ونحن على اعتاب عامُ هجرى جديد نتطلع فيه الى التعلم من نور النبوة ومثابرته وصبره صل الله عليه وسلم خلال رحلة هجرته من المكة الى المدينة قال الدكتور زغلول النجار رئيس لجنة الاعجاز العلمي في القران الكريم
ان من الدروس المستفادة من هجرته صل الله عليه وسلم الثقة فى معية الله تعالى التى ينبغى على المؤمنين به تعالى الاقتداء بها واقتفاء اثرها
واشار انه لما شّمرت قريش عن سواعدها في طلب رسول الله ﷺ وصاحبه، وجندت كل إمكاناتها في سبيل تحقيق ذلك، وقررت إعطاء مكافأة قدرها مائة ناقة عن كل واحد منهما، لمن يعيدهما إلى قريش حيين أو ميتين كائنا ما كان. وأملا في الحصول على تلك المكافأة السخية جَدَّ كل من قصاصي الأثر والفرسان في طلب المهاجرين الكريمين، وانتشروا في كافة الأودية والجبال المحيطة بمكة حتى وصل بعض المقتفين للأثر إلى فتحة غار ثور، وقالوا: "والله ما جاز مطلوبكم هذا المكان".
سمع أبو بكر هذا الكلام فبكى بكاء مكتوما هامسا لرسول الله بقوله: "والله لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا، لو هلك أبو بكر لهلك فرد واحد، أما أنت يا رسول الله لو هلكت لذهب الدين، وهلكت الأمة، والله ما على نفسي أبكي، ولكن مخافة أن أرى فيك ما أكره". فطمأنه رسول الله ﷺ قائلا: "يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما!؟ لا تحزن إن الله معنا". وفي ذلك يقول ربنا تبارك وتعالى: *إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ* (التوبة: 40).
ولفت الى ان النبى ﷺ كان واثقا من معية الله تعالى لهما، فقد أوحى إلى شجرة أن تنحاز إلى فم الغار لتسده، كما أوحى إلى كل من أنثى العنكبوت أن تنسج نسيجا يطبق على فم الغار، وإلى حمامتين أن تبيضا وتفرخا بالوصيد مما جعل كلا من المطاردين وقصاصي الأثر ينبذون الرأي القائل بأنهما قد دخلا إلى جوف غار ثور، فعادوا أدراجهم خائبين بعد أن صرف الله أنظارهم عن المهاجرين الكريمين.
واستكمل رئيس لجنة الاعجاز العلمى فى القرآن انه لما هدأ الطلب اتجهت أنظار الكافرين إلى شمال مكة، فجاء عبد الله بن أبي بكر بالراحلتين وبالراعي والدليل وكان ماهرا بالطريق إلى المدينة، وكان على دين مشركي قريش ولكنه عاهدهما على ألا يخون الأمانة.__وأتتهما أسماء بزاد رحلتهما، فخرج رسول الله وصاحبه من الغار فقدم له أبو بكر أفضل الراحلتين وأصر رسول الله على دفع ثمنها فركبا وانطلق سالكين طريق الساحل إلى المدينة، على الرغم من أنه أطول من الطريق الجبلي هروبا من مطاردة المطاردين.
اترك تعليق