في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف عُقدت فعاليات اليوم الثاني من الأسبوع الدعوي بمسجد السيدة خديجة بمدينة العبور بمحافظة القليوبية بعنوان: "الآثار المدمرة للكسب الحرام "، حاضر فيه الأستاذ الدكتور رمضان محمود حسان عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية، والدكتور محمود ربيع مدرس الفقه بجامعة الأزهر، وقدم له الدكتور وليد الحسيني المذيع بإذاعة القرآن الكريم والتليفزيون المصري، وبحضور الشيخ بشرى محمد عبد الغفار مدير إدارة أوقاف العبور، والشيخ حسن أبو سنة مفتش بالإدارة، والشيخ سيد هريدي مفتش بالإدارة، وعدد من الأئمة، وجمع غفير من رواد المسجد
وفي كلمته أكد أ.د رمضان محمود حسان أن المال عصب الحياة، وله في حياة الإنسان شأنٌ عظيم، فهو يحتاج إليه في مأكله، ومشربه، ومسكنه، وبالمال يجذب الناس مصالح أنفسهم، وبالمال يدفعون الضرر عن أنفسهم، وبالمال قيام العبادات والمعاملات، وقد نوّه الله (عز وجل) بذكر المال وقرنه مع الأولاد فقال (سبحانه):" الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلاً"، وأخبر عن حب المال بالنفوس، وأن حبه غريزة في النفوس فقال(سبحانه): "وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا"، كما بين أن الإسلام أمرنا بالسعي في طلب المال الحلال، ونهى عن الكسب الحرام لأنه شؤم وبلاء على صاحبه، فبسببه يقسو القلب، وينطفئ نور الإيمان، ويحل غضب الجبار، ويمنع إجابة الدعاء، كما بين أن وبال الكسب الحرام يكون على الأمة كلها فبسببه تفشو مساوئ الأخلاق، وشيوع الفواحش ما ظهر منها وما بطن، مضيفا أن الكسب الحرام له آثار وأضرار وخيمة على صاحبه فهو يؤدي إلى ظلمة القلب، وكسل الجوارح عن طاعة الله (عز وجل)، ونزع البركة من الرزق والعمر، مضيفا أن الكسب المحرم يمنع إجابة الدعاء قال صلى الله عليه وسلم أنه قال:" أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا، إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ"، وَقَالَ: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ"، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟"، مختتما حديثه بأن المال الحرام، و المكاسب المحرمة ذات عواقب وخيمة وآثار سيئة على الفرد والأمة في الدنيا والآخرة.
وفي كلمته أكد الدكتور محمود ربيع أن طلب الحلال واجب على كل مسلم، فالشرع الحنيف جاء بالحث على السعي في تحصيل المال واكتسابه على أنه وسيلة لغايات محمودة، ومقاصد مشروعة، وجعـل للحصول عليه ضوابط وقواعـد واضحة المعالم، لا يجوز تجاوزها ولا التعدي لحدودها كي تتحقق منه المصالح للفرد، وللجماعة قال (سبحانه): "يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ"، وقال (سبحانه): "فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"، كما بين أن المال الحرام مستخبث الأصول، ممحوق البركة يضر بالفرد والمجتمع، مضيفا أن السبيل الوحيد إلى التخلص من المال الحرام المكتسب من طريق غير مشروع هو التوبة منه، ورده إلى صاحبه أو إلى ورثته، أما إذا لم يعلم صاحب المال ولا ورثته أو عجز عن رده، فإنه يتصدق به ويصرفه في مصالح المسلمين العامة بقصد حصول الثواب لصاحبه، وسقوط الإثم عنه.
اترك تعليق