كعادتها كل عام أوفدت وزارة الداخلية عدد من الضباط والضابطات بمختلف مديريات الأمن لإصطحاب أبناء شهداء الشرطة فى أول أيام العام الدراسى الجديد ، وإهدائهم حقائب مدرسية تحتوى على كافة متطلباتهم ، وذلك عرفانا بتضحيات آبائهم الأبطال وسيرتهم العطرة ، التي ستظل دوماً وساماً على صدور جميع رجال الشرطة يقتدون به كأروع مثال فى التضحية والفداء.
ومن ضمن أبناء الشهداء اللذين تم اصطحابهم صباح اليوم الطفل " سليم مصطفى عبيد" نجل الشهيد المقدم مصطفى عبيد خبير مفرقعات بمديرية أمن القاهرة ، والذي استشهد خلال تفكيكه عبوات ناسفة بمحيط كنيسة أبو سيفين بمدينة نصر في 5يناير 2019 ليلة احتفال الإخوة الأقباط بعيدهم .
لم يولد " سليم " في حياة والده البطل ، بل جاء إلى الدنيا بعد استشهاده بـ 40 يوما ، وبعد مرور مايقرب من الأربع سنوات وفي أول خطوة من خطوات الحياة الدراسية تلتف حوله قيادات وزارة الداخلية شأنه وجميع أبناء الشهداء ليصطحبوه من منزله إلى داخل مدرسته " اللسيه فرانسيه" ليلتحق بالصف " كي جي 1 " ، تقديرا لتضحيات الشهيد وإشعار الابن بالعزة والفخر وسط أقرانه وبين مدرسيه وبجوار لافتة كبيرة تحمل صورة الشهيد وأسمه وضعت في قلب فناء المدرسة استعدادا لتحية العلم في بداية أول أيام العام الدراسي الجديد .
ومن جانبها قدمت السيدة إيمان البنداري أرملة الشهيد مصطفى عبيد ووالدة "سليم " ، قدمت الشكر إلى وزارة الداخلية واللواء محمود توفيق على بالغ اهتمامه ورعايته لأبناء الشهداء ، وقالت لم تتخلى وزارة الداخلية يوما عن أبناء أبطال شهداء الشرطة وتحرص في كل مناسبة على التواجد تقديرا لتضحيات ودماء الشهداء .
وأضافت في تصريح خاص لـ "الجمهورية أون لاين " : اصطحاب ضباط الشرطة لنجل الشهيد من منزله حتى مدرسته في أول أيام العام الدراسي الجديد اثلج صدري وأشعر سليم بالفرح .
وكان وزير الداخلية اللواء محمود توفيق، قد منح اسم الشهيد الرائد مصطفى عبيد محمود سالم، الضابط بمديرية أمن القاهرة سابقا، رتبة مقدم استثنائيًا وذلك اعتبارا من 5 يناير 2019، ونشرت الجريدة الرسمية القرار رقم 76 لسنة 2019.
الشهيد المقدم مصطفى عبيد الأزهرى، خبير المفرقعات بمديرية أمن القاهرة، ابن قرية جزيرة الأحرار بالقليوبية، كان قد تلقى بلاغًا يفيد العثور على حقيبة تحتوي على عبوات ناسفة بجوار كنيسة أبو سيفين بعزبة الهجانة بمدينة نصر ليلة الخامس من شهر يناير 2019 ليلة احتفال الإخوة الاقباط بعيدهم .
أسرع الرائد مصطفى عبيد إلى مكان البلاغ، وفور وصوله قرر إخلاء المكان من المواطنين لخطورة العبوات الناسفة المعثور عليها، وطلب من زملائه أن يكون بالمقدمة، ثم بدأ يتعامل مع العبوات المعثور عليها، فى محاولة لإبطال مفعولها، إلا أن إحدى العبوات انفجرت فيه، وسقط غارقًا فى دمائه، مفارقًا الحياة، ليصبح أول شهيد ينال الشهادة فى عام 2019.
الشهيد الرائد مصطفى عبيد، من أسرة ساهمت فى الدفاع عن الوطن، فهو ابن اللواء أركان حرب بالمعاش عبيد الأزهرى، وجده أحد شهداء القوات المسلحة خلال العدوان الثلاثى على مصر، وبقي سليم ليخلد ذكرى البطل.
ومن جانبهم أعرب أبناء الشهداء عن فخرهم وإعتزازهم بحرص وزارة الداخلية على مشاركتهم مختلف المناسبات عرفاناً بالدور الوطنى الذى قام به آبائهم وذويهم الذين إستشهدوا دفاعاً عن أمن وإستقرار الوطن.
كما و أعرب القائمين على العملية التعليمية عن تقديرهم لحرص وزارة الداخلية على هذا التقليد السنوى لتتعرف الأجيال القادمة على تضحيات الرجال الذين قدموا أرواحهم من أجل مستقبل مشرق يملؤه الأمل والأمان.
اترك تعليق