بقلم د. عزة المصري
باحثة بوزارة الأوقاف
حديثنا عن قدسية المكان وشرف الزمان في سيناء المباركة، المكان والمكانة هذه أرض الفيروز شرفها الله سبحانه وتعالى وبارك وقدس ترابها فيها جبل التجلي الذي كلم الله فوقه كليمه موسى تكليما والشاهد ان أرض سيناء فيها عيون موسى الاثني عشر والتي ذكرها الله تعالى في سورتي البقرة والاعراف،
وعَبَرَ سيناء من الجانب الشرقي سيدنا يعقوب عليه السلام مع بنيه الأسباط الذين ذكر الله قصتهم في القرآن الكريم، فأتي سيدنا يوسف إلى مصر وعاش واقام ومات فيها، وقد بلغ مائة وثلاث وعشرين عاما، وعاش سيدنا يعقوب مع ولده عزيز مصر أربعة وعشرين سنة، ومات فيها، ودفن في مدينة الخليل بفلسطين مع ابنه إسحاق وجده ابراهيم خليل الله عليه السلام، فهناك قاسم مشترك بين شبه جزيرة سيناء وأرضها الطيبة المباركة، وبين مهد الرسالات ومهبط الوحي في فلسطين، ولعل النبي صلى الله عليه وسلم عندما أسري به في قوله تعالى : "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ"، فإذا بارك الله ماحوله فما بالك به هو وكيف يكون شأنه وهو أول القبلتين وثالث الحرمين وإليه تُشَّدُ الرحال.
والشاهد أيضا أن خليل الله إبراهيم عندما جاء مصر ومعه ابن أخيه لوط عليه السلام القرآن الكريم، قال: " وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ"، فعلماء المسلمين يقولون إن الأرض التي باركه الله تعالى فيها هي أرض سيناء، وأرض الرباط فلسطين، وهذه التراب الطاهرة التي مشي فوقها انبياء الله والمرسلين ولذلك مولانا الشيخ الشعراوي رحمه الله حينما كان يوما على أرض سيناء إذ به يخلع حذائيه في يوما شديد الحر، فقالوا له: إن الحرارة ملتهبة فرد عليهم، كيف أمشي على أرض رفع الله قدرها وشرَّفَها وقدسها وأمر الله كليمه موسى بخلع حذائيه ليمشي فوقها، فقال تعالي: "إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى".
حينما نتحدث عن سيناء نتحدث عن مرج البحرين الذي ذكره الله تعالى في سورة الكهف، في قوله تعالى:" وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَىٰهُ لَآ أَبْرَحُ حَتَّىٰٓ أَبْلُغَ مَجْمَعَ ٱلْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِىَ حُقُبًا"، وذلك المكان الذي التقي فيه موسى عليه السلام بالعبد الصالح الخضر وهو التقاء خليجي العقبة السويس في مكان يسمى رأس محمد، فترى العدو يستحسر على نفسه لانه كان يريد تلك البقاع الطاهرة حينما أراد احتلالها مع هضبة الجولان سنة ١٩٦٧ وعندما أٌخذت منه أخر قطعة نقية طاهرة وهي طابا تراه يتجرع مرارة الألم.
مصر أمانة في اعناقنا جميعا وهذه البقاع الطاهرة رويت بدماء عزيزة دفن فيها الشهداء من الأبطال من أبناء جيشنا العظيم الذين أعادوا العزة والحرية والعرض والأرض وردوا سيناء الحبيبة إلى أحضان مصرنا العزيزة.
وما نراه الان بموت ضمير العالم فهل معقول أن العالم كله تحزب وتجمع حتى تكالب الغرب ومعه هذه التي تدعي الحرية والديمقراطية تجمعوا على قرية صغيرة يدكونها دكا فالإنسان يقف لا يجد كلمات يقولها أين الإنسانية؟! وأنتم ترون دماء هؤلاء الأطفال الرضع والصبيان والنساء هذه الدماء التي تسفك ليلا نهارا.
اترك تعليق