هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

كيف يستعيد المعلم هيبته بدون استخدام العصا ؟ أستاذ تقويم تربوي يجيب
ا.د محمد فتح الله - أستاذ القياس والتقويم التربوي
ا.د محمد فتح الله - أستاذ القياس والتقويم التربوي

تشهد العديد من الأوساط ومواقع التواصل الاجتماعي بل والكثير من البيوت المصرية حالة من الجدل بعد مطالبة برلمانية بعودة الضرب الى المدارس واستخدام العصا لاستعادة هيبة المعلم.


انقسمت الاراء بين مؤيد للرأي على اعتبار ان اجيال الماضي كلها تعرضت للضرب في المدارس واصبحت شخصيات محترمة وربما لها ثقلها في المجتمع ، واخرين رافضين للأمر متسائلين : هل نتقدم أم نتأخر؟

وما بين هؤلاء وهؤلاء لابد ان يكون الرأي الأول والأخير للعلم والعلماء ، فخبراء المجال دائما ما يطرحون الاراء العلمية التي تهدف الى "الأمثل" دائما.


قال الأستاذ الدكتور محمد فتح الله أستاذ القياس والتقويم التربوي بالمركز القومي للامتحانات ان اسلوب الضرب او العقاب البدني مرفوض تماما وان النظريات العلمية تؤكد ذلك وتشير الى استخدام اساليب تربوية أخرى للثواب والعقاب.

وحول ادعاءات البعض بأهمية استخدام الضرب من منطلق ان اجيال كاملة تعرضت له في المدارس ولم يحدث شيء ، قال الاستاذ الدكتور محمد فتح الله : انه ربما كان الضرب مناسب كوسيلة عقابية منذ عشرات السنين في الماضي ولكن لغة العصر أصبحت الان مختلفة وبالتالي فلسفة العقاب نفسها تغيرت.

و أكد الاستاذ الدكتور محمد فتح الله على اهمية اتباع مبدأ الثواب والعقاب في التربية بشكل عام والتعليم بشكل خاص بحيث يتم تعزيز السلوك الايجابي ماديا ومعنويا وتقويم السلوك السلبي او غير المرغوب كأن يخفق الطالب في الامتحان او يهمل استذكار دروسه واداء واجباته ولكن بشكل او اخر لا يكون التقويم والعقاب من خلال الضرب.

و أوضح استاذ القياس والتقويم التربوي ان تعزيز السلوك الايجابي يمكن استغلاله في تقويم السلوك السلبي بمعنى ان المعلم الذى يكافيء الطلاب المتميزين الملتزمين امام الطلاب الاخرين، يكون عدم مكافأة الطلاب غير الملتزمين والمهملين هي في حد ذاتها أحد أساليب التقويم والعقاب.


وشدد الأستاذ الدكتور محمد فتح الله على ضرورة استخدام اساليب عقابية مختلفة وفق انماط شخصيات الطلاب، فالوسيلة المناسبة لأحد الطلاب قد لا تؤدي الى نفس النتائج مع طالب اخر لان الشخصية الانسانية متفردة، لذا لابد ان يكون المعلم مدرب وعلى وعي بأنماط الشخصية لدى طلابه وأن لكل شخصية خصائصها وبالتالي لها اسلوب يناسبها في اطار فلسفة العقاب التي لا تهدف للانتقام بالطبع وانما الحد من السلوك السلبي.


واكد استاذ القياس والتقويم التربوي ان كل معلم لديه قائمة من الوسائل العقابية او تقويم السلوك السلبي وكلما لجأ لعقوبة الردع بالعنف كخيار أولي كلما كان المردود سلبي ، ولابد من التدرج في استخدام العقاب بالاضافة الى اختيار العقاب المناسب للشخصية لان الهدف النهائي هو الاصلاح والسيطرة على السلوك السلبي لدى الطلاب.

واشار الأستاذ الدكتور محمد فتح الله استاذ القياس والتقويم التربوي بالمركز القومي للامتحانات الى ان هيبة المعلم لا يتم استرجاعها من خلال الضرب او غيره من الوسائل العقابية وانما بعدة امور اخرى منها اهمية تدريب المعلم تدريب قوي ليس في المادة الدراسية فقط وانما في قدرته  ومهارته في ادارة الصف وضبط النفس ومواجهة سلوك الطلاب الجانحين بدون اللجوء الى استخدام العنف والتدريب على التعامل مع الانماط المختلفة للشخصية بالاضافة الى قدراته المهنية والعلمية ومهاراته الشخصية التي تؤهله لان يجعل من حصته الدراسية وقتا علميا ممتعا ومشوقا للطلاب، فمثل هذه المهارات التي اذا توفرت لدى المعلم في اطار من الرضا الوظيفي هي التي ستحفظ له مكانته وهيبته لدي طلابه.

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق