقل بأي حال من الأحوال عن كورس متكامل في أحد المعاهد الدينية.. 
كم اتمنى ان أرى مسلسلا دينيا ضخما يشارك في إنتاجه عدد من المؤسسات العلمية والدينية والأكاديمية كت الأزهر والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، بل يذهب بي الحلم بعيدا وأتمنى إنشاء مؤسسة إنتاجية ضخمة متخصصة في إنتاج هذه الأعمال القيمة يشارك فيها عدد من الدول العربية والإسلامية ويساهم فيها منتجون وفنانون من جميع الأنحاء.. 
ولا يسعني سوى أن اقول في النهاية إن الأعمال الدينية والتاريخية ليست ترفا او تسلية وإنما من ورائها أهداف سامية تساعد على بناء الإنسان من الداخل وتعمل على ضبط توازن سلوكه الديني والوطني.. ليس في شهر رمضان فحسب بل في كل شهور العام





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق