اجتمع قادة جيوش المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس"، على مدار يومين ، الخميس والجمعة الماضيين، فى العاصمة الغانية أكرا، لتنسيق تدخل عسكري محتمل في النيجر، يهدف إلى استعادة النظام الدستوري في البلاد، بعد الإطاحة بالرئيس محمد بازوم.
مجموعة غرب إفريقيا بدأت تفعيل القوة الاحتياطية.. ونيجيريا نقطة الإنطلاق
وكرر القادة العسكريون لـ "إيكواس"، استعداهم للتدخل العسكري في النيجر، لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى منصبه، فيما وصفوه بأنه رهينة. وأكد القادة العسكريون، في اجتماعهم أن التدخل العسكري هو الحل الأخير إذا فشلت الجهود الدبلوماسية في حل الأزمة بالنيجر.
ودعا دومينيك نيتيول، وزير الدفاع الغاني، القادة العسكريين في إيكواس، إلى إعداد قواتهم للتدخل في النيجر لإعادة بازوم.
وعشية اجتماع قادة جيوش إيكواس، أعلنت المجموعة بدء تفعيل القوة الاحتياطية من أجل استعادة النظام الدستوري في النيجر.
ومطلع أغسطس الجاري، اعتمد المشاركون في اجتماع طارئ لرؤساء الأركان العامة للقوات المسلحة لدول "إيكواس" عُقد في أبوجا، خطة في حالة التدخل العسكري في النيجر.
وتمارس دول "إيكواس" ضغوطًا كبيرة إلى جانب دول غربية ضد منفذي الإطاحة برئيس النيجر، محمد بازوم، لإعادته إلى منصبه.
وبعد 4 أيام من الإطاحة ببازوم في 26 يوليو الماضي، قرر قادة "إيكواس" التعليق الفوري لجميع التبادلات التجارية والمالية مع نيامي، وتجميد أصول منفذي الإطاحة بـ"بازوم".
وأمهلت المجموعة منفذي الإطاحة ببازوم، مهلة أسبوعًا انتهت الأحد قبل الماضي، لتلبية مطالبهم، وإلا ستقوم المجموعة باتخاذ كل الإجراءات الضرورية، منها استخدام القوة.
وعقد قادة إيكواس قمة طارئة ثانية بخصوص النيجر، الخميس قبل الماضي، في العاصمة النيجيرية أبوجا، خلصت في بيانها الختامي إلى منح الأولوية للدبلوماسية، مع عدم استبعاد أي خيار لحل أزمة النيجر بما في ذلك استخدام القوة باعتباره ملاذًا أخيرًا. وفعَّلت المجوعة الإفريقية قوة عسكرية احتياطية، قالت إنها ستنشرها كملاذ أخير إذا لم تنجح المحادثات.
وأمام هذا الضغط والتهديد باستخدام القوة من قبل إيكواس، قال المجلس الانتقالي في النيجر، إنه منفتح على المحادثات لتسوية الوضع. لكنه لا يزال يعتقل الرئيس المعزول محمد بازوم، وقال إنه سيحاكمه بتهمة الخيانة العظمى، وهو ما يُنظر إليه على أنه مؤشر على عدم رغبة المجلس في السعي إلى مسار سلمي للخروج من الأزمة، ويزيد احتمالات التدخل العسكرى هناك.
ومع أنه لم يتضح بعد كم من الوقت سيستغرق جمع قوة "إيكواس" وكم سيكون حجمها. تشير تقديرات إلى أن القوة العسكرية للتدخل المحتمل في النيجر، قد تضم ما يصل إلى 5 آلاف جندي من دول من بينها نيجيريا وبنين وكوت ديفوار والسنغال.
وكشف رئيس كوت ديفوار الحسن وتارا، مؤخرا، أن بلاده ستساهم بكتيبة من 850 إلى 1100 جندي، وأن نيجيريا وبنين ودولًا أخرى ستشارك أيضًا، دون مزيدٍ من التوضيح.
وقد أبدت دول نيجيريا والسنغال وكوت ديفوار وغانا وبنين استعدادها للحل العسكري في النيجر، فيما تعارض مالي وبوركينا فاسو هذا الخيار، واعتبرتا استخدام القوة في النيجر بمثابة إعلان حرب عليهما.
ومن الواضح أن أي تدخل عسكري من "إيكواس" سيعتمد بشكل كبير على نيجيريا، التي لها حدود بطول 1600 كيلومتر مع النيجر، إضافة إلى إمكاناتها البشرية والعسكرية الكبيرة؛ إذ يتألف الجيش النيجيرى من 223 ألف فرد، فضلًا عن امتلاكه طائرات ومقاتلات حديثة.
وأبدت "بنين" الجارة الجنوبية للنيجر، استعدادها لإرسال قواتها إلى النيجر، متى جاء القرار الأخير من "إيكواس". ويتكون جيش بنين من 5 آلاف فرد، وتحتل المرتبة 144 على مستوى العالم.
والجيش السنغالي يبلغ تعداده 17 ألف مُقاتل، وهو يحتل المرتبة رقم 125 على مستوى العالم، وأكدت عيساتا تال سال، وزيرة خارجية السنغال، أن بلادها ستشارك في التدخل العسكري.
وتدعم باريس التدخل العسكري في النيجر، لحماية مصالحها الاقتصادية ونفوذها بغرب إفريقيا، ولديها هي والولايات المتحدة نحو 2500 جندي علاوة على قوات الاتحاد الأوروبي وضمنها ألمانيا، وكل ذلك من الممكن مشاركته في التدخل العسكري.
اترك تعليق