للتطور التكنولوجي وجوه عديدة، منها السلبي والإيجابي، ومع توغل الذكاء الاصطناعي في الحياة الفنية بدأنا نري صورا لنجوم الزمن الجميل بطلاتة عصرية وهو شيء اعتبره كثيرون لطيفا، إلا أن ظهر ناقوس خطر بعد سماع صوت السندريلا سعاد حسني تتحدث عن اغتيالاها وكل من سمعها لم يعرف أنه ليس صوت السندريلا وإنما تقنية الذكاء الاصطناعي وهو مؤشر خطر لسلبيات ذلك الغول التكنولوجي المتطور وهو ما يدفعنا للتساؤل إلي أين يقودنا التطور الذكاء الاصطناعي وما السبيل للاستفادة من إيجابياته ومواجهة سلبياته؟!..
يجب اننا نتعامل مع العلم لأنه هو الحاضر والقادم شئنا أم أبينا، وإنّ أي علم وفكر جديد يصطدم بالمعايير التي نعيشها، لكن ليس معني هذا انه سيخترق القواعد والقوانين، انما سيخلق قوانين وقواعد جديدة، حتي لو استخدم أصوات لفنانين راحلين كسعاد حسني أو نعيمة عاكف أو رشدي أباظة مثلا في الذكاء الاصطناعي سيُخلق لهذا قوانين جديدة وسيكون منه الفن الجيد ومنه الفن الردئ، فالزمن القادم سيخلق فنون جديدة وقوانينها ونواهيها أي الأشياء التي تخترق القاعدة والممنوعة فعلينا أن نترقب ماسيحدث، وهذا شئ عالمي لأنه في الأمم المتحدة يدرسون هذا فلايمكن تجنبه وهو ليس قسراً على دولة انما متاح للكل.
ممكن يكون استخدام الذكاء الاصطناعي شئ مفيد وجديد في اننا نستحضر شخصيات قديمة ونضعها في أعمال جديدة لكن اننا نضع الشخصيات القديمة ونتكلم بلسانها بأثر رجعي هذا يعتبر تزوير لانه الشخصيات لم تقول هذا وحتي لو أتيت بأشخاص بدائل لهذه الشخصيات سواء بأصواتهم أو أفعالهم يعتبر ذلك تزوير وتزييف وبالتالي ستكون خطورته أن الناس ستراه بأثر رجعي للماضي فبهذا الفنانين أمثال شادية وعبد الحليم ليس فقط حافظوا علي أعمالهم بل بالعكس هم يعيدوا صياغة التاريخ وهم غير موجودين وهذه جريمة بحد ذاتها، لكن لو وضِعت هذه المشاهد كمشاهد بسيطة أو أضيفت بشكل قليل للأعمال ممكن، انما نعبث بالأعمال القديمة التي استقرت في ذاكرة الأمة والناس هذه جريمة لأن هذا الفن هو جزء من تراثنا السينمائي وليس فقط لقيمة الفيلم بحد ذاته لأنه ممكن يكون الفيلم متواضع لكن لأنه سجل بشوارع واماكن وأبرز طريقة اللبس والأكل والحياة وهذه تعتبر وثائق لاننا ممكن لم نراها في صور واماكن اخري، فأي لعب بها سيكون نوع من التزوير والتزييف واختلاق أنواع جديدة لم تكن موجودة والعبث بالتاريخ والتراث يعتبر تزوير رسمي وافتراء على هذه المشاهير في احاديث لم يقولوها لانهم الآن في دار الحق، وأيضاً لايصح تشويه التاريخ لأن مايذهب لن يعود فلايجب اعادة الماضي بطريقة مستحدثة لأن الفن هو توثيق الماضي ولأنه الأفضل في ذلك أننا نوفر المصاريف لشئ جديد، وأري ان استخدام الذكاء الاصطناعي في امور جديدة مستحدثة ممكن او استلهام بعض الشخصيات القديمة بشكل معين في عمل فني جديد ويظهر أنه عمل جديد ممكن.
كنا نقول انّ الذكاء الاصطناعي يؤثر على الأحياء لكن هو للأسف الشديد اصبح يؤثر على عالم الأموات لأنه أصبح يتعرض لسيرتهم وشخصيتهم وأصبحنا نري مشاهير يقولون ويقدمون أشياء لم يفعلوها من خلال هذه التقنية، وانا أري أن هذا الموضوع لازم يكون له وقفة في كل بلد من الناحية القانونية بناءً على المبادئ الدينية والأخلاقية والعادات والتقاليد والأعراف المنتشرة في كل مجتمع لان الموضوع خطير جداً، ويجب اصدار قوانين في هذا الموضوع تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي للموتي مثلا ان يكون كاتب المتوفي في الوصية أنه راضي ام لا علي استخدام صوته أو شكله والمطالبة المالية من الورثة ممن سيستخدم هذا التزييف العميق، فأري أنه واجب من المستشارين القانونين في البدء في صياغة قوانين خاصة بمعاقبة من يستخدم خاصية التزيف العميق "الذكاء الاصطناعي".
تقوم عملية الذكاء الاصطناعي علي المادة الخام لها وهو العنصر البشري فيبقي العنصر البشري متحكم بها وهو وضع لازم نقبله وخصوصاً انه يستخدم في مجالات كثيرة وخارج عن اي سيطرة. طبعا الذكاء الاصطناعي يمثل تهديد كبير وبالأخص في حقوق الملكية الفكرية للفنانين ويشكل خطراً ويجب المعاملة معه.. حيث أن خبراء الذكاء الاصطناعي أكدوا أنه مهما حاولوا استحضار الأصوات وتقديمها فاننا نستطيع التمييز بين الصوت الحقيقي والصوت المستنسخ اذ تظل نبرة الانسان الحقيقي من لحم ودم ظاهرة ومميزة. لكن هناك اشياء اخري نستطيع مشاهدتها ممكن تكون مجسمة وللأسف هذا موضوع خارج عن أي رقابات وسيطرة ممكن تكون ويجب علينا نتعامل.
للذكاء الاصطناعي ايجابيات وسلبيات وأنا أري لغاية الآن لايقدم الا السلبيات، قد يكون هناك ايجابيات لكن لم نرها للآن ومايستخدم في الذكاء الاصطناعي في الفن ماهي الا سلبيات، لكن المفروض نقدم أشياء جديدة وابداع جديد بدل ما نستخدم الذكاء الاصطناعي لناس متوفية. الا أن الابداع قليل لانه قد يكون العمل جميل ورائع لكن لايكتب له الخلود مثل الأعمال القديمة في الأبيض والأسود سواء كانت سينمائية أو أغاني وحفلات فهي للآن ماتزال رغم مرور سنوات طويلة عليها الا انها مازالت تُشاهد ويلقي عليها الاعجاب من أجيال متعاقبة لأنها كانت تحتوي ابداع. اما الآن لايوجد ابداع هناك صنعة وتكنولوجيا عالية طغت علي الفن والموهبة وظهر أيضا الذكاء الاصطناعي الذي قد يكون طفرة جديدة وكبيرة في التقنية العالية للاستخدام الفني. لكني أري هذا افلاس فني لايمت للفن والابداع بأي صلة لأن الآلة هي التي تعمل واسمه يدل عليه أن الصنعة هي التي تحكمه فعندما الصنعة تتحكم في الابداع لم يكن ابداع ولا فن لذلك تكون مثل عرض اعلامي وتختفي ولم ولن تعيش. وانا أري أنه ممكن يكون له ايجابيات لكن للآن لم تظهر الا سلبيات تودي بالفن وبالابداع والموهبة وانا ضد هذا نهائي لان هناك مواهب كثيرة عاطلة عن العمل فلماذا هؤلاء الملحنين لم يلحنوا ويبدعوا في الحان جديدة ويقدموها لهذه الفئة العاطلة عن العمل ولماذا لم تقدم شيئ بدل الذكاء الاصطناعي الذي لايثمن ولا يغني من جوع. وأنا أري أنه يجب الجهات المعنية كوزارة الثقافة ونقابة المهن الموسيقية واي احد يجب ان يتدخل لوأد هذه الفكرة في مهدها قبل أن تتفشي.
الذكاء الاصطناعي هو لغة العصر القادمة ولايمكن أن يتم الاستغناء عنه أو أن نقف ضده. بل نحاول أن نطور منه أو نوضح أخطاءه، لكن لا أري له خطورة، اذ تكمن خطورته في عدم مواكبة عقولنا له، فهو لن يستطيع أي شخص أن يوقف انتشاره بين جميع المهن التي سيدخل فيها، وأنا مع ظهور الفنانين بالذكاء الاصطناعي وليس ضده لأنه من خلاله أصبح الشباب يقتربون من فنانين في زمن كلنا نشتاق اليه ولكن اذا كان هناك أخطاء لايجب أن نقف أمامها بل نصلحها، أين نحن من استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل صحيح؟ هل نقف مكتوفي الأيدي أم نقدم الشئ الصحيح لكي نصلح العيوب التي تظهر من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي، المنع هو من يجعل أخطائه تنتشر أكثر وأنا ضد منع استخدام الذكاء الاصطناعي، بل مع تصحيح أخطائه، ولا أري وجود خطورة في انتشاره بين الشباب بل بالعكس مفيد جدا، لكن الخطورة علي العقول التي لاتواكب التكنولوجيا الحديثة.
عايز اقولك اني بفضل الله انا أول من استخدم الذكاء الإصطناعي بشكل حقيقي وبنفسي لما غنيت غنوه أسمها لا تبكي عليها وكان نفسي اخلي.. محمد فؤاد ومنير وهاني شاكر ومحمد محيي وبهاء سلطان.. مع حفظ الألقاب لكل فنان فيهم.. يغنوا اوبريت مع بعض لما قليدتهم بشكل حقيقي في اغنيه من البومي لاتبكي عليها اللي لقت نجاح كبير جدا على القنوات والسوشيال ميديا.. طب انا قدمت.ده بشكل حقيقي لمجرد تخيل ان الفنانين دول يغنو مع بعض.. وده كنت بعمله لايف بالجيتار اودام الناس كلها لما قليدت الفنانين دول.. بالرغم انهم مغنوش في الحقيقة.. غنوه لا تبكي عليها كلمات الشاعر/ عادل سلامة والحاني وتوزيع / ياسر ماجد.. ولكن استوقفني فكره. الذكاء الإصتناعي حاجه خطيره جدا اه شكل جديد ويبدو الانبهار في بدايه الأمر ولكن مفيش أحساس ومفيش ابداع.. لأنه فى الأخر مفتعل ومش حقيقي زي فكره الروبت كده.. واخد اوردر وبينفذه.. ولكن ده بيستوقفني ان ده بيبوظ تراثنا واغانينا لفنانين كبار زى الفنان عبد الحليم حافظ والفنانه ام كلثوم.. احنا ارتبطنا بفنهم عشان كان فيه احساس وابداع حقيقي.
بداية فقد ظهر شيوع مصطلح الذكاء الاصطناعي وانتشاره مع النصف الثاني من القرن العشرين، وذلك مع ظهور الكمبيوترات واشتراكها في تقدم الآناسي الآليين، إلا أن الموضوع ظهرت له طفرات هائلة مع الثلث الأخير الأخير من نفس القرن وبدأنا نسمع عن طفرات فنية غير مسبوقة مثل إعادة إنتاج أغان حديثة للمطرب الأمريكي الراحل ألفيس بريسلي عبر توليفات صوتية من حروف كلماته المغناة سابقا، وأعتقد أن ذلك حدث أيضا مع أسطورة الغناء مايكل جاكسون بعد رحيله بصوته وصورته، وقديما كانت تقنيات من مثل المونتاج والمكساج والفوتو شوب تقوم بأشياء مشابهة إلا أن المذهل في الموضوع أن الذكاء الاصطناعي في الفن سيصل في فترة قريبة إلي مطابقة تامة مع الفنان الراحل أو الذي بيننا بكل ما يحمله ذلك من مخاطر وقد بدأ تأثير التكنولوجيا علي الفن عندنا متأخرا عن الغرب الذي سبقنا بعدة عقود "ويمكن أن نستفيد من تجربته في منفعة ومضار هذه الطفرات العلمية الحديثة " فظهرت حفلات الهولوجرام للست أم كلثوم التي تظهر فيها علي المسرح بهيتئها كاملة وهي تقدم حفلات لاقت رواجا لحساب إحدي الشركات التي تمتلك الحقوق. علي التراث أولا وعلي الفن ثانيا الذي قد تشوبه الصنعة وعلي حقوق الملكية الفكرية والأديبة ثالثا، كما ظهرت مقاطع لأغان من صنع الملحن عمرو مصطفي للست انتشرت وأثارت جدلا مابين مؤيد ومعارض ومتسائل عن حقوق الملكية الفكرية وكذلك عن الحقوق الأدبية فيما إذا كانت الست ستقبل هذه الكلمات وهذا الملحن إن كانت علي قيد الحياة. وكذلك ظهرت سعاد حسني لتروي لنا قصة وفاتها بصوتها وصورتها، كما ظهرت أعمالا فنية لفنانين معاصرين بنفس التقنية، من حيث يمكن إنتاج قصائد شعرية ولوحات وأفلام دون مبدعين وفقط بالذكاء الاصطناعي، ومن ثم فإنني أقترح علي النقابات الفنية أولا وعلى المشرع القانوني الفني ثانيا ضرورة إنشاء بصمة صوت وصورة لكل فنان أوعمل فني بالضبط مثل بصمة قزحية العين وبصمة الصوت وذلك لحماية حقوق الملكية وحماية التراث الغنائي هذه البصمة يمتلكها الفنان في حياته بحيث لايصدر أي عمل فني بصوته أوبصورته بالتقنية سالفة الذكر إلا بموافقته أما بعد رحيله فتمتلكها أسرته أو الشركة الأصلية المنتجة، بالتأكيد لن نستطيع إيقاف التطور الهائل في كل مناحي الحياة، ومن ذا الذي لايحب أن يسمع أغنية جديدة لعبد الحليم أو غيره بألحان وكلمات جديدة ولكن ذلك مسموح به فقط في حال وضع الضوابط والأصول المنظمة، حتي لايتم تشويه صورة التراث بلا فائدة.
اترك تعليق