التربية الايجابية .. مصطلح انتشر بصورة كبيرة بين عموم الأسر خلال السنوات القليلة الماضية، وسواء اعتمدوا في معرفة ماهيته من خلال قراءة الكتب والمقالات او من خلال برامج التوعية التي يقدمها خبراء التربية ، فقد خلصت هذه الأسر الى ان التربية الايجابية تتطلب منهم اساليبا معينة تختلف كثيرا عما كان في الماضي حتى يتمكنوا من التنشئة الجيدة لأبنائهم، وبالرغم من ذلك نجد البعض ما زال يؤمن بالأساليب التربوية البالية التي انتهى زمنها بحكم التغيرات التي طرأت على الأجيال بفعل العديد من العوامل، حتى أن هؤلاء "البعض" يعتقدون في ضرورة عودة عقوبة الضرب الى المدارس من اجل تربية أفضل للأبناء.
وما بين هذا الرأي وذاك ، لا شك ان الفيصل الرئيسي في الأمر هو رأي خبراء التربية وعلم النفس لنصل الى فوائد أو أضرار الضرر كعقاب مدرسي، وهل يفضل اعادته كوسيلة عقابية في المدارس، وكيف يمكن للمدرس او المدرسة اختيار وسائل عقابية فيما عدا الضرب؟
قال الخبير النفسي الدكتور أحمد علام استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية :لابد ان نعرف ان جميع الدول المتقدمة والمتحضرة لا تقر الضرب في المدارس، بل انه حتى الدول غير المتقدمة فانها تتجه اليوم الى إلغاء هذا الأمر، ومن البديهي اننا عندما نتكلم عن النواحي التربوية فاننا نتجه للتقدم فيها وليس التأخر والعودة الى أساليب كانت تستخدم في الماضي وتوقفت كل الدول المتقدمة عن هذا الأمر.
وتابع: لابد من النظر الى الآثار النفسية التي قد يسببها الضرب، ولان الضرب غالبا لا يستخدم مع المراحل السنية الأكبر والمراهقين فانه يستخدم مع الأطفال وهو ما قد يؤدي الى الكثير من المشكلات كأن يصبح خائف وانطوائي و منعزل وعنيف وقد يستخدم نفس الأساليب مع الأطفال الاخرين لانه يرى انها الطريقة الطبيعية، كما انه قد يستخدم هذه الأساليب مع أولاده فيما بعد عندما يكون رب أسرة.
وأضاف الدكتور أحمد علام : كما أن استخدام مثل هذه الأساليب تقتل الإبداع لانها تزرع بداخله الخوف من انه قد يتعرض للضرب اذا قام بعمل أي شيء وبالتالي تصبح قناعته هي عدم فعل أي شيء.
وأشار الى ان بعض المدرسين ليسوا على مستوى عالي من التأهيل النفسي وبالتالي ممكن يستخدم هذه الأساليب في غير محلها ، فعلى سبيل المثال قد يتصرف طفل بعض التصرفات الطبيعية في مثل سنه يقابلها أحد المدرسين بأسلوب الضرب&Search=" target="_blank">الضرب لانه عقاب مُقر وقانوني.
أيضا قد يتم استخدام الثواب والعقاب في ناحية الدرجات والمذاكرة، فاذا حصل أحد الطلاب على درجة منخفضة يتم ضربه، والسبب هو اقرار شيء سيتم استخدامه بشكل سيء.أيضا في بعض الأحيان يتم الضرب بشكل مبرح أو في مكان تؤدي الى الإصابة بعاهات,
واذا كنا نتحدث الان عن العنف الأسري ونبحث أسبابه التي قد تكون التربية العنيفة أحدها، فكيف نقر شيء يؤدي إلى هذا العنف فيما بعد؟
وبالتالي نؤكد أن موضوع استخدام الضرب في المدارس غير مرغوب ومرفوض تماما ولابد من مراجعة النواحي النفسية والتربوية في الدول المتقدمة التي سبقتنا في هذا المجال ونأخذ الجيد ونستبعد مالا يناسبنا.
وحول ادعاءات البعض بأن عظماء الأجيال الماضية معظمهم ان لم يكن كلهم قد تم عقابهم بالضرب في المدرسة ، أكد الدكتور أحمد علام استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية ان أساليب التعامل اصبحت مختلفة ، الان يوجد مصطلح التربية الحديثة وهو ما يعني انه كانت توجد تربية غير حديثة، كذلك ظهر مصطلح علم النفس الايجابي ومعنى ذلك انه كان يوجد علم نفس غير ايجابي ، ومعنى ذلك ان طرق التربية قد تطورت مثلما تطور كل شيء، وبالتالي كلما ارشدنا العلم الى أمور أخرى لم تكن موجودة من قبل فلابد من التمسك بها ، أيضا لابد من الوضع في الاعتبار تناسب الأساليب لمستخدمة مع الأجيال المختلفة.واذا كان العلم قد أوضح أن هذا الضرب الذي كان يتم استخدامه هو أحد أسباب بعض المشكلات الحالية هل من المنطقي عدم الأخذ بشيء علمي لم يكن معروفا من قبل؟ ان تطور أساليب التربية الحديثة اصبح يدفعنا الى استخدام أساليب التعليم المتطورة.
وقدم الدكتور أحمد علام استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية نصائح حول أساليب العقاب التي يمكن للمعلم استخدامها وفق التربية الحديثة كالتالي:
- الدرجات والسلوك وأعمال السنة هذه هي الوسيلة التي يمكن التعامل بها مع الطالب، والطالب الذي ستبدأ درجاته ودرجات السلوك وأعمال السنة تقل سوف تؤثر على مجموعه في النهاية.
- أيضا يمكن من خلال استدعاء ولي الأمر ، عندما يجد المدرس عدم تأثر الطالب بنزول درجاته ودرجات السلوك وأعمال السنة.
- أيضا اذا لم يؤدي استدعاء ولي الأمر الى النتائج المرجوة فيمكن توجيه الانذار بالفصل.
والمقصود هنا هو استخدام التدرج القانوني في العقاب.
وأشار الدكتور أحمد علام استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية توجد طرق اخرى ليست عقابية وانما هي تندرج تحت الثواب الذي يدفع بالطالب الذي يرى اخر يحصل على درجات مرتفعة ، ايضا استخدام المكافآت التشجيعية والتي قد تكون اشياء رمزية وبالتالي عندما يرى ذلك ويتمنى ان يكون في مثل موقف الطالب الاخر وبالتالي يحاول تعديل سلوكياته.
واختتم الدكتور أحمد علم بالتأكيد على اننا لدينا الكثير من أساليب التقويم التي يمكن انتهاجها بعيدا عن استخدام اسلوب الضرب الذي لا يجب استخدامه سواء في الأسرة أو المدرسة.
اترك تعليق