تنطلق القمة الـ 15 لمجموعة "بريكس" في العاصمة جوهانسبرج تحت عنوان "بريكس وإفريقيا.. شراكة من أجل النمو المتسارع والتنمية المستدامة والتعددية الشاملة"، اليوم الثلاثاء، والتي تستمر لمدة 3 أيام، وتضم "بريكس" البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، وستبحث عدة ملفات رئيسية في مقدمتها انضمام دول أخرى إلى المجموعة، بالإضافة إلى تعزيز استخدام العملات المحلية في التجارة بين الدول الأعضاء.
يشارك في القمة قادة 4 دول الأعضاء، وهم: الرئيس الصيني شي جين بينج، والرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ورئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، بينما يشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عبر تقنية الفيديو، في حين يرأس الوفد الروسي المشارك في القمة وزير الخارجية سيرجي لافروف، وتمت دعوة قادة 67 دولة، و20 ممثلا لمنظمات دولية، وذلك بحسب وزيرة خارجية جنوب إفريقيا ناليدى باندور.
يضم تحالف "بريكس" حاليا البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، ويهدف إلى أن يصبح "بريكس بلس" ليستوعب العديد من الأعضاء الجدد.. ولا يزال يتعين على الدول الأعضاء الاتفاق على معايير القبول، كما لا يزال من غير الواضح متى سيتم إدراج دول إضافية.
يأتي اجتماع قمة "بريكس" وسط اهتمام دولي لافت بالتجمع الذي بات ينظر إليه كتجسيد لمساعي الكثير من القوى الدولية لبناء عالم متعدد الأقطاب، وإنهاء هيمنة الولايات المتحدة على قيادة العالم.
يتصدر جدول أعمال المجموعة، تعميق استخدام العملات المحلية فى التجارة بين الدول الأعضاء فى القمة، كما ستركز المحادثات على قضايا من بينها إنشاء نظام مدفوعات مشترك، ومن المرجح تشكيل لجنة فنية لبدء النظر فى إصدار عملة مشتركة محتملة، وذلك بحسب تصريحات سفير جنوب إفريقيا لدى مجموعة "بريكس" أنيل سوكلال.
أوضح أنيل سوكلال، سفير جنوب إفريقيا لدى "بريكس"، أن المجموعة لا تهدف إلى مكافحة "الدولرة"، لافتا إلى أن "التداول بالعملات المحلية سيكون حاضراً على جدول الأعمال بقوة، في حين ليس في جدول الأعمال بند يتعلق بإدراج موضوع التصدي للدولرة".
قمة "بريكس" ستناقش 5 قضايا مهمة خلال انعقادها لمدة 3 أيام.. وهي كالتالي:
1- توسيع دائرة العضوية
يأتي توسيع عضوية "بريكس" التي تضم حالياً البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، على رأس جدول الأعمال بعد تنحيته جانباً في القمم السابقة.. حيث تشكلت المجموعة في عام 2009 وانضمت إليها جنوب إفريقيا في 2010، وتوجد حاليا 23 دولة أخرى تسعى للانضمام إليها، بما فيها إندونيسيا والمملكة العربية السعودية ومصر.
يعارض موضوع توسيع دائرة العضوية، كل من الهند والبرازيل.. لأن الهند تتخوف من أن تصبح المجموعة ناطقة باسم جارتها القوية بكين، وسط توتر حدودي بين البلدين.. إضافة إلى أن البرازيل حذرة من استعداء الغرب، ولكن موقفهما بدأ يلين قليلا بعد اقتراح فرض شروط للانضمام بناء على معايير يتم الاتفاق عليها.
2- العملة المشتركة
يعيد التكتل إحياء فكرة تقليص هيمنة الدولار على نظام المدفوعات الدولية، وهي الفكرة التي طرحت للمناقشة في القمم السابقة.. حيث عاد النقاش ليبرز من جديد بعد رفع أسعار الفائدة الأمريكية وغزو روسيا لأوكرانيا، مما أدى لارتفاع العملة الأمريكية، ومعها تكلفة السلع المقومة بالدولار.
تشمل الاقتراحات التي تخضع للنقاش، زيادة استخدام العملات الوطنية للدول الأعضاء في التجارة، وإنشاء نظام دفع مشترك.. حيث ينظر إلى هدف إنشاء عملة مشتركة على أنه مشروع طويل الأجل.
3-بنك التنمية الجديد
زادت المبادلات التجارية بين أعضاء "بريكس" 56% لتصل إلى 422 مليار دولار على مدى السنوات الـ5 الماضية، في حين يعادل مجموع الناتج المحلي الإجمالي الاسمي للأعضاء، والبالغ 25.9 تريليون دولار، 25.7% من الناتج العالمي، بحسب بيانات المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو.
ستقدم ديلما روسيف، رئيسة بنك التنمية الجديد ومقره في شنغهاي، خلال الاجتماع، آخر التحديثات بشأن خطط تنويع مصادر تمويله.
أُنشئ بنك التنمية الجديد في عام 2015 ليكون بديلاً عن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وقد أعاقته العقوبات الغربية على روسيا -العضو المؤسس- بعد غزوها لأوكرانيا.
4-أوكرانيا
سيكون الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ قبل 18 شهرا على جدول الأعمال.. ظلت دول "بريكس" متماسكة في الغالب منذ الحرب، حيث صوتت البرازيل فقط لصالح قرار للأمم المتحدة في فبراير يدعو إلى إنهاء الصراع ويطالب روسيا بالانسحاب، بينما امتنعت الصين والهند وجنوب إفريقيا عن التصويت.. حيث قال لولا دا سيلفا إنه يريد من المجموعة المساعدة في إحلال السلام، فيما تقود جنوب إفريقيا مبادرة إفريقية لإنهاء القتال.
5-الأمن الغذائي
تلحق أسعار الغذاء المرتفعة الضرر بمليارات الأشخاص من أفقر الناس في العالم، وسيكون الأمن الغذائي على جدول أعمال قمة جنوب إفريقيا في ظل الإجراءات التي اتخذتها الهند وروسيا والتي فاقمت الوضع.
زادت الهند -التي تمثل 40% من تجارة الأرز في العالم- من القيود على الصادرات لحماية سوقها المحلية. وانسحبت روسيا من المبادرة التي تضمن المرور الآمن لصادرات الحبوب الأوكرانية، والتي كانت مثالاً نادراً للتعاون خلال الحرب.
يعتبر الأرز عنصراً حيوياً للوجبات الغذائية للآسيويين والأفارقة، حيث يسهم بنسبة 60% من إجمالي السعرات الحرارية التي يتناولها الناس في القارتين.
جولدمان ساكس: "بريكس" سيكون لها وزن بانضمام دول أخرى للمجموعة
قال جيم أونيل، الاقتصادي البارز والمخضرم في مجموعة جولدمان ساكس، إن انضمام دول إلى مجموعة "بريكس" سيكون مهماً اقتصادياً خاصة إذا كانت المملكة العربية السعودية واحدة منها، وبخلاف ذلك، من الصعب رؤية أهمية التكتل.
أضاف أونيل في مقابلة على تلفزيون بلومبرج: "أعتقد أن انضمامهم -والذي أتخيله أن أي إضافة ستشملهم- هو صفقة كبيرة جداً".. مشيرا إلى أن توسيع عضوية مجموعة "بريكس" يأتي على رأس جدول أعمال القمة التي تستضيفها جنوب إفريقيا هذا الأسبوع في العاصمة التجارية جوهانسبرج.
اترك تعليق