بقلم ليلى جوهر
بناء الإنسان والتغيرات السيكولوجية والفسيولوجية عبر مراحل النمو من المهد إلى الرشد وحتى سن الشيخوخة عبر المراحل العمرية المختلفة وذلك من خلال بيئات حاضنة تتدرج معه طبقا للمرحلة العمرية فتؤثر فى تكوينه السيكولوجى والفسيولوجى.
المراحل العمرية تبدأ بمرحلة المهد والطفولة وتستمر بالرشد والنضج وتنتهى بمرحلة الشيخوخة عبر محطات مختلفة وبيئات متنوعة ينشء فيها الإنسان حتى يمتلك من المقومات والصفات التى إكتسبها عبر مراحله العمرية المختلفة ليصبح إنسانا صالحا ونافعا لنفسه ومجتمعه ووطنه.
أهم مرحلة فى بناء الإنسان تبدأ من مرحلة الطفولة ..
فالأسرة هى الحاضنة لهؤلاء البراعم الصغيرة لتربيتهم وتعليمهم فهى الحضن الكبير للطفل الذى يحتويه صغيرا وتبنى شخصيته وفكره وعقيدته وسلوكياته..
فهؤلاء الأطفال لكى ينشئوا فى بيئة صحية سليمة..
لابد من منحهم الرعاية الشاملة سيكولوجيا وفسيولوجيا من مرحلة المهد إلى مرحلة الرشد والنضج عبر المراحل العمرية فى بيئات متنوعة ومختلفة تحتوى الإنسان وتعده أعدادا فسيولوجيا وسيكولوجيا صحيحا ومن هذه البيئات التى تحتوى الإنسان وتساهم فى مراحل النمو ..
البيئة الأسرية
الأسرة هى الحاضنة الأولى للطفل وهى التى تمنحه بيئة صالحة يتمتع فيها بالحب والحنان والرعاية والإهتمام والفهم لنفسية الطفل ومتطلباته وحاجاته السيكولوجية والفسيولوجية ..
لذا لابد من إعطاء دورا ت فى علم نفس النمو للوالدين ليتعلموا كيفية التعامل مع الأبناء طبقا للمرحلة العمرية..
البيئة التعليمية
البيئة التعليمية الحاضنة للأطفال بما فيها من معلم وإدارة مدرسية ومناهج دراسية تبنى إنسان المستقبل و تمنحه علما نافعا وثقافة شاملة ويمارس فيها جميع أنواع الفنون ويكتشف من خلالها المبدعين والرياضين والكتاب والمفكرين والعلماء ..
فلذا لابد من أن تكون البيئة التعليمية جاذبة وهادفة وصاحبة رسالة بناء الإنسان علميا وثقافيا ودينيا وتربويا..
البيئة الصحية
الصحة هى اساس بناء إنسان سليم الجسد .
لذا فلابد من تربية الأطفال على العادات الصحية السليمة ورعاية صحية شاملة وثقافة صحية تحافظ على صحة الأطفال وتبنى أجسادهم على أسس صحية وغذائية..
ولذا لابد من تعليم الوالدين علم نفس النمو من خلال دورات متخصصة من أساتذة التربية لمعرفة كيفية بناء الإنسان فى جميع مراحله العمرية ..
البيئة الثقافية
من أهم البيئات التى يتم من خلالها اكتشاف المواهب والطاقات الإبداعية وهى مهد المبدعين والمفكرين وتتشارك مع المؤسسات الأخرى الأسرة والمدرسة لفرز المواهب وتزودهم بما يحتاجونه من أدوات ثقافية ومنها مكتبة شاملة بالكتب والعلوم والمعارف ثابتة ومتنقلة تصل إلى الأطفال فى كل مكان وتشجع الاسر على ذهاب الأطفال والتواصل مع الأسرة والمدرسة ليكتشفوا المبدعين والعلماء وتمحنهم الرعاية المادية والعلمية والفنية ليصبح لدينا مبدعين جدد يحملوا رسالة الفكر والإبداع ..
البيئة الرياضية
الرياضة منهج حياة للانسان و تبدأ بممارسة الرياضة منذ نعومة أظافره مرورا بمراحله العمرية المختلفة ..
فكل مرحلة عمرية لها سمات مختلفة طبقا للعمر والسن والمرحلة ..
وتبدأ منذ الصغر لبناء إنسان وذلك بواسطة الأسرة والمدرسة والمؤسسات الرياضية وإكتشاف الأبطال فى مختلف المجالات الرياضية طبقا لموهبتهم ومراحلهم العمرية ومنحهم الرعاية الرياضية الشاملة ليصبح لدينا أبطال فى جميع الألعاب الرياضية ..
البيئة الاقتصادية
بيئة العمل وأن يكون الإنسان ذو فائدة منذ صغره بأقل المجهودات تتدرج مع المراحل العمرية ..فتبدأ بمفاهيم بسيطة الاعتماد على الذات وتحمل المسئولية ..
ففى مرحلة الطفولة يبدأ الوالدين تعليم الطفل بعض المفاهيم البسيطة وتحمل بعض الواجبات الصغيرة كترتيب حجرته وأدواته ثم تتدرج فى مرحلة اخرى فى المدرسة والحفاظ على الادوات المدرسية والإلتزام بالصحة العامة وعدم القاء المخلفات والحفاظ على البيئة وضرورة العمل فى الأجازات حتى يصبح العمل من سمات الشخصية فغدا سيحمل مسئولية بناء أسرة ومجتمع ووطن ..
فالمناخ الاقتصادى يحتاج إلى المفهوم الصحيح للعمل وقيمته ودور الفرد فى المجتمع ..
البيئة الإعلامية
تقدم للطفل ما يحتاجه من برامج اعلامية تؤثر فى تكوينه النفسى وتشكل شخصيته و تتدرج مع المراحل العمرية وتقدمها للأطفال فى محتوى هادف يتوافق مع الميول وتعد طفلا يتمتع بالثقافة العلمية والمعرفية والخلقية والدينية فى برامج تخاطب عقله وفكره ووجدانه .
البيئة الدينية
مبادئ الدين والعقيدة تترسخ فى الطفل منذ صغره من خلال الأسرة والمدرسة والمؤسسة الدينية والإعلام فكل له دور فى بناء عقيدة الإنسان ..
لذا لابد من غرس بذرة صالحة وتعليم المفهوم الصحيح من عقيدة ودين فى نفس الإنسان من خلال الأسرة والمؤسسة التعليمية و الدينية وتربية الأطفال على احكام الدين والعبادات لكى يصبح إنسانا صالحا ونافعا ..
ولذا لابد من تعليم الطفل بواسطة علماء الدين المتخصصين والمؤهلين..
وعودة مادة الدين كمادة أساسية فى المؤسسات التعليمية ليتعلم غرس مبادئ الدين الصحيح فى النشء الصغير فيشب على مبادئ وأحكام الدين الصحبح والعقيدة الوسطية .
البيئة النفسية
البيئة النفسية هى ما يحتاجه الإنسان لينشء فى بيئة صحية صالحة ليصبح إنسانا سويا يتمتع بالبيئة النفسية الصالحة وتبدأ البيئة النفسية السليمة فى أول مراحلها فى الطفولة ومنح الطفل مناخ ملائم للنمو ويجب تعليم الوالدين بمعنى البيئة النفسية الصالحة وذلك بإعطائهم دورات فى علم نفس ومراحل النمو ،ثم يتبعها دور المؤسسة التعليمية و الإخصائى الاجتماعى والنفسى فى رعاية الطلاب وحل مشكلاتهم الاجتماعية والنفسية .. وتتدرج برامج الرعاية النفسية لتشمل جميع الأبناء فى المراكز المختلفة سواء ملاجئ الأيتام ومراكز تجميع اطفال الشوارع و المؤسسات الإصلاحية كالأحداث وغيرها لإصلاح الحالة النفسية والعادات والسلوكيات الخاطئة ورعاية النشء نفسيا والتعاون مع العلماء والأطباء المختصين فى منظومة متكاملة تمنحهم بيئة نفسية صالحة .
هذه بعض الأنواع للبيئات المختلفة التى يحتاجها الأبناء لينشئوا فى بيئة صحية صالحة فهم الذين سيحملون مسئولية بناء الوطن والدفاع عنه..
ولذا لابد من أعدادهم إعدادا تربويا وعلميا وفكريا وثقافيا ودينيا ورياضيا ومعرفيا عبر المراحل العمرية المختلفة ليكونوا هم حملة الراية وبناة المستقبل..
فبناء الإنسان سيكولوجيا وفسيولوجيا يبدأ من المهد حتى الرشد والنضج وحتى انتهاء العمر فمن توقف عن التعلم وإكتساب العلوم والمعارف توقف عقله عن التميز والإبداع..
اترك تعليق