رئيس مجلس الإدارة
طارق لطفى
رئيس التحرير
أحمد سليمان
اكتشاف سلالة بشرية غريبة في جينوم إنسان "النياندرتال"
تشير دراسة إلي أنه مع هجرة الإنسان العاقل إلي أوراسيا قبل أكثر من 70 ألف سنة، كان معظم القارة مأهولا بالفعل من قبل إنسان "النياندرتال"، وهم أشباه البشر الذين شاركونا سلفا ولكنهم أمضوا ما يقرب من نصف مليون سنة متباعدين.
وتفيد الدراسة أنه عندما وصل الإنسان الحديث إلي أوراسيا في أواخر العصر "البليستوسيني"، كان إنسان النياندرتال الذي عاش هناك يحمل بالفعل آثارًا من الحمض النووي لجنسنا البشري.
وذكر مؤلفو الدراسة أن بعض الإنسان العاقل دخل أوراسيا منذ أكثر من 250 ألف عام، قبل وقت طويل من ظهور أول دليل علي وجود الإنسان الحديث في القارة، ويشير السجل الأحفوري إلي أن جنسنا البشري تطور في أفريقيا منذ 300 ألف سنة فقط.
وللكشف عن ذلك، اتبع مؤلفو الدراسة أولاً الأدلة التي كشفت عنها دراسة حديثة أخري، والتي وجدت قطعًا تشبه النياندرتال من الحمض النووي - تسمي مناطق النياندرتال المتماثلة، في مجموعات بشرية متعددة في الوقت الحاضر من أفريقيا.
قام العلماء بتحليل مجموعة واسعة من الجينومات الحديثة، التي تمثل 180 شخصًا من 12 مجموعة سكانية متنوعة وراثيًا في بوتسوانا، والكاميرون، وإثيوبيا، وتنزانيا، وقارن الباحثون هذه الجينات مع جينوم إنسان نياندرتال من فرد عاش في جبال ألتاي في روسيا منذ 120 ألف سنة.
تم العثور على "نياندرتال" في كل السكان الذين تم اختبارهم. مما يدل علي انتشارها علي نطاق واسع في أفريقيا، ومع ذلك، فإن معظم هذا الحمض النووي "الشبيه بالنياندرتال" لم ينشأ من إنسان نياندرتال. بل من البشر المعاصرين القدماء الذين هاجروا من أفريقيا إلي أوراسيا منذ 250 ألف سنة.
أفاد الباحثون بأنه عندما تزاوج الوافدون الجدد مع إنسان نياندرتال، تركوا إرثًا ما يصل إلي 6% من جينوم إنسان نياندرتال جاء من أعضاء مبكرين من جنسنا البشري.
تقول سارة تيشكوف، الباحثة الرئيسية في علم الوراثة في جامعة بنسلفانيا: "تسلط هذه الدراسة الضوء علي أهمية إدراج المجموعات السكانية المتنوعة عرقيًا وجغرافيًا في علم الوراثة البشرية والدراسات الجينومية".
اترك تعليق