هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

القضية مطروحة أمام مجلس النواب

الألعاب الإلكترونية.. كوارث تكنولوجية

الاستخدام لفترات طويلة.. يقتل الإبداع عند الأطفال

تأثيرات سلبية علي مستوي الذكاء والنظر والسمع والعمود الفقري

الخبراء: المنع مرفوض والتقنين مطلوب.. ولا بديل عن المتابعة الأسرية

يبدو أننا لا نستطيع ملاحقة التطور التكنولوجي المذهل والمتسارع كل يوم.. وفي ذات الوقت لا يمكن التغافل عن الاستفادة العظيمة التي تعود علي كامل حياتنا اليومية من تلك المميزات سواء في التعليم والتثقيف وتوفير الوقت والجهد والمال.. ولكن الخطورة عند استخدام صغار السن لهذه التكنولوجيا الحديثة دون وعي وحظر أثناء التصفح وممارسة الألعاب الإلكترونية وحتي أثناء الدراسة والتعلم.


لخطورة القضية. قامت لجنة الإعلام والثقافة والآثار بمجلس النواب باستكمال مناقشة طلب الإحاطة المقدم من النائبة أميرة العادلي. بشأن الدور التوعوي لمؤسسات الدولة الإعلامية والثقافية بمخاطر الإنترنت والألعاب الإلكترونية. خاصة أن هناك بعض الظواهر التي بدأت بالفعل ومنها نهاية سيطرة السـوشيال ميديا بوسائلها التقليدية علي الرأي العام. وظهور وسائل جديدة باستخدام الذكاء الاصطناعي وميتافيرس وبدأت بالفعل تجربة "تريدز" أو ما يطلقون عليه "قائل تويتر". كذلك اختفاء كثير من الوسائل الإعلامية الجديدة وظهور وسائل جديدة تتصـل بصناعة الإعلام من حيث التقنية والمحتوي.

"الجمهورية أون لاين" التقت عدداً من المختصين والاستشاريين وأساتذة الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات. للتعرف علي كيفية حماية الأطفال الصغار من خطر الإنترنت والألعاب الإلكترونية تحديداً.

د.أحمد مختار استشاري تكنولوجيا المعلومات:

لا نستطيع التحايل علي خطر الألعاب الإلكترونية

الحل الوحيد.. المتابعة الدائمة والمستمرة لما يتلقاه أطفالنا

أوضح د.أحمد مختار منصور استشاري الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن هناك صعوبة في صد خطر الألعاب الإلكترونية عن أطفالنا. قائلاً: حتي نكون صادقين مع أنفسنا. لا نستطيع التحايل علي خطر الألعاب الإلكترونية لمنع أثرها السلبية علي أطفالنا. لأنه وبكل بساطة يمكن كسر برامج الحماية سواء من الأطفال أو مطوري اللعبة. لكن يبقي الحل الوحيد. المتابعة الدائمة والمستمرة من الآباء والأمهات لما يتلقاه الطفل عبر جهازه اللوحي أثناء اللعب والتصفح من أجل البحث عن مزيد من الألعاب علي مواقع التواصل والتطبيقات المختلفة. وعدم السماح له بالانعزال لمدة طويلة. وصحيح أنه يمكن من الناحية التكنولوجية سيطرة الآباء علي مدة وعدد ساعات استخدام الهاتف المحمول. ولكن تبقي المراقبة حجر الأساس. والسبب في ذلك أن كل برنامج حجب أو تحكم في المحتوي الذي يتم تنزيله علي الأجهزة اللوحية بكل أنواعها يمكن اختراقها بسهولة. خاصة أن الأطفال يتمتعون بالذكاء والقدرة علي التعامل مع هذه التكنولوجيا الحديثة قد تفوق قدرة الآباء والأمهات.
قدم استشاري الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عدة نصائح تقلل من الخطر الداهم للألعاب الإلكترونية. قائلاً: من الأفضل عدم حمل الأطفال للهواتف المحمولة "سمارت" والحرص علي استعمالهم الهواتف ذات الموديلات الأقدم "تليفون بزراير" فقط من أجل الاطمئنان عليهم خلال فترات وجودهم خارج المنزل من أجل الدروس الخصوصية وما شابه. والرجوع إلي الألعاب التي تعتمد علي الحركة والأداء البدني وهي كثيرة في الأسواق وحديثة وشبيهة بالهواتف المحولة مثل لعبة الـ WE وسمارت بوكس. وكذلك أجهزة البلايستيشن بكل إصدراته. وجميعها تحوي عشرات الألعاب المتنوعة داخلها.

