نشر الدكتور عطية لاشين استاذ الفقه المقارن بجامعة الازهر _عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك مقال لتصحيح بعض المفاهيم التي استقرت في أذهان الناس وتحتاج إلى إعادة نظر في فهمها واستيعابها
واشار الى ان من تلك المفاهيم بعض الأحاديث التى اُستخدمت كسياط على ظهر المرأة ليوجب عليها طاعة البعض والاستجابة له مهما كانت الظروف والأحوال معتمدا في ذلك على عبارات بعض الأقدمين الذين يكتفون بمنطوق الأحاديث دون الالتفات الى مفهومها بل يرفضون أن يكون لها مفهوم أصلا .
ومن هذه الأحاديث قول النبي صلى الله عليه وسلم " إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات عليها غضبان لعنتها الملائكه حتى تصبح "
وقال يذهبون إلى أن اللعنة خاصة بالمرأة وليس على الرجل لعنة لو كان للحديث مفهوم مخالفة مشيراً الى ان إلا أن المستقر في عرف الشرع أن خطابات القرآن الكريم والسنة النبوية عامة تتوجه إلى الرجال والنساء معا فما ثبت في حق الرجال ثبت في حق النساء فما ثبت في حق النساء ثبت في حق الرجال إلا ما دل الدليل على استثنائه
فقول الله تعالى ( يا ايها الذين آمنوا ) و ( يا ايها الناس ) و ( يا بني ادم ) مقصود به الرجال والنساء على حد سواء
وكذلك ما ذكره النبي من توجيهات للزوج أو الزوجة فلهما معا.
ولفت الى ان قليلا من نصوص الشرع موجه الى الرجال خاصة كما في قوله تعالى ( ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن )
كما ان قليلا منها موجه إلى النساء خاصة كما في قوله تعالى ( والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء )
وغالب خطابات الشرع موجه إلى الرجال والنساء معا ولذلك ذكر بعض شراح الحديث أن العقوبة المذكورة في الحديث واقعة على الاثنين معا حال الإباء والممانعة قال في سبل السلام : قوله صلى الله عليه وسلم " لعنتها الملائكة " دلالة على أن منع من عليه الحق عمن هو له وقد طلبه يوجب سخط الله على المانع سواء كان الحق في بدن او مال "
وقال في شرح سبل السلام " وإذا دعا زوجته فأبت أن تجيء لعنتها الملائكة حتى تصبح وكذلك هي قال الله تعالى ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف )
واضاف انه بُناءاً على ما سبق فأن المرء لا يجد غضاضة في التأكيد على أن الإثم وعقوبته واقعان على الرجل كما هما واقعان على المرأة فالدين جاء لبني آدم رجالهم ونسائهم على حد سواء .
اترك تعليق