هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

مدينة العلمين الجديدة بين الماضي والحاضر المشرق
د. هويدا أحمد الملاخ
د. هويدا أحمد الملاخ

بقلم - د. هويدا أحمد الملاخ
 

                   عضو اتحاد المؤرخين العرب 

تتمتع مدينة العلمين بتاريخ سياسي واقتصادي عريق منذ القدم حيث كانت نقطة مرور استراتيجية ومركزًا تجاريًّا مهمًّا بين مصر وليبيا ، كما كان للمدينة مع جزيرة كريت قديماً دور حيوي فى تعزيز العلاقات و الروابط السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية على الصعيد الدولي الإقليمي ، والتى بدورها كونت مزيج حضاري عريق جمع ثقافات المصريين القدماء والإغريق والرومان والبيزنطيين والعرب في بوتقة واحدة .


وفى العصر الحديث خلال الحرب العالمية الثانية  1939- 1945 م دارت على أرض المدينة معارك حربية شرسة بين الجيشين الألماني والبريطاني فى منطقة العلمين بالساحل الشمالي وامتدت للصحراء الغربية، استخدمت خلالها الألغام الأرضية علي نطاق غير مسبوق، بعد أن أدى نقص الإمدادات والوقود للجيش الألماني فى أواخر عام 1942 إلى صعوبة مهمة خوض معارك دفاعية متحركة.

من هنا جاءت فكرة القائد الألماني روميل بزراعة خط المواجهة بينه وبين القوات البريطانية بما أسماه حدائق الشيطان، وهي حقول ألغام غير عادية زرعت في باطن الأرض رأسيا علي امتداد ثلاث طبقات بحيث إذا تمت إزالة اللغم الأول ينفجر الثانى وإذا أزيل الثانى انفجر الثالث‏.‏

عانت مصر والمصريين على مدار سبعة عقود  من مشكلة انتشار الألغام الأرضية بمساحات كبيرة خاصة في منطقة الساحل الشمالي إلى أن تمكنت القيادة العامة للقوات المسلحة بالتعاون مع  الأمانة التنفيذية لإزالة الألغام بوزارة التعاون الدولي بعد ثورة 30 يونيو من إزالة أكثر من 25 مليون لغم وجسم متفجر وذخائر خلال السنوات الماضية والتى تعد من مخلفات الحرب العالمية الثانية بالصحراء الغربية ، مما ساهم في تنفيذ عدد من المشروعات العمرانية والتنموية المختلفة ، والتي عادت على الدولة المصرية بالنفع في مختلف المجالات بعد معاناة المصريين لعقود و يأتى صدور قرار جمهوري بإنشاء مدينة العلمين عام 2018 من أهم مكتسبات معركة إزالة الالغام ، بدأت حدودها من طريق وادي النطرون إلى الضبعة، وتبلغ مساحتها الاجمالية 48 ألف فدان، ومن المخطط أن تستوعب أكثر من 3 ملايين نسمة وبذلك تصبح أول مدينة مليونية فى الساحل الشمالي بموقعها المتميز على أجمل سواحل حوض البحر الأبيض المتوسط، وانتشار القرى والفنادق السياحية وجميع الخدمات مع تمتعها بالأمن والأمان. 
كما أن العلمين الجديدة واحدة من مدن الجيل الرابع وهي تشبه العاصمة الإدارية الجديدة من حيث ضخامة المشروعات الاقتصادية وتحقيق مبدأ التنمية المستدامة لتلك المنطقة المتاخمة للمتوسط لتكون قبلة للاستثمارات العربية والأجنبية.
 ويوجد بالعلمين الجديدة حوالى 10 آلاف وحدة إسكان اجتماعي، كما تتسم بموقعها المميز والذي سيجعلها بوابة مصر على إفريقيا، حيث ستغير خريطة الساحل الشمالي بأكمله والمفهوم الذى أنشئ على أساسه، فهي ستكون مدينة سكنية تستقطب المواطنين طوال العام، وليس موسم الصيف فقط كما هو معتاد، ويتوافر بالمدينة 15 ألف فدان معدة للتنمية الفورية، وتتسم بأنها مدينة متكاملة تشمل جميع الأنشطة السكنية، كما تعد وجهة سياحية وصناعية، كما يوجد بها جامعة أهلية، وفنادق عالمية، ومقرين للرئاسة ومجلس الوزراء.

كما نجحت القيادة السياسية المصرية نحو تسليط الضوء الإقليمي والدولي على تلك المدينة التاريخية وكيف حظيت بجهود حثيثة من الدولة المصرية نتج عنها تحول  مدينة العلمين من أرض للألغام الى أرض للاستثمارات العربية والدولية، بعد أن استضافت قمة عربية  خماسية فى أغسطس الماضي على أرض العلمين الجديدة، جمعت قادة مصر والإمارات والبحرين والأردن والعراق في إطار التنسيق والتشاور المستمر بين هذه الدول، بما يخدم العمل العربي المشترك  وكيفية التصدي للتحديات الدولية والإقليمية الراهنة ، مما يعني لفت أنظار العرب للاستثمارات الواعدة والتي ستحولها إلى نموذج عملي للتعاون العربي المشترك.
 
وتكلل كل ذلك التطور العمراني الاستثماري للمدينة الواعدة بانطلاق فعاليات مهرجان العلمين للموسم الصيفي 2023 في الفترة من 13 يوليو الجاري حتى 26 أغسطس 2023 تحت عنوان "العالم علمين" ويشمل المهرجان فعاليات فنية ورياضية، على المستوى العربي والدولي، بالإضافة إلى إقامة معارض وعروض ترفيهية، إلى جانب مشاركة فرق واتحادات دولية لرياضيات مختلفة، ويعد المهرجان تجربة  جديدة ومتميزة على ارض الواقع تحتضنه أرض الألغام التي تحولت بفضل الجمهورية الجديدة إلى أرض الأحلام. 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق