د. هايدي حنا.. استشاري نفسي في العلاقات الأسرية والتربوية
الطفل المتوحد يعاني كثيرا من نوبات غضب متكررة تبدو عند الأهل بدون تبرير لكنها عند الطفل لها سبب. فنوبات الغضب تساعده علي التعبير عن مشاعره الداخلية لأنه لا يستطيع التعبير عنها بالكلام مثل الطفل الطبيعي.
علي الاسرة تهذيب الغضب وادراك أن هذه السمة لن تتوقف طالما لا يستطيع الطفل التعبير عن مشاعره بالكلمات. لذا فالاتجاه يكون كيف يتم تهذيب هذه السمة وليس التوقف عنها لتصبح نوبات غضبه غير مؤذية وفي نفس الوقت يستطيع الطفل أن يعبر عن مشاعره الداخلية.وعلينا استغلال مهارة التقليد لديه فان اهم سمة لدي الطفل المتوحد هي القدرة علي التقليد. وبهذه السمة يتم تعليمه المهارات التي نحتاج منه أن يتعلمها.
فالطفل يراقب كل ما يحدث ويقلده. وعندها لن تكون نوبات الغضب لديه عنيفة ان كانت نوبات الغضب عند الأهل غير عنيفة والتحكم في نوبات الغضب عند الطفل وأخذ الطفل لغرفته في نوبات غضبه. أحيانًا ما يقوم بكسر مقتنيات البيت التي يكون من الصعب علي الأسرة شراء غيرها رغم احتياجهم لها. فيكون رد فعلهم عنيفًا معه بسبب هذه الخسارة. وبدون قصد منهم يستخدمون عبارات مؤذية للطفل مثل: لا أستطيع أن أتحملك أكثر من هذا. أنت غبي.“ وغيرها من الكلمات السلبية مع وجه غاضب فتصل له رسالة مفادها أنه مكروه ومرفوض.
فالطفل المتوحد مثلما يعبر عن مشاعره بالغضب وليس بالكلام يفهم أيضًا رد فعل الآخر من لغة جسده. ولغة الجسد الغاضبة مع صراخ تعكس للطفل رسالة سلبية. كما يجب عدم المبالغة في التدليل . فان بالغت أسرته في تدليله فلن يقبل عدم تلبية رغباته وسيعبر عن عدم قبوله بنوبات الغضب حتي يتحقق ما يريد لذا علي الأهل علي الأهل معاملته وتربيته بلا تدليل تحت مبدأ يكفي ما يعاني منه. فهذا مُضر له ولا يفيده.
الخوف والحرص الزائد عليه من الأهل يجعلهم يرفضون أن يتعامل مع المجتمع الخارجي بعيدًا عنهم مما يعوق تنمية وتطوير قدراته. حيث انه من أساسيات تنمية التواصل لدي الطفل التواصل مع أصدقاء خارج اطار أسرته. فقط علي الأهل في هذه النقطة أن يتأكدوا من الطبيب أو المعالج النفسي للطفل أنه قادر علي التواصل مع المجتمع. حيث ان هناك بعض الأطفال الذين يكونون غير مؤهلين نفسيًا للتواصل مع مجتمع الأصدقاء فتكون النتيجة عكسية ان قرر الأهل خروج طفلهم مع أصدقاء أو أقارب وهو غير مؤهل لهذا.
اترك تعليق