وسط توقعات بانخفاض الاسعار خلال أيام مع طرح محصول العروة الجديدة واصلت أسعار الخضراوات والفاكهة ارتفاعها في الاسواق والسبب الابرز هو ارتفاع درجات الحرارة التي أكدت علي وفرة المعروض منها نظرا لتلف كميات كبيرة من المحصول بجانب زيادة التكلفة والنقل
قامت "الجمهورية أون لاين" بجولة لرصد أسعار الخضراوات والفاكهة بالاسواق
يقول شحاتة أحمد وأبوبكر أحمد "تاجران " ان سوق الخضراوات بكل أنواعه يشهد ارتفاعا في الاسعار نتيجة لارتفاع درجات الحرارة فعلي الرغم من توافر جميع أنواع الخضروات لدينا بالسوق ولكن حركة البيع ضعيفة فالطماطم وصلت إلي 14 جنيهاً والبصل الأحمر والأبيض وصل إلي 22 جنيها وذلك بسبب التصدير أما البامية وصلت إلي 40 جنيهاً وكانت قبل عيد الاضحي بـ30 جنيها والكوسة بـ 16 جنيهاً والفاصوليا الخضراء بـ30 جنيها الفلفل الرومي الاخضر بـ 16 جنيها والفلفل الألوان الكيلو الواحد بـ 35 جنيها.
إسلام ناصر وأسامة حسين "تاجران": الخضار يتلف عندنا بسبب قلة طلب الزبون وأصبحت ربة المنزل تأتي إلي السوق لشراء كميات قليلة بسبب ارتفاع أسعار الخضار الذي تأثر بالطبع بارتفاع درجات الحرارة فكيلو البطاطس يبدأ من 10 إلي 14 جنيها وكيلو الباذنجان الرومي بـ10 جنيهات والخيار يبدأ من 14 إلي 18 جنيها وأيضا كيلو الليمون بـ15 جنيها.
صفوت حسني وعماد صلاح تاجرا فاكهة: دائما الفاكهة أسعارها مرتفعة طوال السنة ولكن مع ارتفاع درجات الحرارة ارتفعت بشكل أكبر ما أثر علي إقبال الزبائن علي شراء الفاكهة فسعر كيلو الكمثري وصل إلي 25 جنيها وسعر كيلو البرقوق وصل إلي 30 جنيها والخوخ بـ20 جنيها والتين البرشومي وصل إلي 25 جنيها وأسعار كيلو المانجو سواء الزبدية أو السكري وصلت إلي 25 جنيها وكيلو العنب الاخضر أو الاحمر وصل إلي 25 جنيها والتفاح الاصفر أو الاحمر وصل إلي 35 جنيها.
فاطمة كرم ومحمود حسن :حبنا إلي السوق لشراء احتياجاتنا من الخضراوات كالباذنجان والطماطم فلاحظنا ارتفاع اسعار الطماطم بشكل جنوني وأيضا باقي الخضراوات لذلك قررنا شراء كميات قليلة تكفي احتياجاتنا اليومية فقط.
محمد أحمد وعبده أحمد: لاحظنا ارتفاع جميع أسعار الفاكهة أضعاف العام الماضي لذلك قررنا شراء كميات قليلة عبارة عن كيلو واحد من المانجو وكيلو واحد من العنب الأحمر نظراً لارتفاع الاسعار
أوضح الاستاذ الدكتور محمد أحمد إبراهيم استاذ المبيدات بقسم وقاية النبات كلية الزراعة جامعة أسيوط ان درجات الحرارة المرتفعة من المشاكل الخطيرة التي تهدد المحاصيل وخاصة المحاصيل الاستراتيجية مثل الخضراوات والفاكهة والتي قد تتسبب في ارتفاع الاسعار نتيجة لقلة الانتاجية والذي يترتب عليه الاستيراد من الخارج بالعملة الصعبة والتكاليف الباهظة لمواجهة الارتفاع في درجات الحرارة ويتضح تأثير الموجة الحارة في أعقاب تغير المناخ المتزايد مع ظهور عواقب وخيمة علي المزارعين والامن الغذائي ليس فقط مصر بل والعالم وبسبب تغير المناخ تكون درجات الحرارة أعلي من المعتاد في معظم شهور السنة علي عكس الوضع الطبيعي لدرجات الحرارة واستجابة النباتات لها.
أشار إلي أن لدرجات الحرارة المرتفعة العديد من الآثار السلبية علي المحاصيل من أهمها انخفاض معدلات الانبات وانخفاض النمو الطبيعي للنباتات وتثبيط عمليات التمثيل الضوئي والانماط الظاهرية وحدوث الجفاف ويمكن ان يؤدي الاجهاد المائي بسبب فقدان المياه بما يتجاوز المعدل الطبيعي إلي زيادة ملوحة التربة مما يؤدي إلي انخفاض المحتوي المائي مما يؤثر في النهاية علي انتاجية المحاصيل وجودتها ومع درجات حرارة أكثر دفئاً عن المعتاد يؤدي ذلك إلي زيادة قدرة أنواع الافات الموجودة من البقاء علي قيد الحياة والنمو في الاجواء الاكثر دفئاً وسخونة بالاضافة إلي ذلك زادت معظم الآفات من القدرة علي التكاثر في موسم واحد فضلاً عن زيادة عدد الاجيال كل عام ومع ارتفاع درجات الحرارة تنتشر الآفات اكثر وقد تظهر أنواع جديدة لم تكن موجودة من قبل مما قد يؤدي إلي زيادة شدة الاصابة مع إمكانية ان يتسبب في خسائر اقتصادية ضخمة في انتاجية المحاصيل وزيادة في اسعار وتكلفة المكافحة.
أضاف انه مع ارتفاع درجات الحرارة تتسبب العديد من الملقحات وخاصة الملقحات الحشرية مثل نحل العسل في انخفاض أعدادها بشكل كبير مما يؤدي إلي انخفاض نسب العقد وتكوين الثمار خاصة بالنسبة للمحاصيل التي تعتمد عليها بشكل كبير ومن أجل تجنب وتقليل أضرار موجات الحرارة التي تلحق بالمحاصيل يجب الانتباه إلي الري المنتظم والحفاظ علي رطوبة التربة لتخفيف الاجهاد الحراري للنباتات والظل المؤقت لحماية المحاصيل من درجات الحرارة المفرطة أثناء موجات الحرارة ونظراً لارتفاع درجات حرارة التربة وحرارة الشمس فإن إحدي الطرق المهمة التي يمكن استخدامها هي تغطية التربة بنشارة الخشب وبالتالي تخفيف حدة الحرارة العالية وكذلك تخلص من الحشائش بصفة دورية والتي تنافس المحصول الرئيسي علي توافر الماء والغذاء.
أكد أن الزراعة في الوقت المناسب والتباعد الامثل بين المحاصيل والتخفيف والتلقيم وغيرها من الممارسات الزراعية المناسبة يمكن ان تخفف من أضرار موجة الحرارة العالية وتجدر الاشارة هنا إلي الاهتمام بتطوير انواع المحاصيل المعدلة وراثياً والتي تحمل درجات حرارة مرتفعة أخيراً تعد مراقبة الطقس والمحاصيل عن كثب وزيادة الوعي بأهمية التنبؤات الجوية أمراً ضروريا أيضا لزراعة المحاصيل لانها تتيح للمزارعين تتبع الوقت المناسب لزراعة المحاصيل أو مساعدتهم في حماية المحاصيل من الحرارة.
أكدت أ.د. أمل العوضي أستاذ بقسم تداول الخضر بمعهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية أن الموجات الحرارية العالية والمتتالية تأثر علي إنتاجية المحاصيل خاصة الخضر والفاكهة بالاضافة إلي تأثيرها علي زيادة استهلاك كمية المياه حيث ان الموجة الحارة تؤدي إلي تبخير المياه من سطح الارض وأوراق النبات وتؤدي إلي ضع النمو الخضري وإصفرار الاوراق وتقزمها وعدم عقد الثمار كما يحدث في الموجات الحارة موت حبوب اللقاح وعدم قدرتها علي الاخصاب وبالتالي قلة الحصول وجودته خاصة محصول الطماطم والفاصوليا الخضراء كما تصاب محاصيل القرعيات بالامراض الفطرية المختلفة مثل الكوسة والخيار الكنتالوب والبطيخ ويتم ذلك خلال نهاية شهر يوليو وطوال شهر أغسطس كما تتأثر الفواكه بارتفاع درجات الحرارة مثل الكمثري والمانجو حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة الشديدة إلي تساقط الازهار والثمار قبل ان تصل إلي مرحلة النضج.
أضافت أن محصول الطماطم من المحاصيل المتوفرة في مصر علي مدار العام وذلك بسبب وجود عروات متنوعة علي مدار الشهور إضافة إلي انتاجية الطماطم التي تزرع في للصوب الزراعية موضحة ان المشكلة الاساسية لارتفاع سعر الطماطم في الاسواق حالياً يرجع إلي تراجع الانتاجية وقلة المحصول في الاسواق خاصة أن الطماطم من المحاصيل التي لا تتحمل درجات الحرارة المرتفعة وسريعة التلف مع مراعاة تقليل نسبة الفاقد أثناء النقل والشحن للحفاظ علي الطماطم أثناء الجمع والنقل للاسواق.
يري أ.د. عبدالبديع صالح بمعهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية أن هناك عدة آليات يجب اتباعها للحد من تأثير ارتفاع درجة الحرارة لمحاصيل الخضر والفاكهة من خلال وضع برامج تنموية زراعية تراعي التغيرات المناخية المتوقعة وتفادي آثارها السلبية والتكيف معها من خلال استنباط الاصناف الجديدة ذات القدرة علي تحمل الجفاف والملوحة ودرجة الحرارة والآفات المختلفة كذلك استنباط أصناف من الخضر تمتاز بفترة نموها القصير حتي تتحمل درجات الحرارة المرتفعة وأيضا التأكيد علي أهمية رصد درجات الحرارة والرطوبة والعوامل الجوية الاخري المؤثرة علي الموارد الزراعية خصوصاً الاراضي والمياه بأنواعها المختلفة حتي يمكن وضع خطط وآليات لمواجهة تأكيد التغيرات المحتملة مستقبلاً علي الانتاج الزراعي وزيادة الوعي البيئي لدي المزارع للتكيف والتجاوب مع التغيرات المناخية من حيث التوجه إلي تطبيق التركيب المحصولي الاوفق والدورة الزراعية ومواعيد الزراعة كافة المعاملات الزراعية الملائمة للتغيرات المناخية المتوقعة إلي جانب الحفاظ علي المياه عن طريق تقدير الاحتياجات المائية لكل محصول وزراعة الاصناف النباتية المقاومة للجفاف ودرجات الحرارة العالية واستخدام الاسمدة العضوية ومكيفات التربة والبوليمرات والملش بأنواعه أغطية التربة عضوية بلاستيكية وغيرها مع توصيات ملزمة بعدم الافراط في الاسمدة الازوتية لتجنب ضعف الجدر الخلوية للنبات وسهولة الاصابة بالافات الحشرية والامراض الفطرية المختلفة وتطوير تقنيات ادارة التربة الزراعية للحد من انبعاثات النيتروز واستخدام طرق الري الحديثة وتقليل سلسلة الفاقد في الحاصلات الغذائية واستخدام البيوت الشبكية في الزراعة في محاصيل الفاكهة والخضر بالاضافة إلي إدارة العناصر الغذائية الخاصة لكل نبات في ظل الاجهادات الحرارية مثل استخدام الاحماض الدبالية السليكون مثل استخدام مركب سليكات البوتاسيوم فوسفيت واستخدام الاحماض الامينية ومستخلصات الطحالب البحرية.
اترك تعليق