أكد سامح شكري وزير الخارجية، أهمية العلاقات المصرية الفرنسية ، واصفا اياها بأنها علاقات استراتيجية، مشيرا لوجود ارادة سياسية حقيقية توثيق العلاقات بين البلدين ومواجهة التحديات التي تواجه البلدين، موضحا أن الوزيرة الفرنسية التقت الرئيس السيسي لبحث سبل تعزيز العلاقات في كافة المجالات
وقال وزير الخارجية في مؤتمر صحفي مشترك مع نظريته الفرنسية كاترين كولونا بقصر التحرير، أن المباحثات تطرقت لسبل تعزيز العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والقضايا الاقليمية في الشرق الأوسط وليبيا، متقدما بالتعازي لليبيا والمملكة المغربية جراء الاعصار والزلزال التي ضرب البلدين.
وأشار وزير الخارجية إلى أن المباحثات تطرقت للوضع في الساحل والصحراء والوضع في سوريا والعراق، مؤكدا وجود توافق في الرؤى للتوصل بين مصر وفرنسا للوصول لحلول للمشكلات التي تواجه المنطقة، معربا عن تطلع مصر الكامل لتعزيز وتوثيق التعاون مع فرنسا في القطاع الثقافي والتعليمي، موضحا أن المشاورات ستكون مستمرة بين البلدين، معبرا عن تطلع مصر لزيارة رئيس فرنسا ايمانويل ماكرون إلى مصر.
و أكد وزير الخارجية وجود رغبة مشتركة لتعزيز التعاون بين مصر وفرنسا، موضحا ان العلاقة الاقتصادية مميزة وحجم الاستثمارات الفرنسية كبير، مشيرا إلى أن اجتماع باريس منذ أشهر تناول قضية الخروج من الأزمة الاقتصادية ومنها تخفيف الديون واصلاح عمل المؤسسات الدولية، مشيرا إلى أن فرنسا تستطيع أن تحفز هذا الامر من خلال دعمها لمصر في المؤسسات الدولية وعضويتها في الاتحاد الاوروبي، لافتا إلى أن الحوار سيبقى قائم بين القاهرة وباريس خلال الفترة المقبلة لبحث سبل تطوير العلاقة بين البلدين.
من جانبها، أكدت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا على أهمية العلاقات المصرية الفرنسية، متوجهة بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على الاستقبال، حيث جرت مباحثات مشتركة حول عدد من المجالات، مشيدة باستراتيجية الرئيس عبد الفتاح السيسي ودوره في مكافحة ظاهرة تغير المناخ، موضحة أن مصر شريك مهم واستراتيجي لفرنسا وأوروبا
وقالت إن مصر قوة إقليمية وقوة اعتدال وتسعى للحلول، مشيدة بدور مصر في محاولة إرساء الاستقرار والسلام فى المنطقة وتحديدا بالشرق الاوسط، مشددة على أن فرنسا ستظل شريك لمصر في إطار التعاون المشترك.
وأشارت وزيرة خارجية فرنسا إلى وجود تحديات وتوترات أخرى يبقى أن يتم مواجهتها بين مصر وفرنسا بشكل مشترك، موضحة أن هناك تداعيات كبيرة للحرب الأوكرانية على كافة دول العالم، مؤكدة أن نتائج الأزمة الأوكرانية الروسية لها تداعيات في ارتفاع الأسعار وخاصة الطاقة وتأثير ذلك على الأمن الغذائي، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يدعم مصر لتحقيق الأمن الغذائي، داعية الجانب الروسي لوقف الحرب فى أوكرانيا وضرورة ضغط الدول لتحقيق ذلك.
أشارت الوزيرة الفرنسية إلى أن بلادها تقدر التحرك المصرى الداعم لفرنسا لتوفير الغاز والطاقة العام الماضي، متوجهة بالشكر والتقدير لمصر ودورها الكبير في المنطقة، لافتة إلى أن العلاقات السياسية ممتازة وأيضا على الصعيد الاقتصادي وهناك شركات عدة تستثمر في مصر، موضحة ان فرنسا تشارك في دعم مصر بمشروع مترو الأنفاق.
وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية إن فرنسا مستعدة لدعم مصر في حوارها في المؤسسات الدولية ومرافقتها في ذلك لحل الازمة الاقتصادية، موضحة أن بلادها على استعداد على الحوار حول موضوع الديون، كما أن فرنسا مستعدة لزيادة الاستثمار في البلاد.
وحول الوضع في السودان أكد وزير الخارجية أن اجتماع وزراء خارجية دول جوار السودان في تشاد تهدف لمعالجة الازمة والاتصال على المستوى السياسي، موضحا أن هناك تطابق بين مصر وفرنسا في الرؤى بشأن أهمية وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات وإطلاق الحوار الوطني بين كل مكونات الشعب السوداني، مشددا على ضرورة وضع خارطة طريق في المستقبل لمعالجة الأزمة.
أوضح وزير الخارجية أن دول جوار السودان، مشيرا إلى خارطة الطريق التي أطلع عليها قادة الدول سيتم مناقشة آلية تنفيذها على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، واصفا الاجتماع بالهام جدا في ظل وجود ضرورة ملحة على أهمية التنسيق بين الآلية مع المجتمع الدولي في هذا الصدد.
فيما شدد وزير الخارجية على ضرورة أن يكون هناك تنسيقا بين آلية دول جوار السودان مع الدول الاخرى والأطراف الفاعلة ومنها مجموعة الايجاد ومنصة جدة، موضحا أن لكل منهم القدرة للتعامل مع القضية لتحقيق الهدف المشترك.
على جانب اخر، أكد وزير الخارجية أن مصر تستورد 10 مليون طن من القمح بصورة تعتمد بشكل كبير على القمح الروسي، مشيرا إلى أن المواد الغذائية الاخرى كانت تعتمد مصر فيها على اوكرانيا ، مشددا على أهمية توفير الامن الغذائي للشعب المصري وقد وفرت اوكرانيا وروسيا احتياجات الشعب المصري من القمح والمواد الغذائية
واضاف ان مصر رحبت باتفاق الحبوب وايجاد ممر من البحر الأسود وكانت مصر تتطلع بأن تفي هذه المنظومة احتياجاتها، معربا عن أمله أن يكون هناك نهاية للحرب والتوصل لاتفاق حل الازمة الروسية الاوكرانية سياسيا.
وأوضح وزير الخارجية أن مصر تبذل جهودا لحل الأزمة الأوكرانية -الروسية فهي عضو في مجموعة الاتصال العربية التي زارت روسيا وأوكرانيا، لمعالجة الأزمة وايجاد حل لها وبحث سبل تخفيف العبء عن دول أوروبا بتوفير احتياجاتها من الطاقة والأسمدة، مضيفا "ستظل في انتهاج سياسة تدعم الحلول السياسية والدبلوماسية وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة."
اترك تعليق