ورد ذكر الذئب في القرآن الكريم. في سورة يوسف عليه السلام. علي لسان سيدنا يعقوب عليه السلام. حيث قال لأولاده حينما طلبوا منه أن يرسل معهم أخاهم يوسف ليرتع معهم ويلعب: "إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ * قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَة إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ" "يوسف: 13 - 14". ثم جاء علي لسانهم مرة ثانية. حيث قالوا: "يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِني لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ" "يوسف: 17".
والذئب يضرب مثلاً للحيوان الذي يقتنص الغفلات. يظهر ذلك من قول سيدنا يعقوب عليه السلام: "وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ". وفي الأمثال السائرة التي تقال في تبرئة خالي الساحة من ذنب أو جريمة. "إنه برِيء براءةَ الذِّئب من دم ابن يعقوب". ويضرب الذئب مثلاً للشيطان المتربص بالإنسان. فالنبي صلي الله عليه وسلم يقول في فضل صلاة الجماعة ولزوم رأي الجماعة: "فعليك بالجماعة. فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية. فالشَّيْطَان مسلط علي مفارق الْجَمَاعَة. كما يتسلط الذئب علي الغنمة البعيدة عن قطيعها".
وأما عن طبائعه. فالذئب من أكثر الحيوانات عواء إذا كان مرسلاً. فإذا أخذ وضرب بالعصا أو السيوف لم يسمع له صوت حتي يموت. وهو حيوان له صبر علي الجوع ما ليس لغيره. اللهم إلا الأسد. ومن عجيب أمره أنه ينام بإحدي مقلتيه. والأخري يقظي» حتي تكتفي العين النائمة من النوم فيفتحها وينام بالأخري ليحترس باليقظي. ويستريح بالنائمة.
والذئب حيوان ضار. مفترس قاس. وهو ذكي صبور شجاع. يظهر المهارة في القتال. ويبحث عن فريسته نهاراً. وينام ليلاً. ويرتاد الأماكن المنعزلة. ويمكن أن يعيش وحيداً. وهو صياد ماهر يعمل منفرداً عندما تكون الفريسة صغيرة. وقد تهاجم مجموعة ذئاب فريسة واحدة. إذا كانت كبيرة الحجم.
والذئب لا يأكل الجيفة مهما كان جوعه. وهو حيوان لا يتهجن ولا يصبح أليفاً كباقي الحيوانات المفترسة كالنمور وغيرها. وإذا يهجم علي قطيع من الغنم أو غيرها من المواشي يختار أفضل الموجود ويظل يبحث بينها حتي يجد الأفضل. وهو كثير الحركة فلا يستقر بمكان معين. ومعدل سرعته بين 40- 44 كم/ ساعة. وله نفس طويل في الجري ففي استطاعته أن يجري طول النهار دون راحة.
اترك تعليق