انتهت نصف ايام ديسمبر الشهر الاخير من العام الحالى 2023 ما يدفعنا الى ان نلتفت الى استغلال الايام الباقية قبل حلول عام 2024 الجديد فى مُحاسبة انفسنا
وفى هذا قال العلماء يجبُ على المرء ان يطبق ما ورد عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه من اثر حيث قال "حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا ، وَزِنُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُوزَنُوا ، فَإِنَّهُ أَهْوَنُ عَلَيْكُمْ فِي الْحِسَابِ غَدًا ، أَنْ تُحَاسِبُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ ، وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الأَكْبَرِ، يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ " _ رواه ابن أبي الدنيا في "محاسبة النفس
كما اورد العلماء فى هذا الشأن قول الحسن " المؤمن قوّام على نفسه ، يحاسب نفسه" مؤكدين ان حساب الاخرة يخفُ على من حاسب نفسه فى الدنيا
وكذلك لفتوا الى قوله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ " الحشر : 18
واكدوا ان وقوف العباد بين يدى الله تعالى وانه مسئول امر قد انقضى و انتهى و تأكد الاقرار فيه بقول الله تعالى "﴿ وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ﴾ سورة الصافات: 24
جاء فى التفسير المُيسر لتلك الاية "واحبسوهم قبل أن يصلوا إلى جهنم؛ إنهم مسؤولون عن أعمالهم وأقوالهم التي صدرت عنهم في الدنيا
وقد مدح المولى عز وجل النفس اللوامة التى تُعاتب صاحبها على التفريط فى فعل الخير والاقدام على فعل الشر والوقوع فيه حيث قال تعالى " وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ" سورة القيامة: 2
وفي الخبر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن أربعة أشياء : عن شبابه فيما أبلاه ، وعن عمره فيما أفناه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وعن علمه ماذا عمل به " .
وفى سياق هذا افادت الافتاء _إن الاستبشار بقدوم العام الجديد مطلوب شرعًا وهو بمثابة مراجعة الذات ومحاسبتها على عملها في العام المنقضي، وهو أمر مطلوب في أيام الله تعالى، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم كثير الاستغفار تطلعًا للدرجات العُلى وأن يكون عبدًا شكورًا، فقضية الاستغفار عندنا جميعًا دليل على محاسبة النفس لتلافي السلبيات والتقصير فيما سلف".
اترك تعليق