الخبراء: ننصح بعدم الاقتران بينهم حتي الدرجة الثالثة.. لإنقاذ الأبناء من 20 مرضاً
د. أحمد علام: الأرياف يفضلونه حتي لا تذهب أموال الزوجة للأغراب
د. إيمان مرزوق: 90% من الأمراض الوراثية بسببه
د. رحاب العوضي: للأسف أفكار مغلوطة ربطوها بالدين وثبت خطؤها
ناقش مجلس النواب الأسبوع الماضي تقرير اللجنة المشتركة من لجنة الشئون الاقتصادية ومكتب لجنة الخطة والموازنة مشروع قانون بتعديل بعض أحكام القانون رقم 139 لسنة 2021 بإنشاء صندوق مواجهة الطوارئ الطبية. ويأتي مشروع القانون في ضوء توجيهات مبادرة رئيس الجمهورية بدراسة سبل تمويل علاج الأمراض الوراثية والنادرة والناتجة عن زواج الأقارب دون تحمل موازنة الدولة أيه أعباء مالية من خلال إنشاء صندوق الطوارئ الطبية الذي يهدف إلي دعم وتمويل الخدمات الطبية القائمة للمواطنين وكفالة استدامتها في حالات الكوارث والطوارئ الطبية والأزمات والأوبئة.
وعلي الرغم من التحذيرات التي ذكرتها الأحاديث النبوية الشريفة بخصوص زواج الأقارب إلا أن هناك الكثير نت العائلات تصر علي إتمام هذا الزواج بدافع مادي في الأساس بهدف جمع أموال الزوج علي أموال الزوجة من خلال هذا الزواج. حتي لا تذهب هذه الأموال للأغراب خاصة إذا كان هؤلاء الأقارب من ألاغنياء أو من آل إليهم الكثير من الأموال والأراضي من الميراث أو سيؤول إليهم مستقبلاً.
أحاديث الرسول الكريم كثيرة تحذر من زواج الأقارب. وعلي الرغم من ذلك. ومع إثبات الطب الحديث أن عددا كبيرا من الأمراض الوراثية يكون سببها زواج الاقارب إلا أن عائلات كثيرة مازالت تصر علي اتمام هذا الزواج ولا يهمها ما سيعانيه الزوجان مستقبلا من أعباء مالية ونفسية وخلافات أسرية بسبب هذا الزواج عندما ينجبان أطفالا مشوهين أو معاقين ذهنيا أو قليلي الذكاء أو مصابين بأمراض عقلية وجسمانية تجعلهم مختلفين عن أقرانهم مما يسبب آلاما نفسية لهم ولآبائهم وأمهاتهم. بخلاف المشكلات بين عائلتي الزوجين.
الخبراء أكدوا التحذيرات السابقة من زواج الأقارب حتي الدرجة الثالثة. لعل وعسي يتعظ الناس ويرحموا أبناءهم من معاناة لا تحتمل في المستقبل.
تحذير الرسول الكريم
د. أحمد علام "استشاري العلاقات الاجتماعية والاسرية" يقول: يعتبر زواج الاقارب هو الزواج المفضل في كثير من المجتمعات الشرقية فهو موجود منذ زمن بعيد. فبالرغم من أن الإسلام لم يمنع زواج الاقارب إلا أن الأحاديث النبوية تحض علي عدم الزواج من الأقارب في الأحاديث النبوية الشريفة.. فقد قال الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم "غربوا النكاح" والحديث الشريف عن رسول الله صلي الله عليه وسلم "تباعدوا تقووا". كذلك الحديث الشريف "تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس" صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم. وعلي الرغم من ذلك فهناك عائلات كثيرة تفضل زواج الاقارب بسبب سهولة التعارف فهم عائلة واحدة ومنع دخول نسب جديد في العائله لا يعرفونهم أو لأن العروسة والعريس يعرفون بعضهم جيدا منذ الصغر بالإضافة إلي أنه إذا كانت الزوجة تمتلك ثروة كبيرة بالتالي فإن زواج الاقارب هو الافضل لها من وجهة نظرهم فالأولوية تكون لزواج الاقارب للحفاظ علي أموال العروسة من الغرباء عن العائلة.
أضاف: ومن المعروف أن لهذا الزواج اضرار كبيرة تلحق بالأم والجنين معا وهو سهولة انتقال الأمراض الوراثية وإنجاب اطفال معاقين وتدهور حالة الام مما يمكن أن يؤدي إلي وفاتها بعد الانجاب مباشرة بالإضافة إلي انخفاض مستوي الذكاء في زواج الأقارب بنسبه 50% عن زواج غير الاقارب. وفي بعض الأحيان يحدث تشوهات للجنين وتتكرر حالات الإجهاض مما يشكل خطورة علي الأم الحامل. فكثير من علماء الطب الوراثي حذروا من زواج الاقارب.
مشكلات نفسية
قال: أيضا هناك سلبيات اجتماعية ونفسية تكون نتيجة طبيعيه لهذا الزواج وهو عدم الراحة عند إنجاب طفل غير صحيح أو غير مكتمل النمو أو مصاب بأمراض مختلفة وكل هذا يكبد الاسرة كثيراً من المشاق والجهد والتعب وإهدار الأموال في رعاية هذا الطفل لأنه يحتاج رعاية مضاعفة مقارنة بأي طفل سليم آخر. ويجعل الام والاب يتكبدان خسائر مادية بسبب انفاق أموال طائلة علي العلاج والزيارات الطبية المتكررة.
كما أن هذا الزواج يصيب الأم بآلام نفسية وحزن شديد والمشكلة الكبري التي يعاني منها بعد العائلات هو إجبار الأهل علي استمرار هذا الزواج رغم فشله بسبب أن الزوجين أقارب وهذا يسبب ضغوطاً نفسية ويخلق عدم تفاهم بين الزوجين. ويخلق أيضا العنف الأسري بسبب ضغوط الأهل علي استمرار هذا الزواج الفاشل ويحدث في أوقات كثيرة أيضا أنه إذا أصر الزوجان علي الطلاق يحدث عداء وتفرقة بين العائلتين.
إعاقة ذهنية
د. إيمان مرزوق "أستاذ طب الأطفال وحديثي الولادة واستشاري الأمراض الوراثية" تنصح بعدم زواج الاقارب لأن اغلبية الأمراض الوراثية ناتجة عن صفات متنحيه وهو ما يجعل نسبة الأمراض الوراثية تزيد مع زواج الاقارب. ووجد أن نسبة تتراوح ما بين 88% و90% من الأمراض التي قمنا بتشخيصها ناتجة عن زواج الاقارب حتي إذا قام الزوجان بالتحليل قبل الزواج تكون نسبة الاصابة بالأمراض كبيرة أيضا.
فبعض الحالات لها علاقة بتشوهات الاطفال وأغلبها امراض إعاقات ذهنية مثل مرض "الفينايل الأنين" الذي يسبب الاعاقة الذهنية ويكتشف مع الاسبوع الاول لولادة الطفل بالتحليل الوراثي وأمراض جسدية ومشكلات متعددة قد تؤدي إلي الوفاة المبكرة للطفل.
أمراض عصبية
تضيف: إن زواج الاقارب يعطي فرصة لزيادة الأمراض الوراثية مثل الإصابة بالأنيميا المنجلية لذلك ينصح بالمتابعة المستمرة للطفل لانه قد ينتج امراض أخري مثل تضخم الطحال والكبد وتأخر الكلام والسمع والتشنجات العصبية ووجود مشكلات في العظام والمفاصل فكلها أمراض تدل علي وجود إعاقات وراثية. لذلك يفضل تجنب زواج الاقارب حتي الدرجة الثالثة بالإضافة إلي وجود خطورة وخلل في وظائف التمثيل الغذائي وظهور أمراض الكبد وضمور المخ وأمراض الدم الوراثية مثل انيميا البحر المتوسط ومرض الكلية المتحوصلة الذي يؤدي إلي الاصابة بالفشل الكلوي ومرض الصرع والأمراض القلبية والإصابة بالسكري والحساسية.
تؤكد أن زواج الاقارب يؤدي إلي اضطرابات مستوي الذكاء بشكل واضح وتكون الإصابة بالتوحد بنسبة كبيرة جدا بالإضافة إلي العيوب الخلقية للجنين وذلك في حاله زواج ابناء الاعمام والخالات والأخوال فمن الضروري التخطيط الدقيق قبل الإقدام علي هذه الخطوه لولادة طفل سليم خال من العيوب الخلقية أو حدوث اضطرابات في مستوي الذكاء أو الإصابة بالقزامة.
أفكار مغلوطة
د. رحاب العوضي "استاذ مساعد علم النفس السلوكي" تقول: زواج الاقارب تم بحثه علميا منذ سنوات طويلة وتم إثبات ان بعض العائلات لديها جين معين قد يحدث طفرة بتكوين الحمض النووي للإنسان فيصاب بإعاقة بداية من التوحد وصعوبة التعلم والتلعثم وصولا إلي اعاقات ليكون الطفل من ذوي الهمم ولكن للأسف بعض الأفكار المغلوطة سيطرت علي المجتمع لبضع سنوات مثل الذي كان يصر علي أن التفكر والتفكير بالإنجاب أو تحديد النسل أو اتخاذ الأسباب لعدم إنجاب طفل معاق أن هذا التصرف ضد إرادة الله عز وجل وأن من يقول ذلك يكون غير متدين مما أثر علي هذه الزيجات وتم الاقتران بين الأقارب وظهرت الطفرات الجينية للأسف ونتج عنها إنسان لا حول له ولا قوة.
أضافت: أما اجتماعيا فنجد أن الزواج من بنت العم أو ابن الخالة ليس له مميزات كما يظن البعض ولكن بعض العائلات الثرية التي لديها تاريخ تجاري أو مالي تصر علي دمج الأموال مع بعضها وعدم خروج الأموال لطرف خارج العائلة حتي وإن كانت الفتاة ترفض الشاب أو العكس. ولهذا تكون الزيجة سببها الأساسي مادي وغير موفق من البداية. وكذلك يظل وجود أي مشكلة بين الزوجين كل طرف يتمسك بحق ابنه او ابنته وتتشعب المشكلات وتزيد بين الاسرتين وقد يخسر الأخ اخته أو اخاه بسبب مشكلات الزواج بين شاب وفتاة من ابنائهما.
اترك تعليق