هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الناقد د. علاء الجابري: النقد الأدبي تحول إلى "تمارين محلولة"

- أتمنى زيادة الصلة بين الجامعة وقصور الثقافة
- هذا جيل محظوظ بالتكنولوجيا لكنه كسول

 

الناقد د. علاء الجابري أحد العقول النقدية والفكرية الذي يعمل بدأب وجدية دون ملل أو كلل وعلى مدار سنوات يضع حجرا فوق حجر من أجل إتمام بناء مشروعه النقدي ذى الأوجه المتعددة سواء في المسرح أو الشعر ورغم أنه لا يهتم كثيرا بصخب التواجد على السوشيال ميديا أو  لعبة" استعراض العضلات" الثقافية والفكرية فإنه كل من يعرفه ويقرأ أبحاثه ومراجعاته النقدية يتأكد أنه أمام عقل مختلفة وجدير بالمتابعة.. وفي هذا الحوار يحدثنا عن أحدث بحوثه النقدية والتي صدرت في سلسلة الدراسات الأدبية عن هيئة الكتاب وعن الكثير من شواغله وملاحظاته على المشهد الأدبي والفكري في مصر.


•    هل هناك فعلا أزمة نقد أم كسل نقاد؟
من الطبيعي أن يعيش النقد أزمة، ومن الغريب أن لا يكون كذلك. ولماذا نريد للنقد فقط أن ينجو من التكرار والاستهلاك وقلة التخصص وضعف المنهجية؟ لماذا نفترض أن يكون النقد في حالة مثالية بينما تسير مقدماته على منسأة من النقل والتأثر ولا يجد الناقد ما يقيم أوده. أعرف أقلاما جيدة صارت تبحث عن نفسها بعيدا عن الكتابة تماما كما تجد في النقد- كما في غيره -من يتطفلون على المجال.
المشكلة الحقيقية هي تحول النقد إلى تمارين محلولة، وجريا على أمثلة سابقة، أو تبعا لتعبيري الذي تذكره أنت دائما " نقد معلب على خطوات معلومة مسبقا تفوح منه رائحة المعامل" 

•    تعمل بالسويس وتقترب من إبداع المبدعين من خارج العاصمة فكيف ترى مستوى الإبداع؟
خارج العاصمة وفي السويس حيث أعمل هناك أصوات جيدة، وكتابات تستحق الاهتمام من أمثال الروائي رضا صالح أو الشاعر محمد تمساح وغيرهما، ولكن ما الصلة بين الجامعة والأدب الإقليمي؟ وكم ندوة تمت بين قصر الثقافة وكلية الآداب أو الإعلام؟ هذا الأمر لا تنفرد به السويس، ومؤخرا كنت في طنطا ووجدت مشروعا جيدا بمتابعة إنتاج مبدعي طنطا وكانت الرسالة عن روايات سعد القرش، وشخصيا أتمنى تعميم التجربة لمن يستحق من المبدعين.


2- كيف ترى حجم ونوعية المتابعة النقدية الجادة؟
المتابعة النقدية يجب أن تكون سريعة وليست متسرعة، وأن لا تتجمد شرايين النقد على أسماء صارت قديمة .هناك شعر بعد عبد الصبور والسياب وأمل دنقل، وشعر عمودي لا يزال موجودا بشكل ما، وقصيدة نثر تعاني تحاليل DNA وقد اقتربت من سن المعاش. هناك رواية بعد بهاء طاهر وقصة بعد مستجاب، ونصوص مسرحية تستحق إحياء الأمل . ولكن الأصوات الجديدة لا تجد رجاء النقاش ليبشر بالطيب الصالح أو محمود درويش صحيح أن" المعروض" كثير، والأقلام النقدية قليلة ولكن الأمر على كل المستويات فالأكاديمي الذي يكتب عن رواية جديدة أو صوت مغمور يعرض نفسه للوم لجان فحص توقف بعضهم عند الخمسينيات، وناقد الساحة الذي يتابع الأصوات الجديدة سيجد نفسه مصطدما بحسابات أخرى نعرفها جميعا، ولا داعي للإفاضة فيها. 

•    ما الذي تقدمه للقارئ في كتابك الجديد؟
في كتابي الأخير "خارج النص داخل الشعر- في جدلية متن الشعر وهامشه" حاولت الخروج عن ما فطمنا عليه لفترة من انقطاع النص عن بيئته وتقديم الجانب اللغوي وإخفاء سواه، فحاولت التأكيد على وجوب دراسة الشعر في إطاره الثاقفي ليكون هناك تعاضد بين داخل الشعر وخارج القصيدة وسطحها الخارجي، وإن ظل الجانب اللغوي أثيرا، ومسيطرا على غيره. هي محاولة لقراءات جديدة أما أن تصيب فتلك مسألة أخرى

* كيف ترى المشهد الثقافي ككل وثقافة الأجيال الجديدة بشكل خاص؟
هذا الجيل الجديد محظوظ بسهولة الحصول على المصادر، ويسر تصنيف المراجع وبضربة على الكيبورد يتيسر له عشرات الكتب أو الآلاف منها، ولكن يبدو أن السهولة جعلته كسولا، فهو جيل ذو (ثقافة) سريعة ولكنها مشتتة، يمكنه التواصل ولكن دون تركيز. إنه جيل العينات دون ما وراءها، أو ما يمكن تسميته ثقافة العناوين دون التفاصيل، وعليه فهو ناشط عقليا، وكسول ثقافيا....إنهم يضجرون من قراءة بوست" طويل على الفيسبوك. باختصار، ودون تجنٍ... هذه العقول جاهزة للامتلاء، ولكن العقل-بتعبير بلوتارخ- ليس وعاء ليُملأ، ولكنه نار تتأجج نحن بحاجة إلى جدية أكبر لأجل مستقبل لا مجال فيه للصف الثاني.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق