هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

"إيكواس" تلوح بالقوة في النيجر

تباين الموقفان الفرنسي والأمريكي إزاء مخرجات القمة الاستثنائية الثانية التي عقدتها. المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس". ولاسيما قرار اللجوء للقوة لإعادة الرئيس النيجري المخلوع محمد بازوم إلي منصبه.


وشدد قادة "إيكواس" في بيان صدر. في ختام قمتهم بالعاصمة النيجيرية أبوجا. أول أمس الخميس. علي دعمهم الح.ازم لحل أزمة النيجر دبلوماسيًا. في تراجع عن التهديد بالتدخل عسكريًا لإعادة الحكومة المنتخبة هناك.

وأدان البيان الإطاحة بالرئيس بازوم. واعتقاله المستمر. وذكر أن كل الخيارات مطروحة علي الطاولة بشأن النيجر. بما في ذلك استخدام القوة كخيار أخير مع الدعوة إلي تفعيل القوة الاحتياطية للمجموعة علي الفور.

وأكد البيان أن مجموعة إيكواس ستفرض إجراءات. منها إغلاق الحدود وتجميد أصول من يعرقلون استعادة النظ.ام الدستوري بالنيجر. داعين الاتحاد الإفريقي إلي تأييد جميع قرارات المجموعة بشأن النيجر.

ولم تحدد المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في قمتها في أبوجا. أي جدول زمني أو عديد العسكريين الذين يشكلون هذه "القوة الاحتياطية". مع تشديدها أنها لا تزال تأمل التوصل إلي حل سلمي للأزمة.

لكن رئيس ساحل العاج الحسن واتارا. قال مساء الخميس لدي عودته إلي أبيدجان. إن قادة "إيكواس" أعطوا الضوء الأخضر لبدء العملية في أقرب وقت ممكن.

وأضاف أن رؤساء الأركان سيعقدون مؤتمرات أخري لضبط التفاصيل. لكنهم حصلوا علي موافقة مؤتمر قادة الدول لبدء العملية في أقرب وقت ممكن.

وأشار الحسن وتارا إلي أن ساحل العاج ستساهم بـ"كتيبة" من 850 إلي 1100 عنصر. إلي جانب نيجيريا وبنين خصوصا. وأن دولا أخري ستشارك أيضا في قوة التدخل.

وشدد علي أن منفذي الإطاحة ببازوم. يمكنهم أن يقرروا المغادرة صباح الغد ولن يكون هناك تدخل عسكري. كل شيء يعتمد عليهم. مضيفا "نحن مصممون علي إعادة الرئيس بازوم إلي وظيفته".

وجاءت القمة الثانية لقادة "إيكواس" بعد أربعة أيام علي انقضاء مهلة حددتها المجموعة لمنفذي الإطاحة برئيس النيجر. لإعادته إلي منصبه. لكنهم تجاهلوا المهلة.

وأثار احتمال التدخل العسكري في النيجر. الجدل ضمن "إيكواس" إذ أعلنت كل من مالي وبوركينا فاسو المجاورتين للنيجر. بأن أي تدخل عسكري سيمثل إعلان حرب عليهما.

وأعربت الجزائر وتشاد عن معارضتهما الشديدة للتدخل العسكري في النيجر. وحذرت روسيا من ذلك الأمر المحتمل. كما طلب كبار المسئولين في نيجيريا إعادة النظر في قرار استخدام القوة.

ودعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.  الخميس. إلي حل سلمي للأزمة في النيجر بعد موافقة قادة "إيكواس" علي وضع "قوة احتياط" في حالة استعداد لإعادة النظام الدستوري في نيامي في أعقاب الانقلاب. وقال بلينكن في بيان إن "الولايات المتحدة تقدّر تصميم إكواس علي استكشاف كافة الخيارات من أجل حل سلمي للأزمة".

وفي مقابلة مع إذاعة فرنسا الدولية. قال وزير الخارجية الأمريكي: الدبلوماسية هي السبيل الأفضل. مضيفًا "من المؤكد أن الدبلوماسية هي السبيل الأفضل لحل هذا الوضع". وأوضح أن هذا هو نهج المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا. هذا هو نهجنا. ونحن ندعم جهود إيكواس لاستعادة النظام الدستوري.

ويأتي الموقف الأمريكي غير المتحمس للتدخل العسكري نظرًا لوجود 14 قاعدة عسكرية أمريكية في النيجر. وهناك عسكريون للولايات المتحدة علي أرض النيجر.

وكذلك. تخشي واشنطن علي قاعدة الطائرات المسيرة التي أسستها في وسط الصحراء في مدينة أجاديز في شمالي النيجر عام 2014. في إطار عمليات مكافحة إرهاب الجماعات المسلحة في غربي إفريقيا.

وبحسب تقرير لـ"الجارديان". فإن الولايات المتحدة أنفقت نحو 500 مليون دولار منذ عام 2012 لمساعدة النيجر علي تعزيز أمنها. وليست مستعدة لخسارتها جراء الإطاحة ببازوم.

كما أن إطاحة بازوم. تخلق فرصة لبعض المنافسين الاستراتيجيين لواشنطن في تعزيز نفوذهم. ولا سيما روسيا والصين. وسط مساعي "فاجنر" للتعاون مع دول غربي إفريقيا من خلال إيجاد قواسم مشتركة. فموسكو تشكل الملاذ الآمن ضد أي عقوبات محتملة من الغرب والمنظمات الإقليمية والقارية. مثلما حدث مع دولتي مالي وبوركينا فاسو. خلال العامين الماضيين.

ويري خبراء أن ما يدفع الإدارة الأمريكية إلي تشجيع مجموعة دول "إيكواس" علي بذل مزيد من الجهود المنسقة معًا من أجل التوصل إلي حل دبلوماسي يعود لمخاوف الولايات المتحدة من مزيد من التداعيات السلبية المحتملة حال استخدام القوة العسكرية من هذه الدول. وعلي رأس هذه التداعيات أن العلاقة المتدهورة بين الغرب ومنفذي الإطاحة برئيس النيجر. ستؤدي إلي جعل الوجود العسكري الأمريكي الحالي في البلاد غير مقبول.

وبحسب ما رصده مشروع التهديدات الحرجة التابع لمعهد "أمريكان إنتربرايز". ضاعف منفذو الإطاحة ببازوم قوتهم من خلال إبرام صفقة مع المجالس العسكرية المجاورة للدفاع المشترك ضد تدخل دول "إيكواس" واعتقال المسؤولين المدنيين. وتقليل التعاون مع الشركاء الغربيين.

ومع رفض منفذي الإطاحة ببازوم التنازل عن السلطة. من المرجح أن تدفع عزلتهم الدولية إلي البحث عن قوات مساعدة. بخاصة بعدما علق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بالفعل التعاون العسكري مع النيجر. مما سيجعل جيش النيجر في حاجة إلي تعويض خسارة القوات الغربية والإمدادات والتمويل.

وتتمثل الخيارات الأكثر احتمالًا لمنفذي الإطاحة ببازوم في تعزيز الميليشيات المدنية مثلما فعلت بوركينا فاسو. أو التعاقد مع مجموعة "فاجنر" الممولة من الكرملين مثلما فعلت مالي.

فرنسا من جهتها. أعربت عن دعمها الكامل لكل القرارات التي تبنتها قمة "إيكواس" بشأن النيجر. ومنها نشر القوة الاحتياطية للمنظمة لاستعادة النظام الدستوري.

وجددت باريس إدانتها الشديدة لما يحدث في النيجر. وكذلك احتجاز الرئيس محمد بازوم وعائلته. حسبما قالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان. لكن فرنسا لم توضح ما إذا كان من الممكن أن تدعم المجموعة عسكريًا في حال قررت التدخل بالنيجر.

وتضغط باريس علي منفذي الإطاحة ببازوم. حليف فرنسا الأول في القارة السمراء. للتراجع. وهذا الضغط نابع من خوف فرنسا علي مصالحها في النيجر. إذ أن إدارة 70% من قطاع الطاقة في الداخل الفرنسي تعتمد علي اليورانيوم الذي تنتجه النيجر.


 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق