أصدر الدكتور وجيه عبدالستار نافع، أستاذ إدارة الموارد البشرية ورئيس قسم ادارة الاعمال فى كلية التجارة بجامعة السادات، كتاباً جديداً عن القيادة المتناقضة تقوم فى الأساس على نظرية التناقض، والذى يشير إلى القصور الذي ينشأ من الطرق التى تتبعها المنظمات فى إدارة التوترات التي تحدث بها.
يواجه قادة المنظمة أشكالاً مختلفة من التناقضات داخل المنظمة، ورغم ذلك فانهم يسعون الي تحقيق الاستقرار في المنظمة، والمحافظة على مركزها التنافسي، وتلبية رغبات العملاء، وتطوير خدماتها دون زيادة تكاليف تقديمها.
كما يواجه العاملون مواقف متضاربة، الأمر الذي يؤدى إلى شعورهم بالقلق وعدم الأمان الوظيفى. وإن القائد الناجح هو الذي يعمل على تقليل المشاعر السلبية، وزيادة رضا العاملين، وتحسين أدائهم الوظيفي. كما يجب أن يقوم بإقناع العاملين على تقبل المتناقضات والتعامل معها وذلك من خلال إشراك العاملين بشكل فعال في تحديد المهام الوظيفية، وتحديد معايير للأداء، ومنح العاملين قدر من الحرية والاستقلالية في العمل، الأمر الذي يؤدى إلى ارتباط العامل بالوظيفة، وزيادة درجة الرضا الوظيفي، وتحسين أداؤه، الأمر الذي يؤدى إلى تحقيق أهداف المنظمة.
إن القائد التقليدى يسعى دائماً إلى استخدام أسلوب Either- or، بمعنى اختيار حل واحد فقط من الحلول المتاحة، أما القائد المتناقض يستخدم منهجية Both- and أي استغلال مزايا جميع الحلول حتى التي يوجد تناقض فيما بينها. أي أن القائد المتناقض يكون لديهم القدرة على تطبيق مدخل (Both- and) والذى يساعد القائد على إحداث نوع من التوازن في السلوكيات المتناقضة بين العاملين، وتنمية قدراتهم في التعامل مع البيئات المتناقضة.
القيادة المتناقضة هى التي تهتم بتحقيق التوازن بين الأهداف قصيرة وطويلة الأجل من خلال استخدام استراتيجية Both- and بدلاً من استراتيجية Either- or مع الالتزام بثقافة المنظمة وأهدافها. أي أن القيادة المتناقضة هي التي تجمع بين التناقضات التي تواجه المنظمة باستخدام أسلوب (Both- and) والذي يقوم على معالجة مشكلتين أو أكثر دون أن يكون القائد ملتزماً باختيار أحدهما، ومن ثم تعزيز المرونة في اتخاذ القرارات. وإن تطبيق استراتيجية Both- and يهدف إلى تحقيق التكامل والتوازن السلوكى للعاملين، هذا بالإضافة إلى التنسيق بين المطالب المتضاربة لهم.
ويجب على قادة المنظمات علي اختلاف أنواعها وأحجامها أن تهتم بأبعاد القيادة المتناقضة والمتمثلة في الجمع بين التركيز على الذات مع التركيز على الآخرين، والمحافظة على المسافة والقرب من المرؤوسين، ومعاملة المرؤوسين بشكل موحد مع السماح بالتفرد، والتحكيم والتمكين، وتطبيق معايير العمل مع السماح بالمرونة في التنفيذ.
هذا ويجب الإشارة الي أنه يجب علي قادة المنظمات أن تهتم بتعزيز دور القيادة المتناقضة من خلال إظهار أهميتها في إدارة الاختلافات بين فريق العمل، تحفيز المرؤوسين على تبنى منهج التفكير القائم على الجمع بين التناقضات بغرض اتخاذ القرار المناسب، هذا بالإضافة الي ضرورة تدريب وتأهيل المديرين على ضرورة استخدام مهارات القيادة المتناقضة، والمتمثلة في التعقيد المعرفي، والثقة، والقدرة على إدارة الصراعات، والاتصال، والتعامل مع الحالات التي تركز على التناقضات، وتحقيق التوازن فيما بينها من خلال تطبيق استراتيجية Both-and بدلاً من Either-or.
من الجدير بالذكر أنه يجب أن يهتم المديرون في المنظمة بإعطاء المرؤوسين قدراً من المرونة فى التنفيذ، والسماح لهم بقدر من الخطأ حتى يتعلمون من أخطائهم، كما يجب ضرورة دعم الثقة المتبادلة بين المديرين والمرؤوسين بالشكل الذى يساعدهم في تحسين أدائهم من ناحية، وزيادة ارتباطهم الوظيفي من ناحية أخرى، هذا بالإضافة الي ضرورة اهتمام قادة المنظمة بإدارة التناقضات في كافة المستويات الإدارية بها، والتنسيق فيما بينها بغرض تحقيق الارتباط الوظيفي للعاملين، وزيادة درجة الرضا الوظيفي لهم، الأمر الذى يؤدى إلى تحقيق أهداف المنظمة.
اترك تعليق