هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

نصائح الخبراء لتجاوز طلاب الثانوية العامة صدمة الرسوب أو المجموع الضعيف
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

انها نهاية العالم .. هذه الكلمات ربما تعبر عن مشاعر بعض طلاب الثانوية العامة اذا ما رسبوا فى الامتحانات أو حصلوا على مجموع ضعيف أو حتى الذين حصلوا على مجموع لا يؤهلهم للإلتحاق بالكليات التى يرغبونها ، ربما كانت هذه المشاعر لمبالغ فيها طبيعية بالنسبة لشخص عمره لا يتعدى الـ 18 عام ، يمكن حصر خبراته فى الحياة على أصابع اليد الواحدة ، ولكن السؤال : اذا كانت المبررات موجودة لتلك المشاعر فهل نتركه نهبا لها ، هل نتركه غارقا فى أوهامه بأن أحلامه قد انهارت وما من سبيل لتحقيقها مرة أخرى؟


بالطبع لها .. فهناك الكثير من الحلول البديلة و الأدوار التى يمكن أن تقوم بها الأسر تجاه أبناءها فى مثل هذه الحالات لمساندتهم و مد يد العون لهم للتغلب على هذه الأزمة من خلال طرح أفكار جديدة وبدائل ممكنة .. ولعل هذا ما أكد عليه خبراء علم النفس والتربية فى حديثهم للجمهورية أون لاين.

 

المرونة .. كلمة السر


قالت الأستاذة الدكتورة مايسة فاضل أستاذ علم النفس التربوى بالمركز القومى للامتحانات والتقويم التربوي : أحيانا نكون على مقربة بسيطة من الخطوات التى يمكنني من خلالها تحقيق حلم الدراسة لكن قد نجد ان درجة او درجتين يفصلوا الطالب عن الكلية التي يريد من خلالها تحقيق حلمه، وهذا بلا شك شيء مخيب لآمال أي شخص وهذا أمر طبيعي، ولكن لابد للطالب من عدم السماح لنفسه بالشعور بخيبة الأمل الا ليوم او يومين على الأكثر ولكن بعدها لابد من التفكير بشكل جديد الى اين سأتجه وماذا سأفعل؟

ووجهت  الأستاذة الدكتورة مايسة فاضل مجموعة من النصائح للطلاب وأسرهم كالتالي:

1- ان أول نصيحة أوجهها للطلاب عدم اعتبارها مشكلة فى شخصي وانما تتعلق بظروف كثيرة مثل الامتحانات وصعوبتها والطريقة الجديدة للامتحانات ، ظروف كلها قد تكون خارجة عن ارادتي ولكن هذا ما أراده الله ولابد من الاقتناع بأن الله لا يفعل الا الخير.

2 - عدم الاستسلام للزعل والاحباط وانما يوم او يومين على الأكثر


3 - البدء فى التفكير فى الاسباب التى أدت الى ذلك هل خارجة عن ارادتي ام انني مسئول عنها والتركيز على المستقبل بدلا من التفكير فيما ضاع مني ، المطلوب فقط استدراك الأخطاء التى تسببت فى ذلك

4 - على الطالب ان يدرك انه سواء رسب أو حصل على مجموع لم يؤهله للكلية التى يرغب بها فليس هذا هو الذي سيحدد هويتك والفشل ليس معناه أنك فاشل وانما يعني انك فى لحظة معينة فشلت فى شيء وليس فى الحياة كلها، وهذا لا يعني عدم السعي للنجاح في الكلية التى حددها المجموع او فى اي مجال من مجالات الحياة.

5- على الأسرة ان تبعث الطاقة فى فكر أولادهم وتبعد عنهم الاحباط وتجعلهم يواجهون الواقع حتى ان كان صعبا فهو افضل من تخيل شيء ليس حقيقيا والخروج من الشعور بالاحباط بأقل خسائر

6- على الأسرة ان تقدم أمثلة ايجابية لأبنائها بذكر أشخاص لم يلتحقوا بالكليات التي يرغبون فيها لكنهم نجحوا فى المجال الذي دخلوه وتفقوا فيه.

7- من المهم جدا ان تنتبه الأسرة لعدم السخرية من الطالب وعدم مقارنته بأقرانه وعدم اشعاره بأنها نهاية العالم، فالدعم النفسي الذي يتلقاه الطالب من أسرته هو أول شيء يبني شخصيته.

8- حتى اذا كانت الأسرة نفسها تشعر بالاحباط والألم يجب عليها عدم تصدير هذه المشاعر للطالب بل عليها اقتراح طرق جديدة للمضي قدما فى الدراسة والبحث عن تخصصات أخرى ومشاركة الطالب فى خطط جديدة ناجحة يكمل بها حياته.

9- على الأسرة توفير الجو الهاديء للطالب ليفكر فى اتجاه جديد وتشجيعه على التواصل مع الزملاء والاصدقاء واساتذته ليكتشف طرقا جديدة باتجاهات جديدة فى حياته.

10- لابد ان تساعد الأسرة أولادها على التحلي بالمرونة النفسية ووضع الحلول البديلة فما حدث قد حدث ولابد من التفكير فى الغد وليس الأمس.

11- لا تترك مجموعك يختار لك الكلية التى ستلتحق بها، سواء كان مجموعك كبير ام صغير لا تتركه يوجهك لمكان يختلف مع ميولك بل عليك اختيار المكان الذى سوف تستطيع النجاح فيه وقد ثبت بالتجربة ان بعض الطلاب الذين التحقوا بكليات الطب والهندسة رغم عدم اتفاقها مع ميولهم وانما فقط بسبب المجموع قد رسبوا فيها منذ السنة الاولى.

12 - لابد من اختيار المكان المناسب لقدراتي والذى يتوافق مع أحلامي وطموحاتي ولابد ان يكون لديّ خطة بديلة ومرونة فى التوافق مع النتائج وتقبل أي شيء.

13 - كل طالب عليه ألا ينخدع بالبريق المزيف لأي اختيار أو أن يسمح لغيره بتوجيهه الى مكان معين بل عليه اختيار المكان الذي يؤمن به ويتفق مع مجموعه وميوله وقدراته.

14 - لابد أن يجهز الطالب نفسه لسوق العمل حتى لا يتجه لأي اتجاه خاطيء ، فلابد من البحث عن أقرب تخصص يدعم الحياة العملية.

15- ضرورة اكتساب الخبرات العملية اللازمة فى المجال الذى يفضله الطالب أو اختاره بسبب المجموع وألا ينتظر التخرج للتجهيز لسوق العمل ، بل لابد من اكتساب الخبرات أثناء الدراسة العملية للتأهيل لسوق العمل ،

16- لابد من دراسة متطلبات سوق العمل فالمجموع ليس دائما المؤشر الحقيقي على الشغف أو الذي يمارسه الطالب فى حياته العملية لكن مجرد متطلب يتوافق مع امكانيات الطالب وميوله.

17- الانتباه الى وجود مهن جديدة تتوافق مع المستقبل ، فهناك اتجاهات جديدة فرضها علينا التطور وعلى الطالب ان يختار منها ما يتناسب مع ميوله وطموحاته وما سيجد نفسه قد ينجح فيها

18- لابد من الاتجاه للتعلم الذاتي عند دخول الطالب للكلية حتى يصل الى هدفه.

19- لابد للطالب ان يفرح بانجازاته مهما كانت خطوات صغيرة لكن فى مجموعها انجازات عظيمة وكبيرة اذا صممت ان تكون كذلك واذا استطعت تغيير اسلوبك.

20- الايمان بأن التعليم الجامعي ليس نهاية المطاف ولكنه المرحلة الأولى فى بداية استكمال الحياة وتجهيز الشخص لنفسه لسوق العمل والنجاح واكتساب خبرات جديدة فى المجالات التي يفضلها.

 


تجنب التفكير فى الماضي

 


أكد الدكتور تامر شوقي أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس  ان الطلاب وأولياء الأمور يترقبون حاليا نتيجة الثانوية العامة ولديهم الأمال لحصول الابن أو الابنة على مجموع يؤهله للالتحاق بالكلية التي يحلم بها ( سواء الطب، أو الهندسة، أو الصيدلة، أو الاقتصاد والعلوم السياسية، أو الألسن وغيرها من الكليات)  والتي تعده  لمستقبل باهر، غير أنه  مع تغيير نظم الامتحانات في الثانوية العامة، وازدياد درجة صعوبتها ومستوى تعقيدها يفشل العديد من الطلاب في الحصول على المجموع الذي يريدونه، وبالتالي ضياع حلم  الالتحاق بالكلية التي بستهدفونها، ومن ثم تسود مشاعر الحزن، والضيق، والاحباط، وخيبة الأمل  لدى الطالب، وأسرته، وتزداد هذه المشاعر السلبية مع رؤية الطالب واسرته الكثير من الطلاب الآخرين ينجحون ويتفوقون  ويلتحقون بالكليات المختلفة،

وتابع الدكتور تامر شوقي:  وهنا لابد  للأسرة والطالب القيام بمجموعة من الأدوار لادارة تلك المشاعر السلبية والتغلب عليها تتمثل أهمها فيما يلي :
•توقف الوالدين على المقارنة بين المجموع الذي حصل عليه الطالب والمجموع الذي حصل عليه الطلاب الأخرون .

•الرضا التام  بقدر الله وأن الله عز وجل دائما ما يختار الأفضل  .

•طرد الأفكار السلبية، وتجنب التفكير فى الماضي  والبدء في التخطيط للمستقبل الجديد.

• تقديم الدعم النفسي للطالب، وعدم تأنيبه واتهامه بالتقصير ما دام أدى ما هو مطلوب منه .

•الوضع في الاعتبار أن الله خلق فروقا فردية بين الطلاب، وأن حصول الابن على مجموع أقل من زملائه لا يقل منه شيئا، وخاصة أن الابن نفسه يكون حاصلا على مجموع أعلى من زملاء له أخرين.

•بدء  التفكير في انتقاء الكليات  التي تتناسب مع مجموع الطالب، مع الوضع في الاعتبار أن تكون مشابهة في طبيعتها  للكلية التي  كان يرغب في الالتحاق بها، وأن تكون مطلوبة في سوق العمل.

•استشارة الأهل والأصدقاء من ذوي الخبرة عن الكليات والخصصات المختلفة وخاصة الجديدة منها

•الوعي  أن الوظائف في مجتمعنا غير مرتبطة بنوع الشهادة الجامعية التني سيحصل عليها الطالب،  بل بعوامل أخرى من أهمها التوفيق من الله.

• وضع الطالب  في اعتباره أن  هناك الآلاف من الطلاب الأخرين  التحقوا بكليات كانوا يحلمون بها ثم فشلوا فيها بعد الالتحاق بها، أو فشلوا في الالتحاق بوظائف ذات صلة بها.

•وضع الطالب في اعتباره أن هتاك الكثير من الطلاب التحقوا بكليات لم يكونوا يفضلونها، وبعد ذلك حققوا نجاحا كبيرا فيها أ بعد تخرجهم

• تفكير الطالب  إنه أفضل من الالاف من الطلاب الآخرين  لم يُوفقوا  في الثانوية العامة أو  سيلتحقون بكليات أقل من كليته،  أو في أماكن  أبعد،  أو بمصاريف فائقة.

•وضع  الطالب  في اعتباره أنه شخص ناجح، واستطاع اجتياز تلك السنة العصيبة وهي الثانوية العامة.

• تركيز الطالب   على تحقيق النجاح والتفوق في كليته التي سيلتحق بها ، وهذا التفوق  كفيل بأن يجعله   يحب كليته الجديدة.

•اشتغال  الطالب على نفسه، والتركيز على تعلم المهارات الجديدة سواء في التواصل أو اللغات أو الكمبيوتر والبرمجة...فهي الأهم في  الالتحاق بالوظائف ذات الدخل المرتفع

 

أفضل طريقة لتجاوز المشاعر السلبية

 


قال الدكتور عاصم حجازي أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة ان نسبة كبيرة من الطلاب سيفاجئون بأن نتيجتهم جاءت بخلاف ما توقعوه لأنفسهم وكذلك نسبة كبيرة من أولياء الأمور سوف يشعرون بالإحباط فور ظهور النتيجة وذلك لأنهم كانوا يتوقعون لأبنائهم نتيجة مختلفة تماما.


وتابع الدكتور عاصم حجازي: والحقيقة أن هذا الأمر مرده إلى عدة أسباب :
أولها : عدم  الوعي بقدرات الطالب الحقيقية إما نتيجة لغياب الكشف الموضوعي عن هذه القدرات في مراحل مبكرة من عمر الطالب أو نتيجة لعدم متابعة الأسرة لنشاط الطالب الأكاديمي .

وثانيها : التوقعات المبالغ فيها بالنسبة لقدرات الطالب وهذه النقطة مبنية على نقطة عدم الوعي بالقدرات حيث يبالغ الأباء في التوقعات بالنسبة لأبنائهم ويتوقعون منهم أداء يفوق قدراتهم.

وثالثها: تحديد القدرات التي يجب أن يمتلكها الطالب بناء على الوسط الذي يعيش فيه وبناء على قدرات أقرانه فبما أنه قد التحق بمدرسة بمواصفات معينة ويعيش في مستوى معين أو بما أنه صديق لفلان أو قريب لفلان فينبغي أن يحصل على نفس نتيجتهم.

وهذه الأسباب في مجملها تترك أثارها السلبية على الطالب وعلى الأسرة فور ظهور النتيجة وتشيع في الأسرة أجواء الحزن واليأس والإحباط.

 وقدم الدكتور عاصم حجازي أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة مجموعة من النصائح لتجاوز هذه المشاعر السلبية بيسر وسهولة  , ومنها:

- يجب على الطالب أن يعالج المعتقدات السلبية التي تسيطر على تفكيره وأن يستبدلها بنظرة إيجابية أكثر تفاؤلا ولذلك يجب عليه أن  يفرق بين ما يريده وما يستطيع القيام به , فاحيانا يحب الفرد مجال معين ولكنه لا يمتلك قدرات تؤهله للنجاح في هذا المجال كمن يحب كرة القدم ولكنه من ذوي الهمم ممن لديهم إعاقة حركية فإنه لا يستطيع ممارسة رياضة كرة القدم ولكنه يستطيع أن يمارس رياضة أخرى مناسبة لقدراته ويتفوق فيها ويكون من الأبطال البارزين .

-يجب النظر إلى نتيجة الثانوية العامة على انها بمثابة تحليل تشخيصى للكشف عن القدرات أي أنها وسيلة وليست غاية وبناء على نتيجة هذا التحليل التشخيصي يتم وصف العلاج المناسب للطالب أي اختيار المجال المناسب الذي يمكنه أن ينجح فيه إذا الثانوية العامة ليست هي المرحلة النهائية  للنجاح ولكنها مرحلة تشخيصية ولكن النجاح الحقيقي هو الاستثمار الجيد للقدرات واختيار أنسب التخصصات والالتحاق بنوع الدراسة المناسب للقدرات.

-يجب على الطالب أيضا أن يمتنع عن التفكير السلبي والنظر إلى انخفاض المجموع على أنه مشكلة والتركيز على هذه المشكلة وكثرة الحديث عنها , وعليه بدلا من ذلك أن ينخرط في التخطيط الإيجابي لمستقبله من خلال شغل نفسه وتفكيره في المقارنة بين الكليات المتاحة والقراءة عن التخصصات التي توفرها ومجالات العمل المرتبطة بها وفرص تحقيق النجاح والتفوق في هذه المجالات فالتفكير الإيجابي هو خير علاج للخروج من دائرة المشكلة إلى دائرة الحل.

-يجب على الطالب أن يصحح أفكاره عن الحياة فليس كل ما يتمناه المرء يدركه , وليس كل ما يتمناه يمكن أن ينجح فيه وعلى المرء أن يسعى وليس عليه إدراك النجاح , ويجب عليه ألا يقارن نفسه بالأخرين مطلقا فلكل فرد خصائص تميزه عن غيره وهذه الخصائص هي محصلة التفاعل بين الخصائص الوراثية والبيئية ولا يوجد شخصان متطابقان في هذه الخصائص وهذا الاختلاف هو سنة الحياة .

أما بالنسبة للأسرة فقدم الدكتور عاصم حجازي هذه النصائح:

- على الأسرة ألا تظهر الحزن والغضب   وخيبة الأمل مطلقا أمام الطالب وألا تحظر مشاعر الفرح والبهجة فالطالب بذل جهدا يستحق أن يكافأ عليه وأن نشعره بالدعم والمساندة وأننا نقدر هذا الجهد وندعمه.

- الامتناع تماما عن مقارنة نتيجة الطالب بغيره من الطلاب وعدم ترك المجال للطالب نفسه أو لغيره في الاستطراد أو التطرق لهذه النقطة وتحويل الانتباه مباشرة إلى الخطط المستقبلية الإيجابية والتركيز دائما على بث روح التفاؤل والأمل والثقة في الله والحديث بشكل إيجابي عن المستقبل.

- يجب على الأسرة أن تنظر إلى النتيجة على أنها مؤشر يمكنها من خلاله أن تكون صورة واقعية عن قدرات الابن وبعيدا عن التوقعات المبالغ فيها , وبناء عليه تقوم الأسرة بمراجعة خططها وأهدافها وإتاحة الفرصة للطالب مرة لإعادة ترتيب خططه وأهدافه وفق النتيجة الجديدة.

- مساعدة الطالب في وضع اهداف وأهداف أخرى بديلة وتوفير مصادر للمعلومات عن التخصصات المختلفة ونظام الدراسة وبيئة العمل وخطط النجاح المستقبلية, ومساعدته على تكوين نظرة موضوعية وإيجابية عن كل مشكلة أو موقف يقابله في الحياة.

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق