تعد مسابقة "أقرأ" واحدة من مبادرات مركز عبد العزيز الثقافي العالمي الهامة والهادفة وتستهدف طلاب وطالبات المراحل التعليمية المختلفة في العالم العربي للتنافس على لقب " قارئ العام" لكنها سبقت تأسيس المركز بسنوات حيث انطلقت عام 2011 ثم انضوت المسابقة تحت لواء المركز وبرامجه وقد كانت مسابقة اقرأ في البداية موجهة للطلاب السعوديين وتحديدا للمنطقة الشرقية ثم اتسعت شروطها عاما بعد عام من المقيمين بالداخل وحتى المتحدثين بها في الداخل والخارج حتى وصلت إلى نسختها الأخيرة فشملت جميع دول العالم العربية.
المشاركة الأولى في " الشارقة" للكتاب
في إطار فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب نظم مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي "إثراء" ندوة تعريفية بعنوان "حكاية اقرأ .. تجربة تعاش لتروى" للتعريف ببرنامج إثراء القراءة (أقرأ) الذي ينظمه المركز منذ العام 2013،ومسابقة "اقرأ" التي تصل هذا العام إلى عامها العاشر وأقيمت العام الماضي بنسختها الثامنة على مستوى العالم العربي لأول مرة.
وشارك في الندوة طارق الخواجي المستشار الثقافي لبرامج مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي "إثراء"، والمصرية دعاء حسنين التي شاركت في الدورة الماضية للبرنامج، والمغربي سفيان البراق الفائز بلقب "قارئ العام" هذا العام.
قرار تعميم
وأوضح طارق الخواجي: "إن المسابقة بدأت في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، وبعد نجاحها قررنا تعميمها على مستوى المملكة لتشمل المواطنين والمقيمين، ثم قررنا أن تكون على مستوى العالم العربي".
وأضاف: "إن أهداف المسابقة تتلخص في رعاية المبدعين، ودعم المحتوى الإبداعي، و التواصل الاجتماعي والثقافي"، مشيراً إلى أن المسابقة لا تستهدف قارئ الكتب الكثيرة، ولكن القارئ الذي لديه طريقة في التفكير، وملكة نقدية، وقدرة على تكوين فكرة كبيرة من مراجع قليلة.
وأوضح الخواجي أن "ملتقى اقرأ الإثرائي هو جوهرة التاج في البرنامج، وفيه يقضي المرشحون وعددهم 50 طالبًا وطالبة من العالم العربي 15 يوماً، في مكان واحد، ويتعلمون على أيدي كتاب وروائيين وموسيقيين كبار من مختلف أنحاء الوطن العربي".
بينما تحدثت دعاء حسنين من مصر والتي شاركت في المسابقة في دورتها الماضية قائلة: "حبي للقراءة دفعني للاشتراك في المسابقة بتلخيص كتاب (أبناء السندباد)، وقد استفدت من مشاركتي في (ملتقى اقرأ) الذي كان له دور كبير في إثراء تجربتي في المطالعة".
وأكدت أن "المسابقة تعزز في المشارك حب القراءة، وتعرفه على قراء وكتاب ودور نشر، ففي الملتقى قابلنا رواد ساعدونا في الكتابة، ومن خلالهم قدمنا أفكارنا للمجتمع"، مشيرة إلى أنها ومن خلال المراحل المتدرجة وحتى الوصول إلى المسرح النهائي تعلمت الكثير مثل الكتابة والإلقاء والوقوف على المسرح وعرض الأفكار.
بدوره قال سفيان البراق الفائز بلقب "قارئ العام" هذا العام: " ترشحت للمسابقة بمراجعة نقديّة في رواية (كجثةٍ في رواية بوليسية) للكاتبة المغربية عائشة البصري، ركزت فيها على دور الثقافة في السعة والشمول والزاد المعرفي"، مشيرًا إلى أن "القراءة تنقلك من حقول معرفية إلى أخرى، وهذه هي الفائدة الكبرى
قصة " إثراء"
افتتح مركز عبد العزيز الثقافي العالمي ( إثراء) بمنطقة الظهران بالمملكة العربية السعودية عام 2018 ليكون مركزا ثقافيا وسياحيا وبقعة إشعاع حضاري ومعرفي للداخل والخارج وقد صمم المركز بنفس لون الصخور الجيولوجية التي تفجر منها النفط للمرة الأولى في ثلاثينات القرن الماضي عبر " بئر الخير" في عهد الملك عبد العزيز رحمة الله عليه و تقديرا لتاريخ المكان وقيمته ودوره في نهضة المملكة " وكأن المعنى أن البئر الذي كان يوما ما مصدرا للطاقة - توقف إنتاجه أوائل الثمانينات - صار مصدرا للمعرفة والثقافة لتواصل المملكة ضخ الطاقة للعالم ولكن بشكل جديد يناسب العصر.
يهدف المركز إلى الإسهام في تشكيل مستقبل المملكة من خلال إذكاء الشغف بالمعرفة وتحقيق الإبداع والتواصل بين الثقافات. وهو مقام على مساحة 80.000 متر مربع ويشتمل على عدة مرافقٍ، وهي: المتحف، والمكتبة، ( مكتبة إثراء هي الأولى في المملكة المتكاملة رقميا وتوفر أكثر من 326 ألف كتاب ) والسينما، والمسرح، ومتحف الطفل، ومختبر الإبداع، والمركز التعليمي، واستوديو الإنتاج، إضافةً إلى مطاعم ومساحات داخلية وخارجية للمهرجانات والمعارض والمؤتمرات والعروض.
وعن مشاركة المركز في فعاليات معرض الشارقة للكتاب أكد عبد الله الحواس المتحدث الرسمي: إنها المشاركة الأولى للمركز في معرض الشارقة للكتاب مؤكدا أنه من أهم معارض الكتب في العالم وتهدف إلى التعريف بطبيعة المركز وأهدافه وأنشطته وبرامجه ومبادراته التي تقدم الثقافة المحلية للمملكة وتعبر عنها
وأوضح الحواس أن المركز يعمل وفق عدة مسارات هي : الثقافة، الإبداع، الفن، المعرفة: هذه المسارات الخمسة تنبثق منها كل أنشطة ومبادرات وبرامج المركز والهدف إثراء المحتوى العربي ورفده بمحتوى محلى أصيل وكذلك استقطاب المحتوى العربي النافع ومن خلال هذه الأركان نحاول أن نغذي الثقافة العربي بمحتوى جيد.".
ومن ناحية الفعاليات والأنشطة التي تدعم مسارات المركز ومحاوره أكد المتحدث الرسمي أن المركز يشارك فعليا في أي نوع من الأنشطة يدعم ويقوي تلك المسارات وينميها.
أكد أيضا أن أهداف المركز تتقاطع مع أهداف واستراتيجيات المملكة التي تسعى إلى تقديم وجه ثقافي وحضاري جديد للمملكة لشعوب العالم ولذلك نستقبل الجميع بأذرع مفتوحة لتبادل الثقافة والحضارة مع كل شعوب العالم
اترك تعليق