علي مر التاريخ ستظل الإسماعيلية أرض البطولات ومنها تبدأ الحكايات.. منذ بداية حفر القناة حتي افتتاح القناة الجديدة مروراً بتأميم القناة وإعادة افتتاحها ثم معركة الشرطة ومن بعدها حرب أكتوبر المجيدة وتعمير مدن القناة حتي الوصول إلي دولة 30 يونيه وتولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد الحكم ليبدأ نهضة دولة جديدة عصرية تحت مسمي الجمهورية الجديدة وإعادة بناء الوطن من جديد بسواعد المصريين ومن بين هذه الحكايات كان الحلم الكبير قناة السويس الجديدة ليؤكد للعالم أن مصر تستطيع، ومع الرئيس السيسي تحقق الحلم خلال عام واحد وشاركنا العالم كله الاحتفال بتدشين هذا الحلم العالمي.
قليلة هي المشاهد التي يسجلها التاريخ في حياة الشعوب ورغم كثرة هذه المشاهد في حياة الشعب المصري الذي تضرب حضارته لعمق يصل إلي 7 آلاف سنة غير أن مشهد إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي عن حفر قناة السويس الجديدة سوف يسجل كأحد أهم الأحداث التاريخية التي شهدتها مصر الحديثة والمعاصرة.. ورغم الأسباب الكثيرة التي ليس أقلها الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية البالغة التي يشكلها حفر قناة السويس الجديدة لمصر وللإقليم وللعالم أجمع.. غير ان السبب الأبرز الذي حفر في ذاكرة المصريين هذا المشهد. قبل ان يتم حفر القناة نفسها هو ان مصر كانت قد طوت قبلها بنحو عام واحد فقط صفحة شديدة الاظلام من تاريخها هي صفحة حكم جماعة الإخوان الإرهابية التي كادت أن تودي بمصير البلاد حتي بات الكثيرون ينتظرون انهيار الدولة وتبدد الشعب مثلما حرب أهلية. وبمناسبة ذكري تأميم قناة السويس كان لزاماً علينا ان نبحر في أعماق تاريخ القناة وذاكرة المسئول الأول عنها الفريق أسامة ربيع ليحكي لنا مراحل التطوير وارتفاع معدلات إيرادات القناة باعتبارها أهم مصادر الدخل القومي المصري.
وأكد الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس علي الأهمية الاستراتيجية التي تمثلها القناة لحركة التجارة العالمية. مما جعلها محور اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجهمورية وقبلة المشروعات التنموية الكبري.
وألقي الفريق الضوء علي المزايا الملاحية التي حققها مشروع قناة السويس الجديدة وأبرزها زيادة عامل الأمان الملاحي ورفع قدرة القناة علي مواجهة حالات الطوارئ المحتملة، فضلاً عن رفع تصنيف القناة بزيادة طاقتها العددية والاستيعابية وزيادة قدرتها علي استقبال السفن العملاقة ذات الغواطس الكبيرة.
وأكد الفريق ربيع حرص قناة السويس علي الارتقاء بمستوي الخدمات البحرية واللوجستية المقدمة للسفن العابرة من خلال تبني استراتيجية شاملة للتطوير تعتمد علي أربعة محاور أساسية تشمل تطوير المجري الملاحي للقناة وتحديث الأسطول البحري بالإضافة إلي تعظيم الاستفادة من أصول الهيئة وتنويع مصادر الدخل.
أشار إلي أن قناة السويس أحرزت منذ انطلاق هذه الاستراتيجية الوطنية تقدمًا ملموسًا علي صعيد جميع محاورها الرئيسية. بما يعزز تحقيق رسالة الهيئة التي تصبو إلي تقديم حزمة متكاملة من الحلول التكنولوجية والخدمات اللوجستية والأنشطة البحرية وصناعات القيمة المضافة المدعومة بقاعدة من الخبرات البشرية المتراكمة تزيد علي 150 عاماًً، وذلك بفضل الدعم غير المحدود للرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية لخطط تطوير المجري الملاحي في سبيل الحفاظ علي المكانة التنافسية الرائدة لقناة السويس عالميًا.
وأوضح الفريق ربيع أن هذه الخطط تم ترجمتها علي أرض الواقع خلال السنوات القليلة الماضية، عبر تنفيذ عدة مشروعات قومية علي رأسها مشروع قناة السويس الجديدة الذي ساهم في تحقيق القناة إيرادات قياسية وصلت إلي 9.4 مليار دولار خلال العام المالي 2022/ 2023 مع عبور 25887 سفينة بإجمالي حمولات تتجاوز 1.5 مليار طن، مؤكدًا أنه جاري البناء حاليًا علي هذه الإنجازات عبر العمل علي تنفيذ مشروع تطوير القطاع الجنوبي، والذي سينعكس علي زيادة الطاقة الاستيعابية في القناة بمعدل 6 سفن جديدة. وتحسين معدل الأمان الملاحي بنسبة زيادة قدرها 28%.
وأضاف أنه في الوقت ذاته قطعت الهيئة شوطًا في برنامج تطوير الأسطول البحري لرفع كفاءة القناة وتحسين مستوي الخدمات المُقدمة للسفن العابرة، وذلك من خلال تدعيم أسطول الهيئة بأحدث كراكتين في الشرق لأوسط وهما الكراكة "حسين طنطاوي" والكراكة "مهاب مميش"، وعدد 28 قاطرة حديثة تشمل قاطرتي إنقاذ وقاطرات مصاحبة وقاطرات صغيرة، هذا جنبًا إلي جنب مع بناء لنشات إرشاد حديثة.
ثم ألقي الفريق ربيع الضوء علي جهود استغلال الفرص الاستثمارية التي تحقق عوائد إضافية لقناة السويس. وهي الجهود التي تشمل تطوير وإعادة هيكلة الشركات التابعة وتحسين الاستفادة من أصولها الواعدة والمتنوعة للارتقاء بكفاءتها الإنتاجية وأدائها المالي. مشيرًا إلي جني ثمار هذه الخطة بالفعل في ضوء تحول 5 شركات من أصل 7 شركات للربحية. ومن المستهدف استكمال استراتيجية تطوير الشركات التابعة.
مبادرات صديقة للبيئة
وتطرق رئيس الهيئة إلي محور تحقيق الاستدامة البيئية الذي سيقود قناة السويس للتحول إلي قناة خضراء مستقبلاً، إذ تم اطلاق عدة مبادرات صديقة للبيئة لخفض الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2030، أبرزها تشغيل 16 محطة مراقبة بطول المجري الملاحي بالطاقة الجديدة والمتجددة، فضلاً عن الدخول في شراكة مع مجموعة شركات "V" اليونانية المالكة لشركة "Antipollution" لتقديم خدمة جمع وإدارة المخلفات الصلبة والسائلة، ضمن الخدمات اللوجستية المقدمة للسفن العابرة للقناة، وهو ما يتكامل مع خطة خلق مصادر دخل جديدة. خاصةً بالعملة الصعبة.
وفي هذا الصدد، أشار الفريق ربيع إلي بدء تقديم خدمة تموين السفن المارة بقناة السويس بالوقود بالتعاون مع الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ووزارة البترول والقطاع الخاص ضمن عدة خدمات مقدمة لها وذلك خلال فترة الانتظار بالقناة بما يحقق الاستفادة الكاملة للسفن وتوفير الوقت اللازم لإمدادها بالوقود.
وقال رئيس الهيئة إن دور قناة السويس يتضمن خطة وطنية تصبو إلي وضع مصر علي الخريطة العالمية لسياحة اليخوت عبر تطوير مراين متطورة لليخوت في مدن القناة الثلاث، والتي تستهل بتطوير مارينا اليخوت بالإسماعيلية بطاقة استيعابية تصل إلي 210 يخوت وتوسيع مظلة الخدمات المقدمة من خلاله لتضاهي مراين اليخوت العالمية، وذلك بالتوازي مع إنشاء مارينا يخوت آخر علي الطراز الحديث بالإسماعيلية ليكون أول نموذج لمارينا خضراء مستدام يمتثل للمعايير البيئية، فضلاً عن إنشاء مارينا يخوت في الساحل الشمالي، وتوطين صناعة اليخوت بالتعاون مع ترسانة جنوب البحر الأحمر.
وأكد الفريق أسامة ربيع علي الدور التنموي والمجتمعي لهيئة قناة السويس وسعيها نحو تحقيق التنمية المستدامة، وعلي رأسها تنفيذ مخطط التنمية لشبه جزيرة سيناء، وذلك عبر بناء وتشييد عدة محاور متنوعة تربط بين مدن القناة وسيناء، والتي تشمل سلسلة الأنفاق العملاقة التي تمر أسفل القناة وخمسة كباري عائمة ومرفق المعديات، بما يفتح آفاقًا أرحب للتنمية في أرض الفيروز، وذلك بالتوازي مع بناء قرية أولمبية في مدينة الإسماعيلية علي مساحة 350 ألف متر مربع للمساهمة في إعادة بناء الشخصية المصرية.
مؤكداً أن قناة السويس ستظل ركنًا رئيسيًا في مسيرة النهوض بالدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، انطلاقًا من أهميتها الاستراتيجية في قلب التجارة العالمية، بما يحتم علينا مواصلة مشروعات التطوير بقناة السويس حتي تواكب جميع المتغيرات العالمية في مجال النقل البحري وحركة الملاحة العالمية.
شجاعة الرئيس
بهذه الكلمات بدأت النائبة فيبي فوزي وكيل مجلس الشيوخ كلامها عن المشروع الحلم "قناة السويس الجديدة"، وأضافت: كانت شجاعة الرئيس عبدالفتاح السيسي وجسارته في مواجهة قوي داخلية بالغة الشراسة لا تريد إلا أن تحكم مصر أو تقتل المصريين، تساندها قوي خارجية كل همها القضاء علي هذا البلد الذي يشكل آخر حجر في بنيان العالم العربي، ويحمية جيش هو آخر عامود يحمل هذه الخيمة التي باتت مهددة بالانهيار التام.
وأوضحت فيبي فوزي ان قرار جيش مصر الباسل بالانحياز للشعب المصري في ثورته العارمة يوم الثلاثين من يونيو وبعد انتخاب الشعب للزعيم عبدالفتاح السيسي ليقود مسيرة الأمة في مواجهة قوي الشر الداخلية والخارجية جاءت لحظة البناء والتعمير.
هذه اللحظة التي أراد لها الزعيم السيسي ألا تتأخر كثيراً إذ كانت مصر علي شفا الإفلاس الاقتصادي ورغم انه كان يواجه إرهاباً غير مسبوق في تاريخ مصر أو المنطقة إلا أن الرئيس السيسي آثر ان يحمل السلاح بيد وان يبني مصر الجديدة باليد الأخري، فكان الإعلان يوم الخامس من أغسطس من العام 2014 عن البدء في حفر قناة السويس الجديدة هو بمثابة الإعلان عن التحدي وعن قدرة المصريين علي إنجاز المستحيل رغم كل الظروف المحيطة.
قالت وكيل مجلس الشيوخ إنه رغم تساؤل الكثيرين عن كيفية تمويل المشروع العملاق ألا أنه وبأموال المصريين ودون الحاجة لتمويل خارجي. تم استيفاء أكثر من 60 مليار جنيه في أيام معدودة وهو الأمر الذي يشي بمدي التفاف الامة خلف قائدها ومدي تماسك كل الفئات حول هذا المشروع الكبير، ومن وجهة نظري، فإن حفر قناة السويس الجديدة كان إيذانا بانطلاق سلسلة من المشروعات الكبري التي باتت الصيغة المتبعة خلال ثماني سنوات حتي الآن، لتشكل في مجملها مشروعاً وطنياً شاملاً كانت مصر في أشد الحاجة إليه، هذا المشروع الذي يهدف إلي إعادة بناء مصر حجراً وبشرا، فالقناة الجديدة مثلما هي مشروع اقتصادي واستراتيجي بامتياز. فإنها مثلت أيضاً مشروعاً للتماسك المجتمعي والاصطفاف حول هدف نبيل يبعث برسائل عديدة للعالم أجمع، هذا العالم الذي كان في تلك اللحظة يشك في إمكانية خروج مصر من المستنقع الذي أوقعتها فيه قوي البغي والعدوان الداخلية والخارجية.
أضافت وكيل مجلس الشيوخ ان الأهمية التي تشكلها القناة الجديدة في تيسير حركة عبور السفن وخدمة التجارة العالمية ومواكبة التطورات الجارية في صناعة النقل البحري وتكنولوجيا إنشاء السفن وحاملات الحاويات العملاقة.
وقبل كل ذلك اسهامها في زيادة الدخل القومي من العملات الأجنبية. إذ ثبتت كل الحقائق التي تؤيد ذلك خلال السنوات القليلة التي مرت علي افتتاحها أمام الملاحة العالمية وليس أظهر علي ذلك دليلاً من مساهمتها في تجاوز المشكلات المعقدة التي واجهت حركة الملاحة والتجارة العالمية جراء فيروس كورونا إذ لم تتاثر عائدات القناة من التداعيات السلبية للجائحة.
قالت فيبي فوزي إن أزمة جنوح السفينة "ايفر جيفن" جاءت لتشير بوضوح إلي دقة حسابات من اتخذ قرار ازدواج قناة السويس، بما قلل كثيراً من الآثار السلبية للأزمة.. حيث نجحت القناة في ظل إدارتها الوطنية الكفء برئاسة الفريق أسامة ربيع في تيسير عبور 422 سفينة في أقل من ثلاثة أيام بعد انتهاء الأزمة وهو الأمر الذي كان مستحيلاً قبل حفر القناة الجديدة.
وقالت يطول الحديث عن مشاهد التحدي والإصرار وصلابة الإرادة في تاريخ المصريين. لكن مشهد افتتاح قناة السويس الجديدة هو بالقطع أحد هذه المشاهد التي سيظل التاريخ يذكرها تماماً مثلما سيسجل الزعيم عبدالفتاح السيسي في صفحاته كأهم بناة مصر الحديثة بما يضطلع به من مشروع وطني عملاق قادر بإذن الله علي نقل مصر نقلة نوعية تضعها في مصاف الدول المتقدمة خلال سنوات قليلة قادمة ولتحتل بلدنا المقام الرفيع الذي تستحقه بين الأمم.
تحقيق طفرة اقتصادية
أكد الربان وسام عباس حافظ "كبير مرشدين ممتاز" بهيئة قناة السويس وأحد أبطال موقعة "إيلات" الشهيرة والمجموعة 39 قتال أن قرار إنشاء قناة السويس الجديدة، جاء بمثابة إعلان حرب يجب الفوز بها خلال عام واحد فقط لتحقيق طفرة اقتصادية في مصر، وإرسال رسالة للعالم أننا أصحاب قرار وقدرة علي التنفيذ.
قال حافظ. إن مشروع تطوير القناة تم عرضه علي الرئيس الأسبق مبارك ولم ينفذه، وتبناه الرئيس السيسي لأنه سيحقق نقلة اقتصادية حقيقية وسريعة.. مشيراً إلي أن عوائد القناة تتضاعفت بعد تشغيل القناة الجديدة حيث يصل الدخل لأكثر من 12 مليار دولار سنوياً، وتعد القناة الجديدة مرحلة أولي من مخطط تطوير يضم 42 مشروعاًَ بالقناة وفي المنطقة المحيطة.
وأضاف، ان قناة السويس كانت تدر دخلاً قدره 5 مليارات دولار أما بعد إنشاء القناة الجديدة فقد ارتفع الدخل إلي ما يزيد علي 12 مليار دولار بسبب زيادة عدد السفن التي تعبر وكذلك زيادة حمولتها، فرسوم مرور السفن يتم حسابها علي الأطنان التي تمر، وثانياً السفينة تحتاج لمدة 24 ساعة تقريباً لتمر في قناة السويس وتتكلف 2500 دولار في الساعة يعني 60 ألف دولار يوميا وكثير من السفن كانت ترفض المرور من القناة بسبب التكلفة دي لكن بعد عمل الازدواج بالقناة الجديدة والتي تبدأ من الكيلو 60 إلي الكيلو 95 بطول 35 كيلو فسيتم تقليص مدة انتظار السفن إلي 8 أو 9 ساعات فقط وكشف الربان وسام اننا بذلك نوفر تكلفة للسفن لتشجيع سفن عديدة للمرور من القناة بعد اختزال الوقت والتكلفة وأيضاً نتيح فرصة أكبر لمرور عدد كبير من السفن وهناك دليل علي ذلك حيث كان متوسط مرور السفن حوالي 40 سفينة في اليوم لكن بعد تشغيل القناة الجديدة وتجربتها أصبح يمر في القناة من 70 إلي 80 سفينة في اليوم بالإضافة إلي أن السفن كانت حمولتها 12 ألف كونتنر فقط أصبحت الآن بتشيل 19 و20 ألف كونتنر وهذا يزيد من رسوم المرور التي يتم حسابها علي عدد الأطنان وليس علي السفينة.
وأضاف القبطان وسام حافظ أن زيادة دخل القناة الجديدة سيعود علي مصر كلها بكل طبقاتها لأن تلك العوائد ستستخدم في مشاريع تنموية بالإضافة إلي أنها تجذب الاستثمارات الأجنبية، والدولة حالياً بصدد إنشاء مشروعات تنموية عملاقة بجوار القناة ومصانع في المنطقة الشرقية وستحدث نهضة صناعية وزراعية في سيناء بالتالي ستجذب أهل سيناء إلي العمل.
ويحتفل المصريون يوم 26 يوليو، بالذكري الـ67 لتأميم قناة السويس عام 1965، عندما أعلن الرئيس، جمال عبدالناصر، بميدان المنشية في محافظة الإسكندرية قراره بتأميم قناة السويس.
اترك تعليق