هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الكنز الطائر يٌحلق في سماء مصر و حان وقت استثماره

تطوير مهرجان الطيور يضع مصر على خريطة السياحة العالمية

ميز الله مصر بمناخ معتدل في فصل الشتاء وموقعها الجغرافي الإستراتيجي ، حيث جعلها الله عزوجل إستراحة يهرب إليها الطيور للاحتماء بها من برد الشتاء في أوروبا ، والتي تأتي إلى مصر مرتين في العام مرة في الربيع وأخرى في الخريف، مما جعل أرض مصر أحد المسارات الرئيسية لها، بل وتحولها إلي جسر بري بين ثلاث قارات، وتعتبر كذلك ثان أهم مسار على مستوى العالم بالنسبة للطيور المحلقة.


د. النوبي :هناك 34 مكان لمتابعة الطيور في مصر معروف عالميا

لدينا عدة عراقيل تمنع من متعة مشاهدة الطيور وإزالتها ضرورة ملحة .

د. حسين رشاد : وفد إلينا 5000 سائح من هواة متابعة الطيوربالعام الماضي  .         

د. عاطف كامل : مصر أعظم مسارات الهجرة عالميًا  يمر بها سنويا أكثر من 2 مليون طائر ينتمون لأكثر من 500 نوع

 

كما أن مصر تتمتع بوجود بيئات مختلفة ، التي تؤمِّن كميات وفيرة من الطعام، عوامل جذب رئيسية لجماعات الطيور المهاجرة، ومنها البيئات البحرية والساحلية والجبلية المناسبة لأنواع مختلفة من الطيور؛ سواء المهاجرة أو المقيمة، وتعرف الطيور المهاجرة بأنّها تلك الطيور التي تنتقل من مكانٍ إلى آخر في أوقات منتظمة، وتقطع مسافات طويلة في معظم الأحيان و تعود في النهاية إلى موطنها الأصلي، وغالباً ما تكون هذه الهجرة سنويّة ، فتمتلك الطيور المهاجرة أكثر الطرق فعاليةً في السفر بسرعةٍ عبر مسافات طويلة، كما أنّها تتكيّف مع البيئة بطريقةٍ مختلفةٍ عندما تهاجر، بحيث تتكوّن لديها مخازن للدهون كمصدرٍ للطاقة من أجل الرحلات ذات المسافات الطويلة، كما أنّها تمتلك غالباً أجنحةً أطول ومدببة أكثر، وذات وزن أقل مقارنةً بالطيور غير المهاجرة ، و تتعدد أسباب هجرة الطيور، ومن أبرزها الطعام يعتبر البحث عن الغذاء من أهم الأسباب التي تدفع الطيور للهجرة من مكانٍ لآخر، فإذا بقيت جميع الطيور في نفس المناطق الاستوائية، فإنّ الطعام سيقلّ، وسيقل التكاثر نتيجةً لذلك ، فتهاجر ملايين الطيور مع تجدد الطعام في كلّ ربيع إلى تلك المناطق للاستفادة من توفر الماء فيها، لكن عندما تعود كميات الطعام لتقل في الخريف فإنّ هذه الطيور تعود إلى موطنها الأصلي، وينطبق هذا النمط من الهجرة على كلّ من الطيور المهاجرة لمسافاتٍ قصيرة، والمفترسات تُعتبر العديد من البيئات التي تتوفر فيها المصادر الغذائية بكثرةٍ مصدر جذب لأنواع مختلفة من المفترسات التي قد تُهدّد أعشاش الطيور، لذا تهاجر الطيور إلى أماكن لا تستطيع الحيوانات المفترسة الوصول إليها، مثل: المنحدرات الساحلية الحادة، أو الجزر الصخرية البعيدة عن الشاطئ؛ وذلك لحماية صغارها، و المناخ بحيث  تهاجر الكثير من الطيور من مناطق التكاثر في القطب الشمالي، وذلك عندما تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض للبحث عن بيئةٍ أكثر اعتدالاً لتبقى على قيد الحياة، وبالمثل يمكن أن تُشكّل المناطق الاستوائية الحارة جداً بيئات قاسيّة لتربية صغار الطيور، لذا تهاجر الطيور لوضع البيض في المناطق الشمالية الأبرد، ويعد المرض من أسباب الهجرة ، حيث تتعرض مجموعة الطيور التي تعيش في مكانٍ معين إلى الإصابة بالطفيليات والأمراض التي تُهدّد حياتها، إلّا أنّ الطيور التي تتفرق في مواقع مختلفة تكون لديها فرصة أقل لنشر المرض بين أفرادها، لذا تهاجر من مكانٍ إلى آخر .

وتنطلق الطيور المهاجرة خريفًا من مناطق التكاثر في شرق أوروبا، وغرب آسيا، جنوبا إلي شمال ووسط القارة الأفريقية، وذلك بحثًا عن الدفء والغذاء، وربيعا في الهجرة العكسية من أفريقيا إلي مناطق التكاثر مجددًا، وفي فصل الخريف يمكن رؤية تلك الأعداد الكبيرة في جنوب سيناء، علي الأخص في منطقة محمية رأس محمد، حيث تعتبر منطقة راحة وغذاء على مسار الهجرة، وفي الربيع يمكن رؤيتها على سواحل البحر الأحمر، كما يمكن رؤية بعض الأعداد في أغلب أنحاء الجمهورية لكن بأعداد قليلة.

وفي الغالب الأعم تقضي العديد من الطيور المهاجرة فصل الشتاء في مصر، وذلك على سواحل البحرين المتوسط والأحمر وبطول وادي النيل، علي الأخص في الجنوب بأسوان وبحيرة ناصر، فهناك بعض الطيور يمكن رؤيتها بأعداد كبيرة مثل اللقلق الأبيض، البجع، حوام السهول، حوام العسل، كما يمكن رؤية بعض الطيور المهددة بخطر الانقراض مثل الرخمة المصرية، والتي قدسها أجدادنا القدماء المصريين، ورغم ذلك تُعد من الطيور الخمسة المهددة بالانقراض، إضافة إلي الصقر الحر، ملك العقبان الشرقي، العقاب المنقط الكبير، أبو منجل الأصلع.

للطيور المهاجرة 4  أنواع والمهاجرة لمسافات طويلة تهاجر أنواع من الطيور لمسافات طويلة جدًّا، حيث تقطع مسافة من كندا والولايات المتحدة الأمريكية إلى أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية، ويشمل هذا النوع من الطيور المهاجرة معظم أنواع الطيور في أمريكا الشمالية ومن هذه الطيور طيور الذباب. الطيور الطنانة ذات الحلق الياقوتي. البط. الإوز. البجع. الدباغة ، ومنها المهاجرة غير المنتظمة ، حيث  تهاجر بعض أنواع الطيور هجرات غير منتظمة، وذلك من أجل البحث عن الطعام فقط، فإذا وجدت مصدرًا جيدًا للطعام قد تتحول إلى طيور مقيمة ولا تبرح مكانها، وإذا ما نفد مصدر الطعام فإنها تنتقل للعثور على مصدر آخر، ومن أهم أنواع هذه الطيور"طائر روبينز. طائر القيق الأزرق. طيور كسارات البندق كلارك " و المهاجرة لمسافات قصيرة تعتمد بعض الطيور الهجرة لمسافات قصيرة، قد تصل إلى بضع مئات من الأميال، وقد تغير مستوى ارتفاعها من خلال التحرك هبوطًا أو صعودًا على سفوح الجبال، ولا تميل هذه الطيور إلى الهجرة لمسافات طويلة، ويمكن أن يشمل هذا النوع من الطيور المهاجرة "طيور الأجنحة الشمعية. عصافير الشجرة الأمريكية " ، وأخيراً المقيمة ، بحيث تميل بعض الأنواع من الطيور المهاجرة للإقامة في أماكنها حتى في فصل الشتاء، ولا تسافر مطلقًا، إلا أنها تنتقل فقط على بعد أميال قليلة من أماكن إقامتها من أجل الوصول إلى أماكن أكثر دفئًا، وتميل إلى التأقلم مع مختلف درجات الحرارة وتتغذى على مجموعة كبيرة من الطعام مثل البذور، ومن هذه الطيور:" الكاردينال. القرقف. نقار الخشب داوني. الحمام" و ملاحة الطيور تستخدم الطيور عند هجرتها عوامل مختلفة تساعدها على توجيه نفسها، ومنها التغييّرات المناخية، كاختلاف درجة الحرارة، والرطوبة لكتل الهواء، بالإضافة إلى المعالم الطبوغرافية، كالوديان، والجبال، والأنهار، والسواحل. كما أنّ الطيور تستطيع الطيران في اتجاه ثابت، بغض النظر عن مكان نقطة الانطلاق، وذلك بحسب وجهتها، وتبيّن أيضاً أنّ الطيور تستطيع الربط بين نقطة الانطلاق وموطنها، فتقوم بتحديد المسار المناسب للهجرة، ثمّ تلتزم بهذا المسار، ويُرجح أن تكون هذه القدرة عائدة إلى حسّها العالي، واتجاه المجال المغناطيسي للأرض، فتستطيع الطيور إستخدام الشمس كعاملٍ لتوجيهها خلال النهار، والنجوم خلال الليل.

وقد وصفها بعض الخبراء بأنها الكنز المفقود لعدم الاستفادة منها ، بالرغم ما تعانيه الطيور المهاجر ة تظل مصر بموقعها الفريد أعظم مسارات الهجرة عالميًا ، حيث يمر خلالها مسار الأخدود الأفريقي العظيم، وهو ثاني أكبر مسار لهجرة الطيور في العالم، و يمر بها سنويا أكثر من 2 مليون طائر ينتمون لأكثر من 500 نوع .

وتتميز الأراضي المصرية ببيئة صالحة لحياة الطيور المهاجرة، لذلك هناك 34 موقعًا يضم البيئات الأساسية، ففيها الأراضي الرطبة والجبال عالية الارتفاع، ووديان الصحراء والمسطحات الشاطئية والجزر البحرية، أهم تلك المواقع بحيرة البردويل، وادي الريان، جزيرة الزبرجد، جنوب مرسى علم، القسيم، الزرانيق ببحيرة البردويل في شمال سيناء، وادي النطرون، جزر سيال بالبحر الأحمر، جنوب النيل، جزر روابل بالبحر الأحمر، البحيرات المرة بالقرب من قناة السويس، خزان أسوان، نبق على خليج العقبة، السويس، بحيرة المنزلة، بحيرة ناصر، جبل علبة، جبل الزيت، بحيرة البرلس، جزر الغردقة، سهل القاع بجنوب سيناء، بحيرة ادكو إحدى البحيرات الشمالية المصرية، جزيرة تيران، رأس محمد، بحيرة مريوط، جزيرة وادي الجمال، جبل مغارة، العين السخنة، بحيرة قارون.

 

أما عن الخريطة التي تتبعها تلك الطيور كل عام، فهي تأتي من أوروبا إلى شرق آسيا مرورا بالبحر الأحمر في مصر، فمسار تلك الهجرة يعتبر من أضخم المسارات في العالم، خاصة وأنه يربط بين  مواقع التعشيش في أوروبا ومناطق التشتية  في أفريقيا للطيور المهاجرة، وتتخذ في ذلك 5 نقاط رئيسية، وهى السويس، العين السخنة، سهل القاع، جبل الزيت، رأس محمد، ثم تستمر الطيور في رحلتها جنوبا إلى شرق وجنوب إفريقيا، قبل أن تعود من جديد بنفس مسار الرحلة .

ورغم أن الدولة المصرية تقوم بجهود حقيقية للحفاظ علي تلك الثروة القومية ، لكن هناك عدة عراقيل تضع السياحة البيئية في مأزق خاصة سياحة مشاهدة  وهى عدم السماح بوجود معدات أثناء متابعة حركة الطيور مما يقف حائط صد أمام متعة السائح في مشاهدة الطيور والتي قد تكون نادرة ومهددة بالإنقراض لمسارات، وحتى يمكن الاستفادة القصوى من موسم الهجرة، "، علينا إزالة هذه العراقيل للترويج لسياحة مشاهدة الطيور، والتي من الممكن أن تصبح أحد الروافد الأساسية للسياحة المصرية .

انتهي منذ أيام مهرجان الطيور والتي تقام للعام الثاني على التوالي ببور سعيد بتعاون ما بين المحافظة ووزارة البيئة  ممثله في محمية أشوم الجميل و الجمعية المصرية لحماية الطبيعة وكذلك جمعية مصوري الطبيعة ، تلك الطيور ينتقل خلفها هواه متابعة الطيور من بلد لأخر في سباق محموم للحصول على أكبر قدر من الصور التي تشمل أنواع مختلفة من الطيور يتباهى بها المتابع أمام أقرانه إلا أن تلك الهواية خلفها مكاسب عديدة للدولة ممثلة في مزيد من السياحة عالية التكلفة والتي لا يقبل عليها عادة إلا أصحاب الثروات التي تمثل في أمريكا وحدها 500 مليار دولار سنويا ، لكنها لا تزال تمثل لنا بمصر الكنز المفقود  لعدم استثمارها استثماراً حقيقياً ونترك الأمر لمجرد هواية ، وكانت البداية المبشرة  في إطلاق مهرجان الطيور عامي 2022 /٢٠٢٤

يقول الدكتور خالد النوبي ـ رئيس الجمعية المصرية لحماية الطبيعة ـ إن سياحة متابعة الطيورتعد الأعلى إنفاقا ومن أهم البلاد التي تحرص عليها بريطانيا وأمريكا ، علما بأن حجم البيزنس في سياحه الطيوريقدر ب 500 ملياردولار  سنويا و هى سياحة مكلفة  لارتفاع اسعار  المناظير والتلسكوبات والسفر والطيران ،  كما أن بعض هؤلاء السياح يحرص على التواجد لمدة ساعتين فقط لمشاهدة أحد الطيور في وقت معين ثم يعود مرة أخرى لبلاده ،  فهى  سياحة بها نوع من هوس الإنفاق لدى عدد كبير أصحابها وخصوصا في المجتمعات الغنية التي تهتم بالتفاخر بالرصد لعدد أكبر من الطيور لهذا فهذه السياحة مهمة جدا كرواج لاقتصاد أى دولة بها تلك الثروات من الطيور المهاجرة و التي تتميز مصر بوجود مسارين للهجرة داخل أراضيها. .

بالفعل مصر تمتلك كنز طائر لابد أن نسعى جميعا ليهبط إلى أراضينا ، وهى سياحة متابعة الطيور،  علماً بأن جمعية حماية الطبيعة أثبتت من خلال بحث علمي " أن هناك 34 مكان لمتابعة الطيور في مصر معروف عالميا من خلال تصنيف عالمي يقر أن تلك الأماكن مخصصة لمتابعة الطيور"  وكان من الجميل أن يتم نشر تلك المعلومات العلمية بشكل مبسط يفهمه جميع أنماط الناس .

 

الجلالة يرصد نصف طيور  العالم

يضيف د. النوبى أنه يكفينا أننا نملك مرصد الجلالة وهو المرصد الأهم على مستوى العالم وخلال موسم الربيع " شهري مارس وإبريل " تكون الجلالة هي المقصد لتلك السياحة ونرصد فيه هجرة الطيور الجارحة من حيث الأعداد ويتم نشر أبحاث علمية بهذا ، فلا يوجد مرصد في العالم يضاهي مرصد الجلالة في الأهمية من حيث الأعداد التي يرصدها وفي القرب من الطيور حتى لو لم يكن هناك منظار هناك متابعة الطيور على مستوى العين المجردة حيث تم رصد 400 ألف طائر جارح في أخر موسم منهم نصف الأعداد العالمية لطيور مهددة بالإنقراض ، كما أن هذا المرصد أداة أساسية في درجة حماية الطائر من خلال العد والحصر للأنواع في كل عام  ، والدول كلها تتشارك تلك الأعداد و منهم ما هو متجه إلى الإنقراض ، و كلما كان هناك مرصد يرى أعداد كبيرة  يكون لهذا المرصد أهمية كبرى ، ففي مرصد الجلالة نعد نصف الأعداد العالمية لنوع »عقاب السهول" وهو نوع مهاجر كان يتكاثر في مصر لكن حاليا أصبح مهاجر و مهدد بالإنقراض ، وتم عد نصف عدده في الجلالة العام الماضي وكان هذا حدث عظيم أن نرصد 25000 طائر من هذا العقاب .

ويرى رئيس الجمعية المصرية لحماية الطبيعة أن لمهرجان الطيور في مصر مزايا عديدة منها ، أنه وسيلة لزيادة   عدد السياح في كل عام لأن مصر بالفعل تستحق أن تكون من أهم وجهات سياحة متابعة الطيور وفي الصفوف الأولى بلا منازع، و من تلك الأشياء التي تجذب مزيد من السياح لهذا النوع من السياحة توفير أماكن ثابتة لمشاهدة الطيور والتي تمكن السائح من مشاهدة الطيور عن قرب دون أن يُشعر الطيور به فيبتعدوا وكذلك تحميه من الشمس أو من الأمطار بحيث لا يرى الطائر الأشخاص بداخلها  ،على أن تحتوي هذه المخابئ على لافتات بأنواع وأشكال الطيور المختلفة وخريطة حول مساره ،  ونأمل أن ننفذ ثلاثة إلى أربع مخابئ ، و محافظة بورسعيد من الأماكن التي تضم أكبر عدد من الطيور المهاجرة ،  وليس محمية أشتوم الجميل فقط ، وهو ما نتمنى التركيز عليه في مهرجان العام القادم  ، ويوجد مشكلة تصادف هذا النشاط والتي تنقل هذا النوع من السياحة بشكل كبير جدا إلى مصاف الدول الكبرى هو السماح بالمعدات حيث نعاني من رفض المسؤولين رفضاً تاماً وهو التجول بالمنظار أو الكاميرات المختلفة و العدسات رغم أنها أساس عملنا في حماية الطبيعة ومتابعة الطيور ، وهذه المشكلة سواء داخل مصر أو لأي سائح قادم لمصر تمثل أكبر عائق لنمو نشاط متابعة الطيور بمصر وعائق حقيقي لتقدمها ، كما أن المعدات أداة عملنا خاصة وأن المصورين في كل العالم لهم حرية التصوير والحصر والمتابعة للطيور  إلا في مصر ولأنه نوع جديد من السياحة ، فلابد من فتح المجال لحمل الأدوات المختلفة لهذا النوع من السياحة مع اتخاذ الإجراءات المناسبة فلا يجوز أن نمنع دخول الناس بتلك المعدات وإلا توقفت تلك السياحة تماما لذا لابد من تغيير هذا الأمر بشكل جذري حتى يتم وضعها على الخريطة السياحية لمتابعة الطيور بشكل يليق باسم مصر .

نقلة كبيرة في السياحة البيئية

يوضح الدكتور حسين محمد رشاد ـ مدير محمية أشتوم الجميل ببورسعيد ـ أن محمية  أشتوم الجميل هى المحمية الوحيدة الموجودة في خط القناة ، والتي تخدم ست محافظات في مصر ، والعام الماضي بدأنا تجربة وهى  التعاون مع عده جهات لإحداث حدث واحد بأن تقوم محافظة بورسعيد مع وزاره البيئة ممثلة في المحمية مع الجمعية المصرية لحماية الطبيعة والجمعيه المصرية للحياة البرية،و نبدأ تصوير الطيور الموجودة في هذا الوقت من العام و الترويج لهذا المكان كنوع من السياحة البيئية ومتابعة الطيور من خلال هيئه تنشيط السياحة والترويج لتلك الصور الموجودة في منطقة بورسعيد بعدد من الأماكن ، لكن المفاجأة أن هذه التجربة وجدت صدى كبير في العالم ووفد إلينا 5000 سائح من هواة متابعة الطيورفقط لسياحة الطيور،و كانت مفاجأة لنا ، لذا تم الاستعداد هذا العام للمهرجان بأسبوع كامل يبدأ من أول ديسمبر .

ويشير  حسين رشاد إلى أنه لم نكن نتوقع نجاح المهرجان العام الماضي باعتبار أنه العام الأول للمهرجان لكن وجود أربع شركات للسياحة البيئية في مصر تعاونت معنا و بأعداد أكبر سواء من العرب أو الأجانب أو المصريين ، كما أن المهرجان يهدف لنشر الوعي البيئي أيضاً بين طلبة الجامعات والمدارس والأحزاب ، حيث زار المحمية ما يقرب من 10000 مشارك من يوم 30 إلى 5 ديسمبر ، ورغم أن هذه الزيارات سياحة داخلية ولكنها  رواج للمحافظة وللعاملين فيها ،  ومن الإيجابيات لهذا المهرجان ، طلب عدد من المحافظات إقامة المهرجانات البيئية للطيور بها ، كما أنه تم تجهيز المحمية بعدد أربع  مراكب من جانب القوات المسلحة لتمكن الزائرين بالوصول للأماكن التي تكثر فيها طيور المهاجرة لرؤيتها عن قرب  ، كما أن متابعة حركة الطيور لا تحتاج ليوم  واحد وإنما لأيام حتى يتم رصد حركة الطيور المختلفة من الصباح إلى المساء ، و تم تنفيذ أول نقطة مشاهدة طيور في بورسعيد في إقليم القناة حتى تكون  أماكن محددة يتم من خلالها رصد الطيور بدون أي تغيير للطبيعة والبيئة حتى نساعد المصورين و نمهد البيئة لهم  لتظل كما هى بكافة أشكال الحياة الحيوية والبيولوجية و حتى يتم جذب الناس لسياحة الطيور في بورسعيد ، ومن المخطط  مع قرب المهرجان كل عام إضافة الجديد لجذب المزيد من السياح  ،  كما أن فى بورسعيد لوحدها  موقعين تأمين لرصد الطيور ،  وهى " ملاحات بور فؤاد و محمية أشتوم الجميل " ، متمنياً إقامة هذا المهرجان بكافة محافظات مصر .

 

مسار رحلة الطيور

ويكشف لنا الدكتور عاطف كامل ـ خبير الحياة البريسة والمحميات الطبيعية باليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير البيئة والتغيرات المناخية بوزارة البيئة ـ الخريطة التي تتبعها تلك الطيور كل عام، بقوله : تأتى الطيور من أوروبا إلى شرق آسيا مرورا بالبحر الأحمر في مصر، ويعتبر من أضخم المسارات في العالم، لكونه يربط بين مواقع التعشيش في أوروبا ومناطق التشتية في أفريقيا للطيور المهاجرة، وتتخذ في ذلك 5 نقاط رئيسية، وهى السويس، العين السخنة، سهل القاع، جبل الزيت، رأس محمد، ثم تستمر الطيور في رحلتها جنوبا إلى شرق وجنوب إفريقيا، قبل أن تعود من جديد بنفس مسار الرحلة، أهم تلك الطيور الصقور والنسور والبجع واللقالق التي تصل أعدادها إلى 37 نوع، بالإضافة إلي "الطيور المائية" التي تصل إلى 255 نوع، و"الطيور البرية" الأخرى.

وهناك أنواع عديدة للسياحة البيئية تزخر بها مصر وتتنوع بتنوع مناطقها، ومن ضمنها رحلات مراقبة الطيور (bird watching) الآخذة في الانتشار خلال الفترة الأخيرة التي أصبح لها مهتمون من المصريين، إضافة إلى الأجانب بطبيعة الحال. ويعتمد هذا النوع من السياحة على التوجه في مجموعات إلى المناطق التي تتركز فيها الطيور لرصدها وتأملها، ويمكن تنظيم هذه الرحلات طوال العام، .

ووصل عدد أنواع الطيور الموجودة في مصر بنحو 482 نوعاً، وهو التقرير الذي يتم تحديثه سنوياً بإضافة أي أنواع جديدة يجري رصدها عن طريق المراقبين سواء من المصريين أو الأجانب.

وبعد انطلاق مهرجان الطيور فى بور سعيد العام الماضى فنحن على الطريق الصحيح ويعتبرهذا النوع من الرحلات لو تم الترويج له بشكل جيد يمكن أن يضاف إلى أنواع السياحة المختلفة التي تشتهر بها مصر،وتختلف أنواع الطيور باختلاف فصول السنة، .

٥٠٠ نوع من الطيور سنويا

وينبه د. عاطف إلى أكثر من 500 نوع من الطيور المهاجرة تزور مصر سنويًا، أكثرهم أهمية طائر الصرد أحمر الظهر، أو ما يمكن تسميته "Red-backed Shrike"، ويعرف في مصر باسم "دقناش الأكحل"، واسمه العلمي "Lanius collurio"، ويفد إلى مصر في الخريف ويمكث عدة أسابيع، وغالبا ما يوجد في المناطق الصحراوية الظليلة أو على قمم الأشجار، وهناك أيضًا الهدهد Hoopoe، ويتواجد في عدة مناطق بالعالم، منها جنوب أوروبا ومناطق في إفريقيا، يفد إلى مصر في الخريف حيث الطقس الملائم لتزاوجه، وهناك أنواع محلية هجين منه في مصر. وهناك أيضا طائر صقر الغزال ""Saker Falcon، والمهدد بالانقراض نتيجة للصيد الجائر وعملية التدريب علي الصيد، والتي تتم بشكل غير احترافي يؤدي إلي موته، يأتي من شرق أوروبا مرورًا بآسيا الوسطي، ويصل في الشتاء إلي شبه الجزيرة العربية وإثيوبيا ومصر، بالإضافة إلي طائر دراسة الشعير، أو ""Ortolan bunting، وهو من الطيور الأوروبية التي تفد إلى مصر خلال الصيف للتكاثر، ويُعد أحد الأطباق الفرنسية التي تقدمها المطاعم، وفي مصر يتم اصطياده وأكله ما يضعه في قائمة الطيور المهددة. أما طائر اللقلق الأبيض، أو Ciconia ciconia""، والذي يُعد أحد أشهر الطيور الوافدة إلي مصر، فهو طائر أوروبي بالأساس يهاجر إلى المناطق الدافئة في تركيا وبلاد الشام وشمال إفريقيا، وهو من الطيور الصامتة أي لا يميل إلي إطلاق الأصوات إلا في الأعشاش، ويمثل رمزًا للخصوبة، ويأتي إلى مصر في الربيع ويرحل في الخريف، ويتواجد في المناطق الزراعية في الدلتا والصعيد. ويُعد طائر السمان، أو "common quail"، أحد أفراد عائلة " Phasianidae" والتي تضم الدواجن أيضًا، وهو طائر يعيش في أوروبا، بعض أعراقه الهجينة تعيش في وسط وغرب إفريقيا، ويهاجر إلى مصر في الشتاء، وعادة ما يتواجد بمحاذاة الشواطئ ويتم اصطياده للحمه الشهي، وهناك أيضًا طائر أبو الفصاد، أو "Wagtail"، ويطلق عليه في الجزيرة العربية اسم ذعرة أو الصعوة، فهو يحرك ذيله للأعلى والأسفل أثناء أكله الحشرات والديدان، ويقضي شتاءه وربيعه في دول دافئة مثل مصر، ويعود إلى أوروبا مجددا من مايو إلى يوليو حيث فترة التخصيب والفقس، ثم تربية الصغار إلى شهر أكتوبر.

ويشير كامل  إلى أن الدولة المصرية تقوم بجهود حقيقية للحفاظ علي تلك الثروة القومية، سواء من خلال سن القوانين الحازمة، حتي أنها اضطرت لتطبيق نظم الإيقاف المؤقت لطواحين الهواء بالقرب من تلك المسارات، أو من خلال الاستفادة القصوى من موسم الهجرة، وذلك من خلال مشروع "صون الطيور الحوامة"، والذي يهدف للترويج لسياحة مشاهدة الطيور، والتي من الممكن أن تصبح أحد الروافد الأساسية للسياحة المصرية، إذا  تم تدريب المرشدين السياحيين، وتجهيز نقاط لمشاهدة هجرات الطيور في المواسم المختلفة، بل وإقامة مواقع للترويج على شبكة الإنترنت .

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق