الخبراء: المشكلة السكانية عبء علي الاقتصاد القومي

الاستراتيجية القومية للسكان عبارة عن مجموعة من السياسات والإجراءات التي تهدف إلي تحقيق التوازن بين نمو السكان والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. يتم تنفيذ هذه الاستراتيجية بهدف تحقيق التنمية المستدامة وتقليل الآثار السلبية علي الصحة والتعليم والفقر.

ولتحقيق هذه الاستراتيجية والحد من تأثيرها السلبي علي المواطنين. يجب اعتماد أساليب وإجراءات متعددة. منها توعية السكان: تشمل التوعية بأهمية التنظيم الأسري والصحة الإنجابية. وكيف يمكن للأسر تحقيق التوازن بين حجم الأسرة والموارد المتاحة.وتوفير خدمات الصحة والتعليم: ضمان توفر خدمات الرعاية الصحية والتعليم عالي الجودة وبأسعار معقولة لجميع الفئات الاجتماعية للمساهمة في تحسين صحة المواطنين وزيادة مستويات التعليم.

وتشجيع التخطيط الأسري: تقديم الدعم للأسر في تنظيم حجم أسرهم وتحقيق التوازن بين الأطفال والموارد.ودعم البحث والتطوير: تعزيز البحث العلمي وتطوير تكنولوجيا التنظيم الأسري والصحة الإنجابية.والتشريعات والسياسات: وضع تشريعات وسياسات تشجع علي تنفيذ الاستراتيجية وتعزز من مشاركة الجميع في هذا الجهد.تعزيز الوعي الاجتماعي: تشجيع المجتمعات علي دعم وتبني الاستراتيجية وفهم الأثر الإيجابي للتنمية المستدامة.بتنفيذ هذه الخطوات. يمكن تحقيق الاستراتيجية القومية للسكان والعمل علي تقليل تأثيرها السلبي علي الصحة والتعليم والفقر. مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة ورفاهية المواطنين.

يقول اللواء خيرت بركات رئيس جهاز الإحصاء أن عدد سكان مصر تضاعف 3 مرات منذ عام 1897 وكان أول تضاعف خلال 50 سنة. ومع تزايد أعداد المواليد تضاعف العدد خلال 29 سنة فقط ثم حدث التضاعف الثالث خلال 30 سنة. ومع استمرار في الإرتفاع في عدد السكان في ظل معدلات الإنـجاب الحالية المرتفعة والتي وصلت إلي "3.4 مولود لكل سيدة" سيصل عدد السكان الي 192 مليونا عام 2052. أما في حالة زيادة تفعيل برامج تنظيم الأسرة والمبادرات المختلفة الخاصة بتوعية المجتمع وتكثيف وتكاتف جهود جميع أجهزة الدولة المعنية والمجتمع المدني ليصل معدل الإنـجاب إلي 2.1 مولود لكل سيدة سيصل عدد السكان الي 143 مليونا عام 2052 أي بفارق عدد 50 مليون نسمة "وهو يساوي عدد سكان العديد من الدول" وبلغ عدد السكان 101 مليون نسمة بالداخل يوم 2020/10/3 وقد تحققت زيادة المليون الأخيرة خلال 235 يوما " سبعة أشهر و25 يوما"» حيث وصل عدد السكان 100 مليون نسمة يوم 11/2/2020. ويلاحظ تزايد الفترة الزمنية التي تتحقق فيها زيادة سكانية بمليون نسمة خلال الفترة"2018-2020" وهو ما يعني استمرار الإنخفاض في أعداد الزيادة السكانية.

أضاف اللواء خيرت بركات أنه لاحظ انخفاض أعداد المواليد والزيادة الطبيعية خلال الخمس سنوات الأخيرة مقارنة بالأعوام السابقة وقد انخفضت اعداد المواليد خلال عام 2019 مقارنة بعام 2018. حيث بلغ عدد المواليد 2,31 مولود عام 2019 مقابل 2,38 عام 2018 كما يلاحظ إنخفاض أعداد الزيادة الطبيعية خلال عام 2019 مقارنة بعام 2018. حيث بلغت أعداد الزيادة الطبيعية 1,76 نسمة عام 2019 مقابل 1,82 عام 2018 أيضاً تلاحظ إنخفاض معدل النمو السكاني إلي" 1.79% " في عام 2018 / 2019 مقارنة "2.02%" بعام 2017/ 2018 كما يـــلاحظ أيضاً إنخفاض معدل الزيادة الطبيعية "الفرق بين المواليد والوفيات"خلال "الخمس سنوات الأخيرة "وقد بلغ معدل الزيادة الطبيعية 1.78% عام 2019 مقابل 1.87% عام 2018 بإنخفاض قدره "0.09%". وسجلت محافظة القاهرة أكبر عدد مواليد خلال عام 2019 . حيث بلغ عدد المواليد بها 211.2 ألف مولود.

بينما سجلت محافظة بورسعيد أقل عدد مواليد خلال عام 2019 حيث بلغ عدد المواليد بها 12.4 ألف مولود كما تبين أن جمالي عدد المواليد من أكبرالمحافظات السبعة "1.2مليون مولود" وهو يمثل أكثر من نصف عدد المواليد الإجمالي حيث بلغت نسبتها ان أكبر معدل زيادة طبيعية عام 2019 في محافظات سوهاج "2.46%". أسيوط "2.38%". قنـــا "2.35%". المنيا "2.33%". بني سويف"2.19%". كفر الشيخ"2.03%. ". الأقصر "2.02%" .

 كان أقل معدل زيادة طبيعية في محافظات بورسعيد"1.03%". القاهرة "1.23%". الإسكندرية "1.27%". دمياط "1.39%". الدقهلية"1.45%". السويس"1.45%". الغربية"1.46%"وسجلت مراكز السنطة "الغربية " وقليوب "القليوبية" وطلخا "الدقهلية" والقرنة "الأقصر" وفارسكور "دمياط" وأجا "الدقهلية" وبيلا "كفر الشيخ" أقل معدل

وتعتبر الزيادة السكانية أهم التحديات التي تواجه عملية التنمية في مصــــــر وإذا استمرت معدلات الزيادة في عدد السكان لنفس معدل الخصوبة الحالي دون جهود مثمرة حقيقية ومن المتـــوقع أن يصـــل عـــدد السكـــان إلي 192مليون في عام 2052.أما في حالة تكثيف جهود الدولة الشاملة لخفض معــــدل الخصــوبـــة سيصـــل عــدد السكان إلي 143 مليون نسمة فــي نفــس الفترة أي بفارق 50 مليونًا وهو يساوي"عدد سكان العديد من الدول" رغم ان المساحة الكلية لمصر حوالي مليون كيلو متر مربع إلا ان السكان يرتكزون في 7.8% من جملة المساحة الكلية في الشريط الضيق لوادي النيل والدلتا ويترتب علي ذلك ان مصر اصبحت تعاني كثافة سكانية عالية في المناطق المأهولة.وتؤدي الزيادة السكانية الي إنخفاض الخصائص السكانية المختلفة مثل ارتفاع معدل الاميه والتسرب من التعليم وبالتالي ارتفاع نسبة البطالة وإرتفــــــاع معــــــدلات الفقـر.

يقول الدكتور الحسين حسان خبير التطوير الحضاري والتنمية المستدامة ان استضافة مصر لمؤتمر السكان العالمي تاتي من اهمية قضية الزيادة السكانية التي هي أحد أهم التحديات التنموية التي تواجهها الدولة وذلك لما يصاحب الزيادة السكانية المتسارعة من تأثيرات سلبية وضغوط اقتصادية واجتماعية ناتجه عن اتساع الفجوة بين الاحتياجات السكانية وحجم الموارد الاقتصادية المستغلة مما يؤدي إلي تراجع نصيب الفرد من العائد من جهود التنمية وثمار النمو الاقتصادي ويتضمن المؤتمر اليات تطبيق الحوكمة الرشيدة في كبح الزيادة السكانية وقد بدأت مصر في تطوير منظومة الحوكمة في العديد من المحافظات بتكلفة تجاوزت 12 مليار جنيه حتي كان اخرها الرقمي القومي للعقارات لمعرفة الكثافات السكانية لتقديم خدمات ومشروعات تتلاءم مع هذه الكثافات ومن ضمن اهداف المؤتمر تاثير التغيير السكاني علي الصحة والموارد والذي يعد الهجرة من الريف الي المدينة هي احد اسبابة وهي مؤثر مهم في التغير السكان ولها تاثير الهجرة علي حجم السكان وصحتهم بشكل كبير.