د.جمال فرويز أستاذ الطب النفسي:

المنع مرفوض.. والتقنين مطلوب

شرح خطورة استخدام الهواتف لأوقات طويلة علي الصغار

وضع د.جمال فرويز استاذ الطب النفسي روشتة لحماية الأطفال بأسلوب طبي نفسي حديث. قائلا: حتي نحمي أطفالنا من خطر الألعاب الإلكترونية. أولا هناك طريقتان. إما المنع أو التقنين. والمنع مرفوض. ويكون التقنين بتحديد عدد ساعات معينة.. ثانيا. علي الأبوين التقرب من أولادهما وطمأنتهم وإعطائهم الثقة والاستماع لهم وعدم انتقادهم باستمرار حتي لو ارتكبوا أخطاء. ولا داعي أن تنقل الأم خطأ ارتكبه الابن أو البنت وثق فيها وحكي لها عنه. حتي لا تفقد فيها الثقة. وعلي الأب إظهار عدم علمه. حتي يظل الطفل يشعر أن هناك ملجأ أميناً له.
تابع فرويز: علي الأبوين استقطاع وقت كاف من يومهما من أجل الاهتمام بأطفالهما ومتابعتهم ومصاحبتهم. وألا يتبعان معهم أسلوب المنع في استخدام الهواتف والأجهزة الإلكترونية. لأن الممنوع مرغوب. فقط عليهم تقنين عدد ساعات استخدام الهاتف. وكل طفل وفق ظروفه. فمثلاً الطفل المصاب بالصرع له مدة محددة طبياً بـ 45 دقيقة. والطفل أقل من 12 سنة بـ 3 ساعات يومياً. وأكبر من 12 سنة له 5 ساعات علي مدار اليوم. ويتخلل الساعات راحة حتي لا يصاب العصب البصري والقشرة المخية بالإجهاد. مع ضرورة شرح خطورة الجلوس لأوقات طويلة علي الهواتف والأجهزة لأطفالنا. وفي ذات الوقت توفير البديل من الألعاب. كممارسة الألعاب الرياضية والألعاب البدنية والميكانيكية. وقد وتحدثنا في ذلك كأطباء نفسيين  مع وزارة الشباب والرياضة وهي مشكورة استجابت ووفرت ملاعب رياضية وسط البيوت بالمناطق السكنية. وذلك يوفر علي الأب حمل وعناء توصيل أطفاله إلي نوادي رياضية بعيدة. بجانب عناء عمله وكذلك الأم.. إذن توفير ملاعب صغيرة وسط التجمعات السكنية تفي بالهدف المطلوب. إلي جانب تقليل عدد ساعات استخدام الهاتف. مع التقرب من أطفالنا والاستماع إليهم لكي يحكون كل ما يعترضهم بصراحة. ونستطيع توجيههم بشكل صحيح.

د.داليا سليمان أخصائي نفسي وأسري:

الجلوس لفترات طويلة.. يقتل الإبداع عند الأطفال ويؤدي لانحدار مستوي الذكاء

الحل في الرقابة علي المحتوي.. ونوعية الألعاب

تقول د.داليا سليمان أخصائي نفسي وأسري ومعالج شعوري إنه لا شك أن استخدام الأطفال لأجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية لممارسة بعض النشاطات علي الإنترنت من الأمور المهمة في حياة الطفل. لأن مع استخدام الحكومات للإنترنت وتحويل جميع النشاطات والأعمال حتي المناهج التعليمية والدراسية. أصبحت تحتاج لتلك الوسيلة. ولكن علينا أن نعي لأي مدي مسموح للأطفال استخدام الانترنت. وما عدد الساعات المسموح بها. وما أهم إجراءات الأب والأم لتقنين هذا الاستخدام.
تابعت "سليمان": علينا أولاً معرفة الأخطار التي يسببها الإنترنت علي الصحة النفسية والجسدية. حتي يكون للوالدين معرفة بها. ومن ثم اتخاذ القرار بشأن هذا الموضوع.. فمن الناحية الجسدية. استخدام الانترنت والجلوس مدة طويلة أمام شاشة الموبايل أو الكمبيوتر يؤثر تأثيراً سلبياً علي النظر. كما أنه السبب الرئيسي في سرطان العين الذي أصبح منتشراً. خصوصاً في دول الخليج. كما أن استخدام سماعات الأذن لمدة طويلة يؤذي الأذن الداخلية ويسبب ضعف السمع. ومن المضاعفات الخطيرة أيضا تقوس العمود الفقري بسبب الجلوس الخاطئ لمدة طويلة.
أما من الناحية النفسية. فقد يعرض الطفل لمشكلات الرهاب الاجتماعي "الخوف من الوجود وسط تجمعات". بسبب انعزاله واكتفائه بعالمه الخاص من خلال شاشة الكمبيوتر. وقد يؤدي به لمرض التوحد والخوف من الألعاب القتالية. أو التي تحرض علي العنف. لأنها تؤثر في سلوك الطفل وتجعله عدائياً. أو قد تصيبه بفرط الحركة وكذلك إيذاء نفسه أو المحيطين به.
أردفت الأخصائي الأسري: أن الجلوس أمام الانترنت وممارسة الألعاب لساعات طويلة. يؤدي لقتل الإبداع عند الأطفال وكذلك محدودية التفكير وهشاشة الفكر. وبالتالي انحدار مستوي الذكاء. لذلك يجب علي الوالدين تقنين فترة جلوس الطفل علي الإنترنت وجعلها مدة قصيرة مع الرقابة علي المحتوي الذي يشاهده الطفل أو نوعية الألعاب مع الحرص علي تشجيع الأطفال علي القراءة وتعلم مهارات العمليات الحسابية لإعمال عقولهم وتوسيع مداركهم والاهتمام بممارسة الألعاب الرياضية. خصوصاً الألعاب الجماعية لتكوين المهارات الاجتماعية وتكوين الصداقات وينصح بالرياضات الجماعية لأنها تعلمهم الالتزام ومعرفة معني الحقوق والواجبات وتعليمهم أيضا الالتزام بقواعد المجموعة واحترام القائد.

د.خالد البهنسي أستاذ الذكاء الاصطناعي:

حرمان أطفالنا من التكنولوجيا.. ليس الحل

تطبيق "فاميلي لينك" Family Link.. يحمي أطفالنا ويجعلهم تحت المتابعة

شرح د.خالد البهنسي أستاذ الذكاء الاصطناعي بكلية الحاسبات والمعلومات جامعة عين شمس أهم أدوات وبرامج حماية أجهزة الأطفال من خطر استخدام التكنولوجيا الحديثة والإنترنت عامة والألعاب الإلكترونية خاصة. حيث قال: أصبحت التكنولوجيا أداة مهمة وضرورية في الحياة اليومية في كل المجالات. وحرمان أطفالنا من استخدامها ليس الحل. حتي لا نمنع عنهم كم الاستفادة والمميزات التي تعود عليهم بالنفع سواء في حياتهم اليومية عامة أو علي مستوي التعلم والتثقيف. بجانب الألعاب.
تابع أستاذ الذكاء الاصطناعي: ومن أجل ذلك هناك أدوات تكنولوجية أيضا تمكن الأبوبن من حماية أطفالهم من خطورة الألعاب الإلكترونية ومواقع التواصل عامة. من أهم هذه الأدوات برامج الحماية مثل تطبيق "فاميلي لينك" Family Link. وهو من أهم تطبيقات الرقابة الأبوية التي تسمح للوالدين بالتحكم في أجهزة أطفالهم. وهو يتيح إنشاء وإدارة حساب "جوجل" الخاص بالطفل وجعله يشبه إلي حد كبير حساب البالغين. ولكن مع وضع عدداً من القيود علي ما يُمكن للطفل الوصول إليه.
أردف: يتيح تطبيق "فاميلي لينك" إدارة هاتف الطفل عن بُعد والتحكم في التطبيقات والألعاب التي يريد الطفل تثبيتها والموافقة عليها قبل التثبيت مع التحكم في الوقت الذي يقضيه الطفل علي الهاتف والموقع الجغرافي. كما ويتيح للأبوين الموافقة علي التطبيقات التي يريد الطفل تثبيتها أو منعها من خلال متجر "جوجل بلاي". بالإضافة إلي مراقبة وقت الشاشة والحد منه. بما في ذلك إمكانية التحقق من مقدار الوقت الذي يقضيه الطفل داخل كل تطبيق. وذلك من خلال التقارير التي يقدمها التطبيق حول أنشطة الطفل. ويتيح تحديد وقت زمني محدد يستطيع الطفل من خلال استخدام هاتفه الذكي خلال تلك المدة المُحددة فقط.
تابع د.خالد البهنسي: ليس علي الأبوين سوي تنزيل تطبيق "فاميلي لينك" علي الهاتف الذكي للطفل. ثم إنشاء حساب له من خلال التطبيق. ثم البدء في بناء ملف العائلة وإضافة ما يصل إلي 6 أشخاص مع تحديد الوالدين ليتمكنا من الحصول علي حقوق الإشراف علي حساب الطفل. وعند الانتهاء من إعداد ملف العائلة يمكن فتح التطبيق واتباع الخطوات للتحكم في جهاز الطفل. فبمجرد تثبيت التطبيقات وربطها ببعض علي هواتف الوالدين وهاتف الطفل. يتمكن الوالدين من ضبط عناصر التحكم.

النائبة هند رشاد.. أمين سر لجنة الإعلام بالنواب:

مستمرون في مناقشة القضية مع الجهات المعنية

توصيات باقتراح تدريس مادة الذكاء الاصطناعي في المدارس

قالت النائبة هند رشاد عضو مجلس النواب وأمين سر لجنة الثقافة والإعلام والآثار بالمجلس إن جلسات مناقشة خطورة استخدام الأطفال للإنترنت والألعاب الإلكترونية. مازالت مستمرة. وقريبا ستعقد جلسة عاجلة سيشارك فيها عدة أطراف من الجهات المعنية مثل وزارات التعليم. الشباب. الاتصالات. الثقافة. وكذلك ممثلين عن بعض منظمات المجتمع المدني. بهدف طرح الرؤي والحلول التي لابد وأن تأتي بالتنسيق والتوازي مع جميع الجهات حتي يتم وضع استراتيجية قومية لمواجهة هذا الخطر. خاصة مع التطور المذهل والمتلاحق يومياً.
تابعت "رشاد" أن لجنة الإعلام والثقافة والآثار بمجلس النواب. أجمعت علي أهمية توحيد الجهود لحماية الطفل المصري من مخاطر النت والألعاب الالكترونية. وأن يكون هناك ترابط وتنسيق ما بين الإعلام والثقافة والتعليم في هذا الملف والخروج باستراتيجية قابلة للتنفيذ.
نوهت النائبة إلي أن هناك عدداً من التوصيات خرجت بها آخر جلسات اللجنة. بعد مناقشة خطورة الألعاب الإلكترونية علي الأطفال منها. تشكيل لجنة فرعية من بعض أعضاء اللجنة ومشاركة ممثلي عدد من الجهات المعنية للنظر ومراجعة وضع استراتيجية لحماية الأطفال من مخاطر الانترنت في ظل وجود بيانات وإحصائيات رقمية واقعية. ووضع ضوابط قانونية لبعض القيم التي تبثها المنصات الالكترونية. ودراسة اقتراح تدريس مادة الذكاء الاصطناعي بالمدارس. وأن تتضمنها برامج التليفزيون التعليمية. مع توزيع تكليفات محددة لكل جهة معنية حسب اختصاصها وتقديم مقترحاتها بشأن مخاطر الانترنت والألعاب الالكترونية وأوجه معالجتها للمجلس الأعلي لتنظيم الإعلام لاتخاذ ما يلزم من إجراءات.

  الآثار السلبية  

للإفراط في استعمال الموبايل والكمبيوتر

1- سرطان العين
2- التأثير علي النظر
3- ضعف السمع
4- الرهاب الاجتماعي
5- التوحد
6- الخوف

  عدد الساعات المسموح بها للأطفال علي الإنترنت  

3 ساعات يومياً.. لمن أقل من 12 عاماً
5 ساعات يومياً.. لمن أكبر من 12 عاماً




تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق