رغم أن مهرجان مونبلييه لسينما البحر المتوسط لم يكشف عن الكثير من برمجة دورته القادمة، باستثناء الملصق الرسمي، إلا أنه كشف في بيانا مختصرا عن تكريمه لسينما المخرج الايطالي ايتوري سكولا.
هذا التكريم لا تنطوي عليه فقط برمجة الدورة القادمة المنتظرة في 20 من أكتوبر القادم. بل بتجهيز المهرجان لمعرض تذكاري مخصص عن حياة وأفلام سكولا.
ويسبق هذا المعرض، عرض مركز "سينماد" الذي يطلق المهرجان، لواحد من أبرز أفلام المخرج الايطالي ولكن يكشف موهبته ككاتب، وذلك يوم الخميس 21 سبتمبر وهو الفيلم الكوميدي "Fantômes à Rome" للمخرج أنطونيو بيترانجيلي والذي كتب السيناريو الخاص به سكولا عام 1965. والفيلم يدور حول أشباح في روما ويعتبر حالة خاصة في مشهد الكوميديا الإيطالية بشكل عام.
سكولا الذي توفى عام 2016 عن عمر يناهز 85، كان قد قدم للسينما الأوروبية والعالمية عددا لا ينسى من الأعمال السينمائية، كان أبرزها فيلم "لنتحدث عن النساء" عام 1964 واستمر في حصد اعجاب متابعي السينما حتى اقتحم بفيلمه "قبيح وسيء" عالم المهرجانات في منتصف السبعينيات وحصد سعفة كان، ثم تلاها عشرات الجوائز التي توجت مسيرته حتى اخر فيلم "من الغريب أن تسمى فيدريكو" الذي يعتبر الفيلم رقم 42 والأخير في مسيرته، والذي عرضه قبل وفاته بثلاثة أعوام.
وكان مهرجان مونبلييه لسينما البحر المتوسط قد اختار في دورته الخامسة والأربعون، أن يضع على ملصقه الرسمي صورة لطفلة سعيدة تنظر لعدسة الكاميرا.
الملصق الذي بدا بسيطا بلا تصميم أو محتوى يتعلق بالسينما، برر المهرجان اختياره قائلين أن هناك صورا ثابتة للسينما في أذهاننا، ومطبوعة على أعيننا، ومدفونة في قلوبنا، وهي صورا خلقت وحفزت المشاعر النقية فينا.
ولكن على ملصق الدورة القادمة، تأتي هذه الصورة المشمسة للطفلة الصغيرة ذات العيون اللعوبة والابتسامة المتواضعة، التي تبدو وكأنها تتجه بثقة نحو مستقبلها وهي تنظر إلينا، نحن المتفرجين، بنظرة عارفة، هي صورة لا يمكن نسيانها.
المهرجان كشف في بيانه عن شخصية بطلة البوستر، فقالوا : تلك الطفلة هي فريدا، بطلة فيلم "صيف 93" للمخرجة كارلا سيمون، وهو فيلم يتحدث مباشرة إلى قلوبنا، وقد فاز بجائزة أفضل فيلم أول في مهرجان برلين السينمائي عام 2017. كما فازت مخرجته بجائزة الدب الذهبي عن فيلمها الثاني، الكاراس في عام 2022.
وتبرز المخرجة سيمون كقائدة لجيل جديد ومثير من السينما الكاتالونية، خاصة وهي تعتمد في مشاريعها السينمائية على تاريخ عائلتها المتجذر في الريف الكاتالوني الاسباني. هذا الريف حاضرا بقوة في مادة فيلميها الروائيين الحساسين والمؤثرين.
وفي الدورة الخامسة والأربعين من Cinemed، أو مونبلييه السينمائي، نسلط المهرجان الضوء على حيوية وإبداع السينما الكاتالونية، التي شهدت انتعاشًا حقيقيًا وحظيت بإشادة دولية خلال السنوات الأخيرة.
تتجسد هذه الموجة النسائية الجديدة في السينما الكاتالونية من خلال المخرجين والمنتجين وكتاب السيناريو والمحررين الموهوبين الذين سيتم عرضهم معًا في برمجة هذا العام التي صممها المهرجان تحت شعار "مكان العاطفة ومكان الاكتشاف".
اترك تعليق