هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

خريجي الأزهر بالمنيا يؤدون خطبة الجمعة بالمساجد 

أدى أعضاء المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بالمنيا خطبة الجمعة بمساجد محافظة المنيا حيث أدى كل من فضيلة أ.د داود لطفي حافظ_ بمسجد التنعيم بملوي ، فضيلة الشيخ مؤمن أمين علي _ بالمسجد الكبير بنزلة البدرمان، فضيلة الشيخ معدن فتحي علي _ بمسجد ابراهيم الدسوقي_ قرية المطاهرة أبو قرقاص، فضيلة د. محمد عبدالمطلب _ المسجد الكبير بقرية أبوعزيز _ مركز مطاي، الشيخ نصر الدين _ بمسجد أبو ضيف بملوي:


وذلك بمتابعة وتنسيق اعلامي احمد نوح الأمين العام للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر بالمنيا وذلك بعنوان 

   [ الوعي الرشيد وأثره في مواجهة التحديات ]

حيث تحدثوا عن 

 #أولا: أهمية الوعي ومكانته في الإسلام:

لقد اهتم الإسلام بقيمة الوعي والإدراك أيما اهتمام، ولقد بلغت عناية الله – عز وجل – بنا لرفع الجهل عنّا أن كان أول ما نزل من الوحي على نبينا أعظم كلمة هبط بها جبريل هي قوله تعالى:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}(العلق:1) ؛

وقد مدح الله كل أذن خير تعي وتسمع وتطبق كلام الله تعالى فقال: { وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ } .” أي: وتفهم هذه النعمة، وتذكرها أذن واعية. قال ابن عباس: حافظة سامعة . وقال قتادة: عقلت عن الله فانتفعت بما سمعت من كتاب الله، وقال الضحاك: سمعتها أذن ووعت. أي: من له سمع صحيح وعقل رجيح. وهذا عام فيمن فهم ووعى “. (تفسير ابن كثير). 

وفي مقابل ذلك ذم الله كل العيون والآذان والقلوب التي غفلت عن الحق ولم تعيه ؛ فقد جعل القرآن كل من عميت بصائرهم وقلوبهم عن الوعي والفقه كالأنعام بل أضل؛ فقال تعالى: { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ  }(الأعراف: 179) .

وإذا كانت مهمّةُ الرُّسلِ والأنبياءِ الإبلاغَ والإنذارَ وإقامةَ الحجَّة على النَّاس، فهي لا تخرج عن كونها مهمَّةَ نشر الوعي وإصلاحٍ وتغييرِ ما حلَّ بالشعوب والأُمَمِ من فسادِ التَّصوُّر والاعتقاد، وانحرافِ العبادة والسُّلوك، وسوءِ التَّعامل والتَّدبير، 

فكل أمة كان يستشري فيها نوعاً من أنواع الفساد؛ فقوم نوح استشرى فيهم فساد العقيدة والشرك؛ وقوم لوط اشتهروا بالفاحشة واللواط؛ وقوم شعيب بالفساد المالي والاقتصادي والتطفيف وبخس الحقوق؛ ………وهكذا بقية الأمم كما ورد في القرآن مما لا يتسع المقام لذكره وحصره؛ 

فجاءت الرسالات عن طريق الرسل والأنبياء بنشر الوعي ولتصلح ما أفسدته الأمم والشعوب؛ قال تعالى على لسان شعيب-عليه السلام- في معرض قيامه بواجب النُّصح والوعي والتَّذكير لقومه: {إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}[هود:88]، ولما اسْتَخْلَفَ نبيُّ الله موسى أخاه هارونَ ـ عليه السلام ـ في قومه أوصاه بقوله: {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ}[الأعراف:142].

ولأهمية الوعي والعلم نجد أنه ﷺ جعل فداء كل أسير من أسرى بدر ممن يحسنون فن القراءة والكتابة، أن يعلم عشرة من أبناء الصحابة, فعن ابن عباس قال: «كان ناس من الأسرى يوم بدر لم يكن لهم فداء، فجعل رسول الله ﷺ فداءهم أن يعلموا أولاد الأنصار الكتابة». وهذا له دور كبير في نشر الوعي بين أفراد الأمة .

ولم يقتصر اهتمام النبي ﷺ بالحث على تعليم اللغة العربية فحسب؛ بل أمر بتعلم اللغات الأخرى زيادة في الوعي الثقافي بلغة الآخر؛ فقد أمر زيد بن ثابت بتعلم اللغة السريانية ليتولى أعمال الترجمة والرد على الرسائل.

#ثانيا: مجالات الوعي وصوره:

إن الوعي يشمل جميع مجالات الحياة كلها؛ فالمسلم لابد أن يكون لديه وعي ديني وثقافي وفكري واجتماعي واقتصادي …. وغير ذلك من مجالات الحياة ؛ وهاك البيان والله المستعان وعليه التكلان:

الوعي الديني والثقافي: ويقصد به: 

تزويد أفراد المجتمع بقيم ومبادئ الشريعة السمحة وترجمتها ترجمة عملية في حياة الناس، فينبغي على كل فرد أن يكون عنده وعي ديني بكل أمور الدين؛ ولا سيما المعلوم من الدين بالضرورة؛ حتى يعبد الله عبادة صحيحة ؛ ويؤدي العبادات كاملة بشروطها وأركانها ؛ وعليه أن يتعلم الأحكام من الحلال والحرام حتى لا يقع في الحرام وهو لا يعلم .

الوعي الاجتماعي: 

وذلك بالاهتمام ببناء الأسر وبناء المجتمع؛ ونشر الوعي الاجتماعي بينهم؛ وبيان وخطورة الأمراض الاجتماعية الفتاكة التي تهدم كيان المجتمع، فعليكم إصلاح أولادكم؛ والقيام عليهم؛ ونشر الوعي بينهم؛ والصبر والتصبر في تعليمهم وتعويدهم على الطاعة؛ واحفظوهم من الضياع مع الشباب الفاسد الطائش واعلموا أنكم مسئولون عن أسركم وأولادكم يوم القيامة؛ وفي ذلك يقول ﷺ : ” إنَّ اللهَ سائلٌ كلَّ راعٍ عما استرعاهُ ، أحفظَ أم ضيَّعَ ؟ حتى يُسألَ الرجلُ عن أهلِ بيتِه “( ابن حبان بسند حسن).

الوعي الفكري : 

فيجب نشر الوعي الفكري وحفظ عقول الشباب مما يفسدها ؛ فالمحافظة على عُقول الناس من أهمِّ أسباب الإصلاح؛ لأنَّ الناس لو استقامتْ عقولهم، صاروا يُفكِّرون فيما ينفَعُهم ويبتَعِدون عمَّا يضرُّهم، إذًا هناك علاقةٌ كبيرة بين المحافظة على عقول الناس وبين الإصلاح ؛ لأن مما يذهب بأمن الناس انتشار المفاهيم الخاطئة حيال نصوص القرآن والسنة، وعدم فهمهما بفهم السلف الصالح، وهل كُفِّر الناس وأريقت الدماء وقُتل الأبرياء وخُفرت الذمم بقتل المستأمنين وفُجِّرت البقاع إلا بهذه الأفكار المعكوسة ؛ والمفاهيم المنكوسة؟!!

الوعي الاقتصادي:

 وذلك بالجد وإتقان العمل؛ والبحث عن الطرق والوسائل الاقتصادية الحديثة ؛ فإذا أردنا أن نحقق التنمية الاقتصادية لوطننا وبلادنا ومجتمعنا ؛ فالمسلم لا يعمل لنفع المجتمع الإنساني فحسب، بل يعمل لنفع الأحياء، حتى الحيوان والطير، والنبي ﷺ يقول: ” مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ” [البخاري]، وبذلك يعم الرخاء ليشمل البلاد والعباد والطيور والدواب.

الوعي بقيمة الوطن: 

وذلك بالحفاظ على معالمه وآثاره ومنشآته العامة والخاصة؛ والحفاظ على مياه نيله التي تربينا عليه وروينا منها أكبادنا !! وعدم الإفساد في أرضه؛ أو تخريبه وتدميره؛ وعدم قتل جنوده وحراسه الذين يسهرون ليلهم في حراستنا وحراسة أراضينا!! والذين تمتد إليهم يد الغدر والخيانة بين الحين والحين!! فعن الأصمعي قال: ” إذا أردت أن تعرف وفاء الرجل ووفاء عهده، فانظر إلى حنينه إلى أوطانه، وتشوُّقه إلى إخوانه، وبكائه على ما مضى من زمانه.” ( الآداب الشرعية لابن مفلح) .

ولنا الأسوة في نبينا ﷺ ووفائه لوطنه مكة ؛ فقال وهو يودعها وفاءً لها: ” وَالله إِنَّك لَخَيْرُ أَرضِ اللهِ وَأحَبُّ أرْضِ اللهِ إِلًى اللهِ، وَلَوْلاَ أنِّي أخْرِجْتُ مِنْكِ مَاَ خَرَجْتُ”.(الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح ) .

#ثالثا: وسائل مواجهة التحديات المعاصرة:

تتمثل وسائل مواجهات التحديات المعاصرة فيما يلي:-

أولاً: التوجيه والإرشاد بخطر الإرهاب والإفساد وعاقبة المفسدين:

وذلك بكثرة التوعية والندوات؛ عن طريق الدعاة والإعلام المرئي والمسموع والمقروء ومراكز الشباب؛ والأمسيات الدينية والخطب والدروس والمحاضرات وشبكة المعلومات الدولية؛ وجميع وسائل الاتصال الحديثة؛ بهدف توضيح مخاطر الإفساد والإرهاب على المستوى الثقافي والديني والاجتماعي والاقتصادي.

 #رابعا: فرض عقوبات رادعة للإرهابيين والمفسدين:

وليكن الهدف من العقاب هو ردع كل مَنْ تُسَوِّل له نفسه أن يفسد أو يقدم على أي نوعٍ من أنواع الإرهاب بكل صوره، لهذا قال عثمان -رضي الله عنه-:” إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن”، أي: يمنع بالسلطان باقتراف المحارم، أكثر ما يمنع بالقرآن؛ 

لأن بعض الناس ضعيف الإيمان لا تؤثر فيه زواجر القرآن، ونهي القرآن؛ لكن متى علموا أن هناك عقوبة من السلطان، ارتدعوا، وخافوا من عقوبة السلطان لئلا يفتنهم، أو يضربهم، أو ينفيهم من البلاد، فهم يخافون ذلك!!

#خامسا: الدعاء بالأمن والأمان وصلاح الحال:

فيستحب لجميع أفراد المجتمع الدعاء في جميع الأوقات أن يرزقنا وأولادنا وأهلنا ومجتمعنا وبلادنا الأمن والأمان والاستقرار؛ فالدعاء مفتاح كل خير في الدنيا والآخرة؛ ولذلك كان يدعو النبي صلى الله عليه وسلم ربه أن يرزقه الأمن حين يمسي وحين يصبح؛

 فعن ابْنَ عُمَرَ قَالَ: ” لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ يَدَعُ هَؤُلاَءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُمْسِي ، وَحِينَ يُصْبِحُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي ، وَآمِنْ رَوْعَاتِي ، وَاحْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ ، وَمِنْ خَلْفِي ، وَعَنْ يَمِينِي ، وَعَنْ شِمَالِي ، وَمِنْ فَوْقِي ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي.” (النسائي وابن ماجة وأبوداود بسند صحيح) .

فعلينا أن نقتدي بنبينا ونداوم على هذا الدعاء صباحا ومساء ليرزقنا الله الأمن والأمان.

كما ندعو إلى حقن الدماء، وعدم ترويع الآمنين، آملين أن يستيقظ ضمير البشرية قبل فوات الأوان، لنعمل جميعا على إحلال السلام الإنساني محل الدمار والقتل والتخريب.

#نسأل_الله_أن_يجعل_بلدنا  #أمنا_أمانا_سلاما_وسائر_بلاد_المسلمين.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق