هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

متي يقبل الرجل أن يكون رئيسه في العمل امرأة؟

الخبراء: حتي في أمريكا يعتقدون أن المرأة أضعف وأقل صوتاً وحجماً وكفاءة

د. شيماء عراقي: الناجحة تصدر أوامرها باحترام.. والفاشلة تتسلط وتحاول قهر الرجل

د. هبة الطحان: للأسف المفاهيم الشعبية تؤثر علي قراراتها في المنصب

رضوي غريب: هؤلاء تربوا في بيئة ترفض المساواة بين الجنسين للأسف .. أحياناً المرأة تنتقد وتعوق نجاح زميلتها

 

علي الرغم من جهود الدولة لتمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وتوليها مناصب كانت مستبعدة عنها إلي وقت قريب مثل منصب القاضية والوزيرة والمحافظة إلا أن هناك من الرجال من لا يزال يرفض العمل تحت رئاسة امرأة مهما كانت كفاءتها المهنية طبقا لنظرته الذكورية التي تربي عليها في بيت يرفض ان تكون المرأة صاحبة قرار في مكان يعمل فيه الرجل بخلاف النظرة الاقتصادية منه التي ترفض أن يكون راتب المرأة أكبر منه لأنه مسئول عن أسرة وبيت بينما هي مسئولة من زوج.


الخبراء قالوا إن ذكاء المرأة يحقق لها النجاح في قيادة فريق عمل به عدد غير قليل من الرجال. وفي الوقت نفسه إذا تعاملت المرأة بصلف وغرور وحاولت قهر الرجل بأوامر عنيفة تكون النتيجة فشلاً ذريعا وربما تم استبعادها من المنصب وسحبه منه.

قبول الأمر الواقع

تقول د. شيماء عراقي استشاري إرشاد اسري وتعديل سلوك: في ظل نشأة الرجل في مجتمع ذكوري مثل صعيد مصر والمحافظات الحدودية يكون تولي المرأة رئاسة العمل غير مقبول. ولكن مع طموح المرأة وتمكينها ونظرة الدولة للمرأة وتولي المرأة مناصب كان محظورا عليها توليها كقاضية ووزيرة ومحافظة وغيرها أصبحت نظرة الرجل الشمولية لعمل المرأة تسبب له اشكالية خاصة عندما تتولي منصب رئاسته في العمل. لأنه يرفض وجود امرأة كقائدة له فانه يقبل بالأمر الواقع بسبب تداول المناصب طبقا للكادر الوظيفي ولكنه يصاب بضغوط نفسية.

أضافت: إن ثقافة الرجل تنعكس علي تعامله مع المرأة عندما تكون مديرته أو رئيسته. وهنا يتبلور دور المرأة في طريقة قيادتها للعمل . من خلال مراعاة الرجال الموجودين تحت رئاستها خاصة إذا كانوا أكبر منها سناً واعطاء الأوامر بود واحترام للرجل. لان الامر سيفرض ان تعطي الاوامر لمرؤوسيها. فالرجل يرفض تعاملها معه بتسلط أو حزم وصرامة.

قهر الرجال

أشارت إلي أن النظرة الذكورية يمكن تحجيمها بعض الشئ من خلال ذكاء المرأة وطريقة تعاملها مع الرجل تحت رئاستها وفن التعامل مع الرجال دون أن يشعروا أنها تتسلط عليهم او تقهرهم أو تحاول فرض رأيها عليهم . دون أن تهزمه نفسيا بوجودها علي رأس الادارة بدلا منه.

أكدت أن فيلم مراتي مدير عام صور لنا فكرة تعامل الرجل تحت قيادة المرأة بشكل عام بخلاف كونها زوجته. 
فرأينا كيف كان الرفض وعدم الارتياح في العمل رغم أن الفيلم ساق القضية بشكل كوميدي ولكنه اظهر كيف ينظر الرجل للمرأة في مجالات العمل. أما الآن فالنظرة اختلفت. وأصبحت هناك مناصب يجب أن تتولاها امرأة  

فيجب أن تكون نظرة الرجل أكثر انفتاحا وتقبلا لفكرة وجود المرأة علي رأس العمل وكونها رئيسته وأن يتقبل نجاحها وأن يشارك في انجاح منظومة العمل ولا يحاول التسبب في عرقلتها واخفاقها بسبب نظرة الذكورية المتأصلة في بناء شخصيته فيرصد أي خطأ للمرأة ويعيق مسيرتها.

القوامة في البيت فقط

قالت: علي الرجل أن ينظر للمرأة بشكل مختلف لأن قوامة الرجل مكانها البيت فقط . كما أن البيت الذي تربي فيه الرجل كانت تقوده امرأة وهي التي جعلت منه رجلاً فأول امرأة ناجحة في حياة الرجل هي أمه التي كانت سببا في وصوله لمكانته في العمل. وقد يرفض الرجل رئاسة المرأة للعمل بسبب النظرة الاقتصادية لأن رئيسته في العمل سيكون مرتبها أعلي منه فيري أن منظومة المرتبات ظلمته عندما تولت منصبا بمرتب اكبر بالنظر الي انه مسئول عن اسرة ونفقاتها بينما المرأة مسئولة من زوجها.

أوضحت أنه علي الجانب الاخر هناك رجال يتقبلون العمل كفريق ناجح تحت رئاسة امراة ناجحة وقد يكون الرجل اكثر انسجاما في العمل اكثر من وجود رئيس له رجل في العمل. وهناك نماذج ناجحة كثيرة في هذا الشأن خاصة مع الانفتاح في المجتمع وحركة الحياة السريعة. فاصبح الرجل يري أن رئاسة المرأة له في العمل ليست نهاية الكون وأصبح الرجل عمليا وكل همه هو تغطية نفقات اسرته مع تقبل الأمر الواقع بالعمل تحت رئاسة امرأة.

رئيسة العمل الفاشلة

أضافت إن بيئة العمل تكون صحية اذا كانت المرأة قيادية وتدير منظومة العمل بذكاء . وجوهر الموضوع في يد المرأة ومدي قدرتها علي جعل الرجل ينسجم معها في العمل بعكس المرأة المتسلطة التي تريد قهر الرجل والتأكيد طوال الوقت علي أنها افضل منه وأفضل من تولي رئاسة العمل وتعطي الأوامر بصلف وغرور وتحاول كسر الرجل الذي يرفض ذلك بكل قوة وتكون النهاية فشلها في القيادة وعدم تعاون فريق العمل معها وربما تم تغييرها وسحب المنصب منها.

أشارت إلي أن الرجل يحتاج إلي بذل الجهد من المجتمع المدني والإعلام لتغيير نظرته الرافضة لتولي المرأة رئاسته حتي لا يري في ذلك قهرا له. ولدينا نموذج لتولي سيدة رئاسة العمل في صحيفة مشهورة. وهناك نماذج مماثلة في جهات كثيرة. وتعامل الجميع مع المرأة التي تتولي رئاسة العمل بكل نجاح. مما يسهم في تطور العمل واحترام المرأة وتقدير كفاءتها.

دلالات مهمةتقول د. هبه الطحان اخصائييه تخاطب وتربية خاصة: لماذا لا يثق كثيرون في تولي النساء مناصب قيادية علي الرغم من الخطوات الكبيرة التي قطعتها النساء في الوصول إلي مناصب قيادية مؤثرة؟ . فلا يزال عدد مذهل من الناس في جميع أنحاء العالم لا يثقون في أن القيادة النسائية يمكن أن تكون فعالة. وهذه النظرة المجحفة متجذرة بعمق بحيث قد يصعب تغييرها وعلي الرغم من أن النساء يحققن قفزات عالية في وصولهن إلي السلطة. فإن ثقافة عدم الثقة في القيادات النسائية ما زالت قائمة.

هناك اعتقاد سائد بين الرجال والنساء علي حد سواء بأن النساء أرق وأضعف من أن يتولين القيادة. ولهذا . لأنه وفقاً لتقرير من مركز ويلسون حول استلام المرأة القيادة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. فإن المفاهيم الشعبية بشأن قدرة المرأة علي القيادة هي مؤشر رئيسي لدرجة السلطة التي ستتمتع بها أثناء توليها المنصب واتخاذ القرارات.

التعايش مع السائد

تقول : هناك أيضاً بعض الأشخاص الذين لا يعتبرون أنفسهم متحيزين لجنس دون آخر. لكنهم يعتقدون أن القيادات النسائية من المرجح أن تكون أضعف لأن العالم متحيز جنسياً. ومن الأمثلة علي ذلك شون نجوين. المقيم في لوس أنجلوس الامريكية الذي يدير موقعاً للمقارنة بين مزودي خدمة الإنترنت وعمره 33 عاماً. فهو يعتقد أن القادة الرجال يمتلكون سلطة أكبر. هذا خطأ وأود أن أري تغييره. لكن يتعين علينا العمل ضمن النظام الذي نعيش فيه. ويعترف نجوين أيضاً بأن هذا التفضيل يشمل السياسة والأعمال. ويقول: ¢لكي أكون صادقاً تماماً. أفضل أن يقود رجل شركتي بدلاً من امرأة.

مأزق مزدوج

ومن غير المفاجئ وجود هذا النوع من المعتقدات. فوفقاً لآليس إيجلي. عالمة النفس في جامعة نورث ويسترن في إيفانستون في ولاية إلينوي الأمريكية. فإن الصورة النمطية عن النساء هي أنهن لا يتمتعن بالكفاءة. ولسن حازمات أو صاحبات سلطة. وأن أصواتهن ليست بالعلو المطلوب. وأنهن صغيرات الحجم نوعا ما. ولأن هذه السمات مرتبطة تقليدياً بالذكورة وبصفات القادة. أصبح مفهوم القيادة أيضاً مرتبطاً بالذكورة. وغالبا ما تجد النساء في مناصب قيادية أنفسهن في مأزق مزدوج. فهن يعملن ضمن مجتمعات تتبني هذه المعايير. لكنهن يخالفنها في نفس الوقت.

تضيف ان عقل المرأة ليس ناقصاً حتي يكون الذكر وليّ حياتها ويستولي عليها ولعلها تردد دائماً أنا ولية نفسي حتي تضئ لكل النساء.

فهي مازالت ممكنة في الداخل وغير معترف بهذا التمكين عالميا نأمل أن يكون هذا التمكين عالمياً وتكون حقاً إنسانة مثلها مثل النساء في أي مجتمع إسلامي ولنا في حكومتنا تطلع وآمال في أن تكون قدوة حسنة ومثال مشرف وتقتل كل ظنون السوء التي ظنت بها.. فالمرأة اليوم كل المجتمع متوقف عليها الزوج والأبناء وإدارة الحياة الزوجية وكل زمامها بيدها إن صلح حالها سوف يصلح كل ذلك.

ناقصة عقل ودين

تقول رضوي غريب الباحثة في العلوم السلوكية وعلم النفس الايجابي: بعد كل النجاحات المدوية التي حققتها المرأة العربية في الآونة الاخيرة إلا أن أكثر الرجال لا يعترفون بقدرات المرأة ودائما يصفونها بالناقصة عقل ودين دون فهم او وعي للمعني لأنهم تربوا في بيئة تنحاز للرجل بصفة عامة دون الاعتراف بأية حقوق للمرأة بل إن أغلبهم يقر بأن المساواة التامة بين الرجل والمرأة مازالت هدفاً بعيد المنال ويتفاوت ذلك الاعتقاد حسب البلدان العربية.

أضافت إن المرأة أشد تأثيراً في هذا المجتمع الذكوري لأنها تحقق نجاحات في سوق العمل بجميع التخصصات والمجالات وساعدت أيضا في بناء اقتصاد الدول بشكل ملحوظ علي الرغم من العنف الذكوري وتسلط الرجل عليها سواء بالعمل او بالمنزل. وقليل جداً من الرجال من يعترف بأن قدرات المراة العلمية والثقافية والاجتماعية أفضل منه أو تساويه لان الله عز وجل اعطي المرأة مدارك وقدرات كبيرة تجعلها تلم وتحاط علماً بأكثر من شئ في وقت واحد عكس قدرات الرجل الذي عندما يركز في شئ واحد لا يحب ان يشغله عنه شئ آخر.

أشارت إلي أنه مع الأسف قد يكون الضغط علي المرأة في مجال العمل من بنات جنسها من الزميلات خاصة إذا كانت افضل منهن . وإذا رأتها زميلاتها ناجحة يوجهن إليها النقد. كما أنه ينظر الرجل إلي المرأة علي أنها سلعة واكبر دليل علي ذلك هو الاعلانات او المواد التليفزيونية بشكل عام. حيث انهم إذا أرادوا لفت الانتباه جاءوا بأنثي جميلة لتؤدي الاعلان لمجرد جذب انتباه الرجل. علي أن يتولي الرجل القيام بدور إذاعة الأحداث المهمة.
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق