الاستعانة بالحيوانات كأبطال في الأعمال السينمائية بالتأكيد تجربة محفوفة بالمخاطر. اما أن تبدع بشكل غير طبيعي وتنجح مع الجمهور. واما أن يصبح مصيرها الفشل وبالتالي سقوط الفيلم. وخسارة منتجيه ووصمة عار لأبطال العمل من البني آدمين!
فيلم "هوت تو تروت" الذي من الجائز لنا أن نطلق عليه اسم "الحصان الناطق" كان من النوعية الثانية. فحل كمصيبة كبري علي صناع العمل. وذلك باعتراف بطل الفيلم نفسه الممثل والمؤلف والمخرج بوبكات جولدثويت. خلال تصريحاته الأخيرة بمناسبة مرور 35 عاما علي أول عرض للفيلم في أغسطس 1988!
أسوأ فيلم كوميدي علي الاطلاق. هكذا اجتمع رأي الجمهور والنقاد بل وصناع الفيلم نفسه! فقد ترشح بطل الفيلم للقب أسوأ ممثل في العام 1988. وترشح الفيلم للقب أسوأ صورة!
يلعب جولدثويت في الفيلم دور المراهق فريد تشاني. الذي يسعي زوج أمه القاسي "دابني كولمان" الي اجباره علي ترك أعمال الوساطة المالية. ولكن والدته الراحلة أوصت له بحصان فائق الذكاء يُدعي "دون" يفهم في سوق الأوراق المالية. وقادر علي التحدث!
ووفقًا لجولدثويت. فان صناعة الفيلم في حد ذاتها لم تكن تجربة جيدة أيضًا. خاصة عندما رأي الطريقة التي يُعامل بها شريكه في البطولة وهو الحصان ويكشف عن أسوأ ذكرياته عندما كان يشاهد أفراد طاقم العمل يضربون الحصان بالعصا علي فمه لجعله يحرك شفتيه كما لو كان يتحدث! يعترف جولدثويت قائلاً: "لقد كان الأمر فظيعاً. ما ذنب هذا الحصان المسكين ليتعرض لكل هذا الألم! والأكثر من ذلك أنه بدأ يربط بين وجودي في المشهد وبين ما يتعرض له من ضرب. فبات ظهوري أمامه يعني بالنسبة له معاملة قاسية ولون من العذاب"!
وسرعان ما اكتشف جولدثويت خطرًا آخر يأتي من التمثيل أمام الحصان: وهو فترات الراحة غير المتوقعة من الحصان. ويتذكر قائلاً: "كان ذيل الحصان يرتفع قبل أن يضطر الي التخلص من النفايات في معدته. وكان هناك راعي خيول يُدعي كوركي يمسك بمجرفة حتي لا تسقط النفايات علي الأرض أبدًا."
وأخيرًا يتذكر جولدثويت توقف تصوير الفيلم لأيام بعد اصابة الحصان دون بالاسهال! حقاً لقد كان الفيلم الأسوأ في كل شيء.
اترك تعليق