أدى أعضاء المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بالمنيا خطبة الجمعة بمساجد محافظة المنيا حيث أدى كل من فضيلة أ.د داود لطفي حافظ_ بمسجد التنعيم بملوي ، فضيلة الشيخ مؤمن أمين علي _ بالمسجد الكبير بنزلة البدرمان، فضيلة الشيخ معدن فتحي علي _ بمسجد ابراهيم الدسوقي_ قرية المطاهرة أبو قرقاص، فضيلة د. محمد عبدالمطلب _ المسجد الكبير بقرية أبوعزيز _ مركز مطاي، الشيخ نصر الدين _ بمسجد أبو ضيف بملوي:
وذلك بمتابعة وتنسيق اعلامي احمد نوح الأمين العام للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر فرع المنيا وذلك بعنوان
[ حال النبى صلى الله عليه وسلم مع أصحابه ]
حيث قالوا
#أولًا: هديُ النبيِّ ﷺ مع أصحابِهِ:
لقد جعلَ اللهُ تعالى نبيَّهُ مُحمدًا ﷺ أسوةً حسنةً لنَا، فأدَّبَهُ وأحسنَ تأديبَهُ، وعلّمَهُ فأحسنَ تعليمَهُ حتى كان القدوةَ والمثلَ الأعلَى، فهو المعلِّمُ الصبورُ الشفيقُ، والزوجُ الرفيقُ، والأبُ الحنون، والمربِّي الناصحُ الأمينُ، والصديقُ الصدوقُ الذي يتسعُ صدرُهُ للجميعِ، ويحرصُ على تعليمِ كلِّ شخصٍ مِن رعيتِهِ بالليلِ والنهارِ، لا يصدُّهُ في ذلك مللٌ، ولا يوقفُهُ إرهاقٌ، ولا يصرفُهُ كثرةُ الأخطاءِ أو تكررهَا، ولا يَثنيهِ طولُ السنين عن مواصلةِ المسيرِ،
بأبِي هو وأمِّي ﷺ، ومِنْ نِعَمِ اللهِ على الأُمَّةِ الإسلاميَّةِ أيُّها الأخيارُ نعمةُ الحُبِّ في اللهِ، التي بها توثَّقتْ العَلاقةُ بينَ المسلمين منذُ بدايةِ الدعوةِ، فبعدما كانوا في جاهليتِهِم متباغضين متقاتلين، انقلبُوا بفضلٍ مِن اللهِ إلى إخوةٍ متحابِّين، قال جلَّ وعلا في شأنِهِم: {فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران: 103]، ثم جعلَ اللهُ الأُخُوَّةَ الصادقةَ دليلًا على إيمانِ العبدِ بربِّهِ، فقالَ جلَّ وعلا: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10].
كما مدحَ نبيُّنَا ﷺ المتحابِّين في اللهِ، وكشفَ عن عظيمِ ثمارِ هذا الحبِّ في الآخرةِ، فقالَ ﷺ: “سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ..” فذكر منهم: “… رَجُلانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ…” كما ذمَّ رسولُ اللهِ ﷺ التناحرَ والتخاصمَ بينَ الأصحابِ، فقالَ ﷺ: “لاَ يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلاَمِ”، فكانت الأخوةُ والصداقةُ بينَ النبيِّ ﷺ وأصحابهِ صداقةً وأخوةً لا مثيلَ لهَا على مرِّ العصورِ والأجيالِ …. وكيف لا؟ واللهُ جلَّ وعلا وصفَهُ بقولِهِ: ((لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) التوبة (128)
وكيف لا؟ ولقد صفَ اللهُ تعالى نبيَّهُ ﷺ بلينِ الجانبِ لأصحابهِ، فقالَ جلَّ وعلا: ((فَبِمَا رَحۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ وَشَاوِرۡهُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِۖ ) [آل عمران: 159)
#ثانيــــًا: هكذا كان إجلالُ وتقديرُ الصحابةِ للنبيِّ ﷺ:
لقد بلغَ حبُّ النبيِّ مُحمدٍ ﷺ في قلوبِ أصحابِهِ مبلغَهُ، حتى بلغَ حبُّهُ في قلوبهِم أعظمَ مِن حبِّهِم لأنفسِهِم وأولادِهِم والناسِ أجمعين، لذا ضحُّوا بأموالِهِم وأنفسِهِم في سبيلِ الدفاعِ عنه، ونشرِ دعوتِه ورسالتِه ، لقد أحبوهُ، لأنَّهُم يعلمُون أنَّه كان سببًا في هدايتِهِم ،وإخراجِهِم مِن الظلماتِ إلى النورِ، ومِن الضلالةِ إلى الهدى ،ومِن الشقوةِ إلى السعادةِ، ومِن الكفرِ إلى الإيمانِ، يقولُ ابنُ رجبٍ رحمَهُ اللهُ في لطائفِهِ ( لولا رسالةُ مُحمدٍ ﷺ لكان أهلُ العراقِ مجوسًا يعبدون النارَ ،ولكان أهلُ الشامِ و مصرَ نصارَى يعبدونَ عيسى، ولكان أهلُ جزيرةِ العربِ كفارًا يعبدونَ الأصنامَ ، فسيدنا مُحمدٌ ﷺ هو الذي كان سببًا في نجاتِنَا مِن النارِ، وكان سببًا في سجودِنَا للملكِ الديانِ،
كما قال تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} الانبياء 107 يتقدمُهُم أبو بكرٍ الصديق -رضي اللهُ عنه- والذي جاوزَ الخلائقَ أجمعين في محبتهِ لرسولِ ربِّ العالمين- عليه الصلاةُ والسلامُ-، فإنَّهُ لمَّا أذنَ اللهُ لرسولِهِ -عليه الصلاةُ والسلامُ- بالهجرةِ جاء إلى أبي بكرٍ، فقال: “إنَّ اللهَ قد أذنَ لي بالخروجِ والهجرةِ”، فقال أبو بكرٍ: “الصحبةَ يا رسولَ اللهِ”، قال: “الصحبةَ”. قالت عائشةُ- رضي اللهُ عنها-: “واللهِ ما شعرتُ أنَّ أحدًا يبكِي مِن الفرحِ، حتى رأيتُ أبا بكرٍ يبكِي يومئذٍ بكى فرحًا بصحبتهِ لرسولِ اللهِ ﷺ، مِن عظيمِ حبِّهِ لرسولِ اللهِ -عليه الصلاةُ والسلامُ-. (ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ) التوبة:40.
و أمَّا عمرُ فقد طاشَ عقلُهُ، ولم يصدقْ أنّ حبيبَهُ ماتَ، وكيف يعيشُ بعدَهُ، وهل للحياةِ طعمٌ دونَهُ؟ فما كان منهُ إلَّا أنْ سلَّ سيفَ الحبِّ لرسولِ اللهِ ﷺ وهو يقولُ: “مَن قالَ إنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قد ماتَ ضربتُ عنقَهُ بسيفِي هذا، إنَّما ذهبَ ليكلمَ ربَّهُ كما كلمَهُ موسَى وسيعودُ، حتى قرأَ الصديقُ -رضي اللهُ عنه- قولَ اللهِ: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ) [آل عمران:144] .
فأيقنَ أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ ماتَ، عندهَا رمَى السيفَ وخرَّ على وجهِهِ يبكِي عندَ منبرِ حبيبهِ -عليه الصلاةُ والسلامُ-. وفي غزوةِ أحدٍ بعدَ أنْ خالفَ الرماةُ أمرَ رسولِ اللهِ ﷺ، وانقلبتْ الكفةُ لصالحِ قريشٍ وشيعَ أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قد قُتِلَ، فمرَّ أنسُ بنُ النضرِ برجالٍ قد ألقُوا سلاحَهُم، فقال: “ما تنتظرون؟” قالوا: “قُتِلَ رسولُ الله ﷺ “فقال: “ما تصنعون بالحياةِ بعدَهُ؟ قومُوا فموتُوا على ما ماتَ عليه رسولُ اللهِ ﷺ-“.
#ثالثــــًا : كيف تقتدِي بهِ ﷺ في معاملتِهِ لأصحابِهِ؟
نبيُّنَا ﷺ هو قدوتُنَا وهو أسوتُنَا ومرشدُنَا وهو معلمُنَا بنصٍّ مِن عندِ اللهِ ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ الأحزاب: 21 ،الذي ينبغي علينا نقتدِي به في معاملتِهِ لأصحابهِ وأنْ نتخلقِ بأخلاقهِ ونتأسَّيِ بسنتِه ونسيرَ على نهجِه واتباعِه فيمَا أمرَ واجتنابِه فيمَا نهَى وزجر، قالَ جلَّ وعلا { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (سورة آل عمران: 31)
وها هو الحبيبُ المحبوبُ ﷺ يبيّنُ لنَا أنَّ أفضلَ الأصدقاءِ عندَ اللهِ أفضلُهُم لصاحبهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَمْرٍو بنِ الْعَاصِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ((خَيْرُ الأَصْحَابِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ، وَخَيْرُ الجِيرَانِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِه)) كيف تقتدِي بهِ ﷺ؟: شَارِكْ صديقَكَ في السراءِ والضراءِ وواسهِ وكنْ وفيًّا لهُ مقتديًا في ذلك بالنبيِّ ﷺ … أَخْلِصِ النُّصْحَ لصديقِكَ واحرصْ على مصلحتِهِ ونصحِهِ كما قالَ النبيُّ ﷺ «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» (متفق عليه..
أَحْسِنِ اختيارَ أصدقائِكَ، فالمرءُ مرآةٌ لصاحبهِ.. والصاحبُ ساحبٌ، والصديقُ قبلَ الطريقِ، كما قالَ نبيُّنَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِطُ وَقَالَ مُؤَمَّلٌ مَنْ يُخَالِل)(أخرجه أبو داود)، فكم مِن صديقٍ قادَ صاحبَهُ إلى القرآنِ؟ وكم مِن صديقٍ قادَ صاحبَهُ إلى الغناءِ؟ فكم مِن صديقٍ قادَ صاحبَهُ إلى الصلاةِ؟ وكم مِن صديقٍ قادَ صاحبَهُ إلى التدخينِ؟ وصدقَ ربُّنَا إذ يقولُ (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا (28) ) (سورة الفرقان )،
فمِن الناسِ مفاتحٌ للخيرِ مغاليقٌ للشرِّ كما قال نبيُّنَا ﷺ ففي الصحيحينِ مِن حديثِ أبي مُوسي ـ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ ـ قال: قال النبيُّ المختارُ (مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً)
شَاوِرْ أصدقاءَكَ فيما يجمعُكُم، ولا تنفردْ برأيكَ دونَهُم، فكان النبيُّ ﷺ يشاورُ أصحابَهٌ.. كن هَيِّنًا ليِّنًا ولا تتعالَ على أصدقائِكَ وتتفاخرْ عليهم، أو تزدريهِم وتسخرْ منهم.. تخَلَّقْ بأخلاقِ الإسلامِ تكنْ مقتديًا بهِ ﷺ وتكنْ خيرَ الأصدقاءِ .لتسعدَ في الدنيا والأخرةِ.
فمَن يدعِي حبَّ النبيِّ ولم يفدْ*** مِن هديهِ فسفاهةٌ وهراءُ
فالحبُّ أولُ شرطهِ وفروضهِ ***إنْ كانَ صادقًا طاعةٌ ووفاءُ
#حفظَ__اللهُ__مصرَ #قيادةً_وشعبًا مِن كيدِ الكائدين، وحقدِ الحاقدين، ومكرِ الـماكرين، واعتداءِ الـمعتدين، وإرجافِ الـمُرجفين، وخيانةِ الخائنين.
اترك تعليق