"سات 2" يشارك في التنمية ويحدد مصادر المياه السطحية

توطين الصناعات المتطورة بالتعاون مع الصين

في ضوء الشراكة الاستراتيجية التي تجمع حكومتي مصر والصين. أعلنت وكالة الفضاء المصرية أنه تم إطلاق القمر الصناعي "مصر سات 2" من قاعدة إطلاق تيوتشان بمدينة تيا أكوان.بمشاركة فريق من مهندسي وكالة الفضاء المصرية مع فريق من الخبراء الصينيين في كافة مراحل تصميم وتصنيع القمر. ونجح الفريق المصري في تنفيذ أحد مكونات القمر بالكامل وبالتالي يكون لدي مصر أول منتج مصري يطلق في الفضاء.

وقد تم تجميع وتكامل واختبار النماذج المختلفة للقمر الصناعي بمركز التجميع والتكامل والاختبار بوكالة الفضاء المصرية. والذي يعد الأكبر من نوعه في إفريقيا والشرق الأوسط وتم تأسيسه في إطار الشراكة الإستراتيجية بين مصر والصين.

ويخدم القمر الصناعي "مصر سات 2" أهداف التنمية المستدامة للدولة المصرية وذلك من خلال استخدام تكنولوجيا الفضاء في تطوير مجالات حيوية ومنها علي سبيل المثال لا الحصر الزراعة. استكشاف الثروات المعدنية. تحديد مصادر المياه السطحية. ودراسة تأثيرات التغير المناخي علي البيئة بما يساهم في دعم الاقتصاد المصري. فضلاً عن تعزيزه لدور مصر الريادي من خلال توفير البرامج التدريبية الهادفة لتأهيل الكوادر المتخصصة في القارة الإفريقية والشرق الأوسط وإمدادها بالبيانات الفضائية.

ويعد إطلاق "القمر الصناعي مصر سات 2" هو أحد العلامات البارزة في مسيرة التعاون المصري الصيني الناجح في شتي المجالات خاصة في مجال تكنولوجيا الفضاء. وخطوة هامة في إطار الرؤية المصرية لتوطين الصناعات المتطورة مثل صناعة الأقمار الصناعية في جمهورية مصر العربية وذلك اتساقاً مع توجيهات رئيس الجمهورية في تنفيذ أولويات الأهداف الاستراتيجية للدولة المصرية.

رئيس وكالة القضاء:

المحطة المصرية تتواصل مع القمر

وقد أكد الدكتور شريف صدقي. الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية: أن القمر الصناعي المصري " مصر سات 2" دخل المدار المخصص له  بعد 830 ثانية من الإطلاق. مضيفا أنه فور دخوله المدار تم فصله والتواصل معه. والإطمئنان علي صحة عمله. مشيرا إلي أن المحطة المصرية بدأت تتواصل  مع القمر.  وتم إنزال عدد من البيانات من المحطة الأرضية في مصر.

و أوضح أيضا أنه سيتم إستكمال عمليات الإتصال مع القمر في إطار استمرار عمليات الاختبار.

د. بهي الدين عرجون:

اقتحمنا عصر الفضاء..  وانتظروا قمراً جديداً في يناير المقبل

يؤكد الدكتور بهي الدين عرجون. أستاذ ديناميكا الفضاء والتحكم بجامعة القاهرة. ومدير برنامج الفضاء المصري سابقا: أن القمر الصناعي المصري"مصر سات 2" يعد استمرارا لبرنامج مصر الذي بدأته بمصر سات 1 حيث قررت  الدولة المصرية منذ عام 2002 أنها ستدخل عصر الفضاء وتنقل تكنولوجيا الفضاء وتصنع أقمارها الصناعية بنفسها» موضحا أن تلك الأقمار بما فيهم مصر سات2 تستخدم في التطبيقات التي نستخدمها في حياتنا اليومية مثل الانترنت والتليفزيون و الاستشعار عن بعد و الملاحة الجوية والفضائية وكل هذا يدار من الفضاء. وخصوصا أن دول الجوار لها رصيد جيد في مجال الفضاء ومصر لا يجوز أن تكون خارج السباق.

ويقول عرجون أن مصر وضعت في سنة 1998 برنامجا لدخولها رسميا عصر الفضاء. وكل قمر تم إطلاقه بينه وبين الآخر 5 سنوات. وقد وجدنا أنه لا يجوز أن نشتري اقمارا لابد أن نتعلم ونمتلك التكنولوجيا والمعرفة بقدراتنا الذاتية وبناء عليه دربنا كوادر مصرية علي صناعة  الفضاء لتصنيع الأقمار الصناعية المصرية ومن بينها قمر "نكست سات" الذي سوف يطلق في نهاية يناير عام 2024.

ويتحدث أستاذ الفضاء من جديد عن قمر سات 2 قائلا إنه شبيه سات 1 ولا نستطيع في التوقيت الحالي تصنيع قمرا كاملا وحدنا لابد من التعاون  مع جهة  آخري للمساعدة لذا تم التعاون مع الجانب الصيني» الصين تري أن مصر مهتمة بالمجال وأبدت استعدادها للتعاون خصوصا أنها متقدمة جدا في تلك الصناعة. وقد تم الاتفاق منذ فترة مبكرة بالتعاون مع الصين لإنشاء معامل التجميع والاختبار داخل وكالة الفضاء المصرية وهي معامل أساسية لصناعة القمر.

ويشير إلي أن الأقمار عموما ثلاثة أنواع :اقمار اتصالات وتستخدم في البث التليفزيوني والتليفونات و الانترنت واحجامها ضخمة جدا وتطلق من مسافات بعيدة وتحتاج إلي صواريخ قوية لاطلاقها. وتوجد 9 دول فقط في العالم هي من تصنع هذا النوع. ومصر اشترت قمر النايل سات وهو ينتمي إلي هذه الفئة وكان مهما بالنسبة لنا في هذا التوقيت لاغراض إعلامية عام 1998 وتم إطلاقه من فرنسا.

والنوع الثاني اقمار الملاحة وهي كوكبة من الأقمار وليس قمرا واحدا »بعضها25 قمرا .والبعض الآخر 55 .والجميع متصلا ببعضه لينتجوا لنا ال GPS. وحجمها من 500 إلي 600 كيلو.

أما النوع الثالث وهو اقمار الاستشعار عن بعد والتي تصنعه مصر. وهي اقمار صغيرة الحجم نسبيا» تقريبا 80 كيلو. وتختلف عن النوعين السابقين .وتدور حول الأرض في مدار قريب. وتستخدم في التصوير والاستطلاع. وتتصف بأن تكلفتها معقولة واحجامها صغيرة كما أن المدار الذي تطلق منه قريب.

ويقول إن القمر الصناعي مصر سات 2 الذي أطلق حديثا والذي يعتبر من نوعية اقمار الاستشعار عن بعد يستخدم يستفاد منه في كل ماهو علي سطح الأرض من مياه وزراعة ومحاصيل وري ومناخ وامطار وسحب .وهو يرصد هذه الأمور ويتنبأ بها .كذلك التخطيط العمراني .كما أن القمر الصناعي مصر سات 1عمره الافتراضي 3 سنوات.فكان لابد من آخر جديد لكن تأخر تصنيعه لأن في نهاية العمر الافتراضي لسات 1 لم تكن هناك وكالة للفضاء علي أرض مصر وكنا لم نهتم بالقدر الكافي بهذا الأمر .ولكن في هذا التوقيت كنا نتنبا بأننا في حاجة إلي ايجيبت سات 2 وأنا كنت مديرا لبرنامج الفضاء وقتها حتي انشئت وكالة الفضاء المصرية عام 2017 بموافقة مجلس النواب .وكان من قبل أي شيء متعلق بالفضاء يتبع الهيئة القومية للاستشعار وعلوم الفضاء .ومن المتوقع إطلاق ايجيبت سات 3 و4 وهذا إجراء طبيعي.

  د. أسامة محمود شلبية:  

امتلاك الفضاء لم يعد رفاهية.. بل أمن قومي

القمر الجديد يكشف الأراضي الصالحة للزراعة

يقول الدكتور أسامة محمود شلبية. أستاذ فيزياء الفضاء والفلك بكلية العلوم جامعة القاهرة. ومدير مركز الفضاء الحالي .وعميد كلية علوم الفضاء و الملاحة بجامعة بني سويف: إن مصر دخلت منظومة توطين تكنولوجيا وصناعة الفضاء حيث أن امتلاك الفضاء الآن لم يعد رفاهية بل أمن قومي لأنه امتلاك كل ما علي الأرض .حيث من الفضاء تتطلع الدولة إلي التنمية المستدامة لخدمة المواطن في مجالات المياه والتصحر والنقل وغيرها فمصر سات 2اطلق  علي مدار قريب جدا من الأرض مما يسمح لنا بالاستشعار عن بعد .مضيفا أن التعاون مع الصين يعد بابا كبيرا مفتوح لمصر عندما تغلق الأبواب في وجه النقل التكنولوجي من الغرب .لذا مصر تفتح تعاونا إستراتيجيا لنقل هذه التكنولوجيا وهذه خطوة كبيرة فالتصنيع في الداخل أفضل بكثير من الشراء واستراتيجية التعاون المشترك يكون بسياسة win to win فالصين أيضا لها مكاسب تتحقق من خلال هذا التعاون ولا ننسي أن الصين حققت تقدما مذهلا في هذه الصناعة فلم تصل فقط إلي القمر بل وصلت إلي الجانب المظلم منه.

أشار إلي أن أحد وسائل محاربة الفساد يبدأ من الفضاء ونحن الآن أصبح لدينا مدينة للفضاء وكنا لم نكن نحلم بهذا وقمر مصر سات 2 يكشف لنا الأراضي الصالحة للزراعة. وكذلك عدد المدارس في مكان معين وهل نحن بحاجة إلي بناء المزيد أم لا.