على مسرح محافظة المنيا قدمت فرقة المنيا القومية عرض هوس الأحلام، تأليف ابراهيم الحسيني، اشعاراشرف عتريس، ديكور وملابس: الدكتورة سهير ابو العيون، كريوجراف  وليد حسين، إضاءة  مصطفي محمد، كيرو هاني وساعد في الاخراج  ماهر بشري.

هوس الأحلام عرض مسرحي فارق جدا من وجهة نظري كمتفرج  شاهد واستمتع وخلص برؤية من العرض الذي قدمه مخرجه أسامه طه، فقد  استطاع  أن يرهق ذهن المشاهد ويجعله في حيرة، ما هو الحلم ما هذا الهوس الجميل الذي يصدره المخرج وما هذه الفكرة المجنونة التي صاغها المؤلف بهذه الحرفية  المتفردة؟

عرض يحمل معان كثيرة بداية من اسم العرض هوس والهوية هو أن تغالي في الشئ اي تجعله نصب عينيك سعيا الي تحقيقه اى منال بعيد تتمني أن يكون لك، اما الاحلام فهي ترجمة العقل الباطن لبعض المشاهد الحقيقية أو المتخيلة فتظهر على شكل احلام أو هى مجموعه من المشاهد المختزنة في اللاشعور فتخرج على شكل احلام .وحينها يختلط الحلم بالواقع مما يجعل المسافر "بطل العرض" والمشاهد أيضاً فى حيرة وبحث عن اسئلة ليس لها إجابات.

نعود لجماليات العرض وعناصره الفنية التى استعان بها مخرج العرض ليخلق لنا عالما من الحلم الجميل والبهجة التي، تصل إلي حد الهوس عرض شيق بلغة سهلة وأداء فوق الممتاز لأبطال  فرقه المنيا القومية.

نعم هو عرض متماسك لمدة ساعة ونصف من اللهجه العامية إلا من فصاحة الدرويش فجاءت الفرجة والتشويق الإبهار وديكور استطاع مصممه ومنفذه "سهير أبو العيون" الجمع بين عوالم النص في منظر ثابت لكنه يحوي عوالم مختلفة وموتيفات متعددة علي الخشبة مثل قضبان السكك الحديدية. السيمافور. ساعة المحطة والتي تعني الزمن، بعض القطع الرمزية مثل العين الكبيرة التي تراقب المسافرين طوال الوقت في محطة الانتظار للقطار الذي لا يأتي برغم أن الجميع ينتظره كي يصل محطته.

كثير من الفلسفة الوجودية ومعني حياة الانسان وعمق تفكيره في الحياة بكل مزاياها وتشويهها احيانا لكل جميل.

أما الاشعار فقد استطاع  الشاعر الكبير أشرف  عتريس مع المخرج  أن يخلقا نصاً موازياً للنص الأصلي مع اضافة للمخرج وكأنها ورشة عمل شاهدناها ونشهد لها .. بالتفوق والابداع.

إذ أن النص الأصلي يحمل كل هذه الفلسفة الوجودية والصراع مع الاحلام بهذا الشكل استطاع عتريس أن يخلق عالما متفرد ونسيجا جميلا من خلال الأشعار التي تم توظيفها  بشكل رائع لا تستطيع أن تخرج كلمة واحدة من سياقها فكل كلمة لها مدلولها داخل الأشعار في لحظات درامية مثل أغنيتي  "الكون لاهو ابيض ولا اسود .و فات وقتك" بالاضافة الي الافتتاحية وأغنية الختام الرائعة "ننه هووه ننه هووه" معادل بديل وانتظار لغد أفضل وحضور أقوي للمسافر الحالم بعالم أفضل وحقيقي بدلاً من تلك الهلاس والخرافات والواقع الردئ.

اما عن الأداء المسرحي والتمثيل فقد استطاع أفراد الفرقه ان يدخلوا في منافسه شريفه في الأداء التمثيلي "الكردي، ياسر فؤاد، مجدي ابوزيد، عبد الرحمن بخيت، ليلي قطب، صفاء . وشباب الجيل الجديد، محمد عماد، بيشوي اكرم".

استطاع كل منهم أن يبرز شخصيتة في ادوار الحفار، الكمسري، البوق، في تناغم وهرموني ما بين الأداء المسرحي والحلم كنا نحلم مع هؤلاء النجوم على خشبة مسرح الحياة.. تحية محبه وتقدير لفرقه المنيا القوميه ولمخرج العرض الفنان المبدع اسامه طه والشاعر المبدع اشرف عتريس الذي نفخر انه معنا لم يزل يبدع في الشعر والمسرح.