يعتقد كثير من المسلمين أن الزهد في الملبس وعدم الإسراف فيه دليل على كمال إيمان صاحبه وأن الاعتناء به دليل على نقص في الإيمان فهل هذا الاعتقاد تؤيده النصوص الشرعية
سؤال اجاب عليه الدكتور عطية لاشين استاذ الفقه المُقارن بالازهر الشريف قال فيه
إن للإنسان ظاهرا وباطنا جاء النص عليهما في آية من كتاب ربنا عز وجل قال فيها سبحانه "يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ"سورة الأعراف - الآية 26
فالذي يستر ظاهر الإنسان ويخفي سوأته ولا يظهر عوراته الثياب وقد رغب الإسلام المسلم في ارتداء من الثياب أجمل وانظفه وأجدده
وقد استند فى ذلك على ما رواه مسلم فى صحيحة عن النبى صل الله عليه وسلم " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قال رجل يا رسول الله إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة أيكون ذلك من الكبر ؟ قال الرسول صلى الله عليه وسلم إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس "
وبين انه إذا كان الثياب يستر ظاهر الإنسان فإن التقوى كذلك ستر لعيوب باطنه وتقيه من الشرور والآثام وتضفي عليه بهاء وجمالا يرفعه إلى أعلى الدرجات ويسمو به إلى أرقى المراتب العليا ت فمن تعرى منه أي من التقوى فهو العاري حقا وإن تسربل بأفخمالثياب ٠
واشار الى ان المرء قد يكون متواضعا في ثيابه زاهدا في جديده ولكنه يحمل قلبا أقسي من الحجارة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله ويخفي باطنه نفسا غاية في السوء يضمر الغل والحقد والحسد لعباد الله وقد يتجمل المرء بأحسن الثياب وأفخرها وأجملها وأفخمها وقلبه أرق من النسيم ممتليء إيمانا يناطح به السحاب ويمتطي به السماء _ ويقول أحد الصالحين : البسوا ثياب الملوك وأحيوا قلبكم بالخشية٠
اترك تعليق