زيد بن عمرو بن نفيل هو والد الصحابي الجليل سعيد بن زيد رضي الله عنه. أحد العشرة المبشرين بالجنة. وابن عم الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه. قال عنه النبي صلي الله عليه وسلم: "دخلت الجنة فرأيت لزيد بن عمرو بن نفيل درجتين".. وزيد بن عمرو بن نفيل. أشهر الموحدين قبل الإسلام. لم يشرك بالله ولم يسجد لصنم ولم يأكل ما ذبح علي الأنصاب. سافر وارتحل بحثًا عن الله. لم تقنعه اليهودية ولا المسيحية. فعاد إلي مكة يعبد الله علي دين إبراهيم عليه السلام.. فظل حنيفيًا علي دين الخليل إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام حتي مات. وقال عنه النبي صل الله عليه وسلم: "يبعث يوم القيامة أمة وحده".
كان بن نفيل يعيش في مكة. ويري العرب في جاهلية يعبدون الأصنام والأوثان. يسجدون له ويذبحون لها الذبائح تقربًا لها من دون الله. فأنكر عليهم هذه الأفعال. بعد أن تأمل في تلك الأوثان فوجد أنها حجارة صماء لا تعقل ولا تنفع ولا تضر.
قال موسي بن عقبة سمعت من أرضي يحدث عن زيد بن عمرو بن نفيل. وكان يعيب علي قريش ذبائحهم. ويقول: "الشاة خلقها الله. وأنزل لها من السماء ماء. وأنبت لها من الأرض. لم تذبحوها علي غير اسم الله ؟".
ويُروي أن بن نفيل كان يسند ظهره إلي الكعبة. ويقول: "يا معشر قريش. ما علمت أحدًا أصبح علي دين إبراهيم غيري". وكان يقول أيضًا: "اللهم إني لو أعلم أحب الوجوه إليك. لعبدتك به. لكني لا أعلم" ثم يسجد.. وأيضًا عُرف بن نفيل أنه كان ينكر علي أهل قريش وأد البنات. وكان يحيي الموءودة. فكان ينقذ البنات ويربيهم وينفق عليهن.
مع استمرار إنكار بن نفيل لأفعال أهل مكة من عبادة للأصنام واستحلال للزنا ووأد البنات. ضيق عليه عمه الخطاب. والد الفاروق عمر بن الخطاب حتي أخرجه من مكة.. فخرج بن نفيل إلي أعلي مكة. فوكل الخطاب فيه سفهاء قريش. حتي يمنعونه من دخول مكة. فكان لا يدخلها إلا سرًا. إلي أن ضاقت به المدينة تمامًا. فقرر الخروج منها للبحث عن دين الله الصحيح.. فتوجه إلي الشام. بعد أن علم أن فيها أحبارًا ورهبانًا يقرأون الكتب السماوية السابقة. وعندهم من العلم ما يريد.. ولكنه لم يجد ضالته.. فعاد زيد بن عمرو بن نفيل إلي مكة ينتظر.
توفي بن نفيل قبل البعثة بخمس سنين. أي في عام 19 قبل الهجرة. الموافق 615م.
وكان زيد بن عمرو بن نفيل يقول: "أنا أنتظر نبيًا من ولد إسماعيل. ثم من بني عبد المطلب ولا أراني أدركه وأنا أؤمن به وأصدقه وأشهد أنه نبي فإن طالت بك مدة فرأيته فأقرئه مني السلام. وسأخبرك ما نعته حتي لا يخفي عليك".
اترك تعليق