الدكتور سيد علي إسماعيل أستاذ الأدب العربي الحديث والمتخصص فى الدراسات المسرحية التاريخية والتوثيقية بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة حلوان، والمعروف بجبرتي المسرح العربي، ما زال في جعبته الكثير، فبعد أن أصدر "46" كتاباً ورقياً حتي الآن أغلبها في مجال المسرح وتاريخه وتوثيقه ونصوصه، ونشر مئات الدراسات والبحوث في المجلات المصرية والعربية المحكمة، والمجلات المصرية والعربية الثقافية الشهيرة، وكذلك آلاف المقالات في الصحف المصرية والعربية، وكان عضواً في اللجنة العلمية الدائمة لترقية الأساتذة والأساتذة المساعدين لثلاث دورات متتالية. فأسهم بذلك في ترقية أغلب الأساتذة والأساتذة المساعدين المتخصصين في المسرح في أغلب الجامعات المصرية طوال السنوات العشر الماضية.
والمعروف أن مشروع جبرتي المسرح العلمي يسير وفق خطة صارمة لم يخالفها في أغلب كتاباته، وهي: إنه لا يكتب في أمور يعرفها الأغلب الأعم.. ولا ينشر شيئاً منشوراً من قبل أو مكتوباً عنه من قبل إلا لو كان بين يديه جديد يريد أن يضيفه، وهذا الجديد لا بد أن يكون ذا قيمة وإلا ما كتبه الجبرتي.
العجيب أن الدكتور سيد علي غيّر أشياء كثيرة في تاريخ المسرح المصري والعربي، وشغل الناس في مصر والعالم العربي والعالم الغربي بما يكتشفه من أمور تاريخية مسرحية قديمة. لم ينتبه إليها أحد من قبل. ولم يكتب عنها ـ أو يناقشها ـ أحد من قبل مثلما جاءت في كتابات الجبرتي.. والسبب في ذلك أن كتاباته تثير العقول وتفتح المجال للتفكير والبحث وتغيّر المفاهيم. وسلاحه في كل ذلك منهجه العلمي.. فهو لا يكتب إلا بالوثيقة وبالدليل أو بالسند العلمي والتوثيقي من جريدة أو مجلة أو وثيقة.. ومن هنا جاءت أهمية كتاباته وبحوثه التي تستمد قيمتها العلمية من منهجه العلمي الصارم الذي يحترمه الجميع وينتظر إنتاجه العلمي ليعرف الجديد دائماً.. لدرجة أن أي إعلان عن ندوة أو محاضرة أو لقاء تليفزيوني أو صدور سلسلة مقالات أو صدور كتاب جديد للجبرتي .. يتوقع الجميع أنه سيسمع أو سيشاهد أو سيقرأ جديداً لا يعرفه من قبل.
ولأن الدكتور سيد دائماً يدعو الله أن يطيل عمره حتي يعيش 200 سنة فقط. حتي ينهي مشاريعه العلمية .. قرر أن يعيش هذه الفترة بطريقته الخاصة، وذلك بإصدار "سلسلة جبرتي المسرح الإلكترونية" بالاشتراك مع "دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر بالإسكندرية"، وذلك مساهمة منهما في إتاحة كتب الجبرتي "الجديدة" عبر الإنترنت لجميع القُراء في العالم، والمقصود بالجديدة أنها تختلف عن كتبه المنشورة بالفعل في أغلب المواقع الإلكترونية كونها كانت كتباً ورقية، ثم تحولت إلي كتب إلكترونية انتشرت في مواقع الإنترنت، ولكن "سلسلة جبرتي المسرح الإلكترونية" هي كتب جديدة لم تصدر ورقياً من قبل في شكل كتب ورقية، وهذه السلسلة يحق لجميع مواقع المسرح في الإنترنت ـ أو غيرها ـ وأيضاً جميع مواقع نشر الكتب الإلكترونية في العالم أن تنشرها.. ولكن بصورة "مجانية" دون أي مقابل!! ولا يحق لأي شخص أو أية دار نشر طباعة أي كتاب من هذه السلسلة بصورة "ورقية" أو توزيعه أو بيعه ـ داخل مصر أو خارجها ـ إلا بموافقة المؤلف.
الكتاب الأول في هذه السلسلة سيصدر إلكترونياً قريباً، وهو عن مسرحية "عايدة" بمناسبة مرور 150 سنة علي عرضها الأول في مصر، وربما هذا الموضوع مرّ علينا من قبل منذ عام أو أكثر. عندما نشره الجبرتي في مجلة "المسرح" المصرية بصورة ورقية، ولكن الجديد هو نشر نص مسرحية "عايدة" بصورتها التي صدرت بها في نهاية القرن التاسع عشر، و هذه السلسلة سيكون بها بعض الكتب التي نُشرت علي هيئة سلسلة مقالات في جريدة "مسرحنا"، مثل: "المسرح في بور سعيد"، و "المسرح في طنطا"، و"المسرح في شبرا" و "المسرح في روض الفرج" .. إلخ سلسلة المقالات التي ينشرها الدكتور سيد علي أسبوعياً في جريدة مسرحنا، ومن المحتمل أن السلسلة تضم في كتبها تجميعاً لمقالات الجبرتي المنشورة في المجلات والصحف الورقية ـ داخل مصر وخارجها ـ لتكون متاحة إلكترونياً للباحثين في كل أنحاء العالم، ومنها على سبيل المثال: مقالات الدكتور في جريدة "القاهرة"، وفي المجلات الإماراتية. مثل: "تراث وكواليس والمسرح".
هذا المشروع المهم له أكثر من فائدة، منها مواكبة العصر في تحويل كل ما هو ورقي إلي إلكتروني. وأيضاً إفادة الباحثين في كل أنحاء العالم بإتاحة السلسلة في الإنترنت، وأهم فائدة هي إتاحة كتب السلسلة بلا مقابل وبصورة "مجانية"، وقال الدكتور سيد إنه فعل ذلك لسببين: أولهما إنه مؤمن بقوله تعالي "وما تدري نفسى ماذا تكسب غداً، وما تدري نفسى بأي أرضي تموت"، لذلك هو يريد أن ينشر أغلب مشاريعه وأفكاره في كتب قبل موعد رحيله.. ولأن النشر الورقي الآن يمرّ بمرحلة اقتصادية صعبة، قرر أن تكون كتب سلسلته مجانية ليفيد بها أكبر قدر من القُراء والطلاب والباحثين في العالم كله. والسبب الآخر إيمانه بقول رسول الله "محمد" صلي الله عليه وسلم: "إِذا مات ابن آدم انقطع عنه عمله إلا مِن ثلاثي: صدقة جارية، أو علمي ينتفع به، أو ولدي صالحي يدعو له".. وهو يتمني أن تكون هذه السلسلة "علماً ينتفع به".
اترك تعليق