هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

من يبدأ بالصلح.. الزوج أم الزوجة ؟.. الخبراء يجيبون

الخبراء: الأزمات تتفاقم بالعناد والكبر علي الطرف الآخر. ورصيد المودة ينهي الخصومة فوراً

د.حسين جمعة: من أخطأ يعتذر ليس في ذلك انتقاص بل احترام وحب وتقدير 

د.أحمد علام: تغافلوا عن أخطاء بعض فلسنا أنبياء ولا صحابيات

رضوي غريب:حديثان للرسول الكريم يحلان المشكلة بين الطرفين

لا تخلو البيوت من الخلافات الزوجية فكل من الزوج والزوجة يكون له تركيبة نفسية وطباع مختلفة. ومن الوارد حدوث اختلافات في وجهات النظر فيما يتعلق باي موضع. ولكن المشكلة عندما يتحول الاختلاف إلي خلاف بين الطرفين ويتطور الأمر إلي صدام ثم خصام قد يستمر أياماً ويزد من الفجوة بينهما أن كل طرف يتخيل أنه علي صواب ويرفض التنازل أو الاعتذار عن الخطأ الذي ارتكبه. أو حتي البدء بالصلح حتي تستمر الحياة بسبب الكبر والعناد والكرامة.


الخبراء قدموا نصائح مهمة لكلا الزوجين لتجاوز الخصام وحددوا من الذي يبدأ بالصلح في هذا التحقيق المهم.

البادئ أفضل

د.حسين جمعة "أستاذ علم اجتماع الأسرة بجامعة قناة السويس" يقول إن الخلافات الزوجية أمر طبيعي ومطلوب في الحياة الزوجية لأنه بمثابة تجديد للحب وترسيخ المودة بين الزوجين. ومسألة من يبدأ بالصلح في حاله وجود أي خلاف تعتمد علي من أخطأ اولاً. فإذا كان الزوج هو من أخطأ فعليه مصالحة الزوجة فوراً والعكس كذلك بالنسبة للزوجة اذا اخطأت يجب عليها الاعتذار للزوج.

أوضح أنه علي الطرفين عدم الخجل وعدم اعتبار الاعتذار انتقاص من الشخصية بل إن من يبدأ بالصلح هو الافضل وهذا لا يدل علي الضعف انما يدل علي مدي احترام الشخص للآخر وتقديره له وكلمة اعتذار كفيلة بأن تمحو أي خلاف بين الازواج. فالخلافات الزوجية من الأمور الروتينية والمتكررة في جميع البيوت الزوجية فالواقع يقول ان الزوجة هي التي تعلن انها هي التي تبادر بالمصالحة بينما لا يبادر الازواج بالاعتذار والتسامح إلا في حالات نادرة.

عناد وتكبر

يؤكد د.جمعة ان الخلافات موجوده في الحياة الزوجية وتكاد البيوت لا تخلو منها سواء بسبب الازواج او الابناء او تدخل الآخرين في شئون الازواج او تضارب افكار ووجهات نظر الازواج. لكن هذه المشاكل تنتهي سريعا اذا تنازل احد الازواج ولم يتخذ المسألة عناداً أو كبرياء علي الشريك الآخر. فكلمة اعتذار مع هدية يذوبان أي خلاف. فالمراة كائن ضعيف وحساس ومرضاة الزوج لها يكون مصدر سعادة لا توصف لها وذلك من خلال تقديم كلمة اعتذار أو ربما وردة او هدية متواضعة تعبر عن بدء الصلح ونسيان الزعل فيجب أن تبادر الزوجه بالمصالحه وتلطيف الاجواء.

أضاف: من الأخطاء التي يجب أن تنتهي في مجتمعنا الشرقي ان الزوج لديه قدر من العناد لا يسمح له بالاعتذار او التقليل من شأنه. كرجل شرقي وهذا من الخطأ الكبير الذي يقع فيه معظم الأزواج. فالزوجة هي دائما التي تبادر بالمصالحة وهي من تتحمل وحدها اخطاء الزوج فهو من يبدأ بالشجار اولا وهي من يكون عليها عبء الاعتذار. لأن الرجل يعتبر الأمر جرحا لرجولته وكرامته اذا كان هو المبادر اولا. وهذا غير منصف للزوجة طبعا وعلي المخطئ المبادرة بطلب الغفران والسماح من الشريك الآخر.

تناوب الاعتذار

ويقول د.أحمد علام "استشاري علاقات اسرية واجتماعية" :المشاحنات بين الازواج تزداد في فترات الاجازات مع الاسف. وأري أن من أحد الحلول التي نتجاوز بها هذه الازمة أن يتم تقسيم وتناوب مرات الاعتذار بحيث يكون الاعتذار علي الزوج مرة وعلي الزوجة مرة أياً كان المخطئ مادام الزوجان لا يريان من المخطئ وكل طرف يري ان الطرف الاخر هو من أخطأ في حقه.

أشار إلي أن البعض يري ان الاعتذار تقليل من شأنه والكثيرين من الرجال يرون ان الاعتذار تقليل من رجولته . كما تري الكثير من الزوجات ان اعتذارها باستمرار سيجعل الزوج يفتعل المشكلات مادامت هي من يبادر بالاعتذار. ويتدخل الكبر في هذا الأمر. فبعض الازواج لديهم نرجسية بعض الشئ فيري ان اعتذاره لزوجته يقلل من كرامته ورجولته وعدم تقدير فيرفض الاعتذار.

التغافل مهم

أري أن علي الازواج التغافل عن اخطاء الطرف الاخر. فنحن لسنا متزوجين أنبياء ولا صحابة ولا أمهات مؤمنين ولا صحابيات. فنحن بشر واخطأونا واردة. فالأزواج يتعاملون معاً يومياً في شتي مناحي الحياة ووارد جداً حدوث خلافات في أمر ما. لذلك يجب أن يغفر بعضنا لبعض ما يصدر منا من زلات أو هفوات ونتغافل عن الأخطاء التي لن تعكر صفو حياتنا.

أضاف إن الصلح يعني التسامح وأوصانا به الله سبحانه وتعالي وكذلك رسولنا الكريم . فرباط الزوجية أعمق رباط ويستحق من الطرفين التضحية أمام أية هفوات أو أخطاء بسيطة حتي تستمر الحياة.

طالب بسرعة التصالح والاعتذار وعدم ترك الخلاف لايام وشهور لأن ذلك يؤدي الي ضعف العاطفة والود فيكون الانفصال بعد ذلك سهلا . لأن أي مشكلة نتركها بدون حل لفترة طويلة ستقودنا لمشكلة أكبر.

سقف التوقعات

تقول رضوي غريب "الباحثة في العلوم السلوكية وعلم النفس الايجابي": مع الضغوط المتزايدة في العمل ومع ارتفاع سقف التوقعات لكل من الطرفين تجاه الطرف الاخر تزداد الخلافات الزوجية. وفهم كل طرف لطبيعة الطرف الاخر تسهم في وجود علاقة زوجية ناجحة .

فيمكن للزوجة تقبل عيوب زوجها ويكون لديها القدرة علي التسامح والتغاضي عن الخلافات . ولكن مع الاسف كل طرف يري نفسه علي صواب وينتظر أن يبدأ الطرف الاخر بالاعتذار. ويستمر الخصام لفترة طويلة تكون سببا في زيادة الفجوة بينهما.

أضافت: أما فيما يتعلق بمن يجب أن يبدأ بالصلح فإننا نرجع إلي الدين في هذا الأمر ففي الحديث الشريف قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "ألا أدلكم علي أهل الجنة؟ قالوا بلي يارسول الله.. قال النبي في الجنة والشهيد في الجنة والصديق في الجنة ونساؤكم من أهل الجنة الودود الولود التي إذا غضبت من زوجها أو غضب منها زوجها دخلت عليه فصافحته وقالت لا اذوق غمضاً حتي ترضي عني. هي في الجنة هي في الجنة هي في الجنة". وهنا نلاحظ ان الرسول الكريم اكدها ثلاث مرات. فلا مجال للتكبر والزوجان الحريصان علي بعضهما البعض لا يضعان للكرامة مكانا بينهما خاصة إذا كان الحب موجودا بينهما.

رصيد الحب يحسم

أشارت إلي أنه أيضا يجب علي الزوج احتواء زوجته فهذا يزيد رصيده من الحب لديها خاصة أنها تحمل الكثير من الاعباء في المنزل وخارجه اذا كانت امرأة عاملة. وحيث الرسول الكريم يؤكد علي عدم جواز الخصام لامثر من ثلاثة أيام فقد قال صلي الله عليه وسلم: "لا يحل لمؤمن ان يهجر اخاه المؤمن فوق ثلاث. يلتقيان فيعرض هذا ويعرذ هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام" فبعد ثلاثة ايام من الخصام تتوقف ملائكة الحسنات عن كتابة الحسنات. وفي النهاية يجب علي الزوجين الاعتماد علي رصيدهما لدي بعضهما من الحب والجلوس والنقاش بهدوء دون كثرة عتاب حتي تستمر الحياة بينهما بسلام.
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق