التغيرات المناخية والعواصف الترابية الشديدة التي ضربت مصر مؤخراً أثرت علي كثير من الزراعات خاصة المانجو حيث أدت إلي تساقط الثمار الخضراء قبل موسم النضج والجمع قبل نهاية يونيو الحالي وهو ما مثل خسائر لعدد من المزارعين مما أثار القلق من انخفاض محصول المانجو هذا العام ما يؤدي إلي ارتفاع أسعاره.
البعض أكد أنه سيكون هناك انتعاشاً هذا العام في محصول المانجو وزيادة التصدير للخارج بينما أكد البعض الآخر أنه سيحدث انخفاضاً في الإنتاج يصل إلي 50%.
خبراء الزراعة أكدوا أن بداية حصاد المحصول في نهاية شهر يونيو الحالي وقدموا للمزارعين 5 نصائح علي رأسها استخدام رشاشات المياه في رش الأشجار لتوفير نسبة الرطوبة وتنفيذ برنامج التسميد الجيد.
أشاروا إلي أن تسمم الأشجار الخشبية بمعهد بحوث البساتين بدأوا في وضع خريطة لتوزيع أشجار الحماية التي تناسب كل منطقة بيئة.
أكد د. السيد خليل نقيب الزراعيين بالإسماعيلية أن مساحة الحدائق المنزرعة تصل حوالي 120 ألف فدان وينتظر أن تشهد الأسواق المحلية انتعاشا بها وزيادة نسبة التصدير للخارج إلي الدول العربية والأوروبية عن العام الماضي.. مشيرا إلي أن الأصناف التي يحرص المزارع الإسماعيلاوي علي زراعتها وإنتاجها منها "القديم" ذو الجودة العالية وأهمها : "الفص والعويس والسكري الممتاز والأبيض والهندي والفونس والزبدة والأنواع البلدية .. ومنها الحديث - الأمريكي القزمي- وأهمها: "الكيت والكنت وفجركلاند والنعومي والهايدي والجولك ".
أضاف الدكتور السيد خليل أن متوسط انتاج فدان المانجو يتراوح في ما بين 2.5 طن للأصناف القديمة وما يقرب من 9 أطنان بالنسبة للأنواع الحديثة نظراً لوجود مساحات شاسعة من الأراضي مزروعة بالمحصول .. حيث تعد المحافظة في مقدمة المحافظات انتاجا لهذا المحصول.
أضاف إن زيادة الرطوبة يؤدي في بعض الأحوال لتلف الأزهار وإصابتها بالبياض الدقيقي .. كما أن سقوط الأمطار له أثر عكسي في قلة إنتاج المحصول.. كما أن بعض المزارعين يلجأون لتقصيف الأزهار التي تحمل المحصول حتي تنتج مرة أخري في شهر مارس بجانب التفاوت الكبير في درجة حرارة الطقس ما بين النهار والليل وهذا بلا شك يؤدي لإصابة أشجاره بالأمراض.
وأوضح الدكتور السيد خليل أنه ينصح المستهلك البعد عن شراء "المانجو العصير" التي تتداول في الأسواق وقت ذروة المحصول نظراً لإصابتها بذبابة الفاكهة من الداخل والتي تفرز مواد سامة تصيب من يتناولها بالأمراض الخطيرة وهذا شيء هام للغاية يجب أن يدركه الجميع خاصة البسطاء الذين يفضلونها لرخصها.
أكد المهندس جودة العبادي . خبير زراعي بالاسماعيلية تأثير التغيرات الجوية علي انتاج الأصناف المحلية العويسي والسكري والزبدة وغيرها.
كما أشار إلي أن الأصناف المحلية للمانجو الاسمعلاوي تعاني من ظاهرة المعاومة وهي التناوب في حمل الثمار Alternate bearing وهي عبارة عن ميل الشجرة إلي الحمل الغزير في عام ما وحملها محصول قليل جدا أو قد لا تحمل بالمرة في العام التالي له. والسنة التي تحمل فيها الشجرة محصول عالي تسمي سنة الحمل الغزير (On Year) في حين تسمي السنة التالية بسنة الحمل الخفيف (Off Year) وقد تظهر في بعض الأحيان في سلسلة متعاقبة من السنين إن المحصول يقل في سنتين متتاليتين تليها سنة حمل غزيرة أو العكس صحيح.
قال محمد عبدالوهاب احد شباب الخريجين بقرية التقدم والمستفيدين بمشروع" منزل وخمس افدنة" بدلاً من الوظيفة ان عمرنا ضاع واعطيناه للأرض شرق القناة وتأتي الرياح وأعاصير وأمطار وطبيعة الطقس المتقلب لتتسبب في تدمير 50 من محصول المانجو هذا العام في مناطق كثيره في إسماعيلية وخاصة سينا الغاليه خاصة في أصناف البلدية المعتادة مثل السكريات بأنواعها أبيض والممتاز واخضر والملوكي واصناف اخري مثل الزبده والعويس والفونس والبربري ومعظم اصناف البلدي نتيجه سوء الطقس ..ولكن اصناف الهجين مثل التومي والفجر كيلان والكنت واخري .. بعد مجهود كبير من المزارعين ولكن تبقي إرادة الله فوق كل شيء.. ما سيؤدي إلي انخفاض المحصول هذا العام وارتفاع سعر المانجو ليصل للضعف.. وأطالب وزارة الزراعة بالوقوف بجانب الفلاح.
طالب عبدالوهاب من محافظ الاسماعيلية اللواء شريف بشارة بتشكيل لجنة من الزراعيين للوقوف علي حجم المشكله والتصرف بمساعدة مزارعي المانجو ومعرفة حجم الديون المستحقة عليهم من البنوك والتجار
كما طالب بحصر هذه أراضي والوقوف علي حجم المشكله أو الخسائر.. وقرية التقدم بشكل خاص فكل خريج مديون لشوشته وأتمني من المحافظ بدل ما يعمل مهرجان المانجو يساعد هؤلاء بطريقة أو بأخري ويحرك مسئولي الزراعه بشكل أو بآخر لحل المشكلة.
قال ياسر الدهشان صاحب مزرعة مانجو بالاسماعيلية إن عام 2023 هو أسوأ عام في تاريخ المانجو بعد ان تعرضت نسبة كبيرة منة للتدمير والسقوط قبل نضجها بمعني ان المحصول سيتوافر منة حوالي 50% منه وبالتالي نتوقع ارتفاع الاسعار هذا العام.
رغم اننا نعاني من ارتفاع اسعار المبيدات الجنوني وغياب كبير لدور الجمعيات الزراعيه غير بيع الاسمده والمبيدات كلها من محلات تجاريه تحت السلم المفروض يتم حصر كل المحلات ويتم اخذ المبيدات من خلال الجمعيات الزراعيه اللي يتم بيعها للمزراعين اسوأ عام في تاريخ المانجو عام 2023.
وطالب الدهشان بتفعيل صندوق التعويضات لمواجهة الكوارث الطبيعية بتعويض المزارعين بتخفيض الديون الخاصه بقروض البنوك والوقوف بجانبهم يداً بيد للنهوض بالزراعة والرقي للمزارع حيث تتأثر المحاصيل بالعوامل المناخية وقلة الرقابة علي المبيدات والاسمدة وخلافه ووجه كل الشكر للقطاع الحكومي والخدمي علي الوقوف بجانب المزارع المصري.
يقول جلال الطاهر - السكرتير العام للغرفة التجارية بالإسماعيلية - إن الأصناف الفاخرة من الثمار تتواجد في مناطق عده منها قرية أبو سلطان والقنطرة غرب التي تكثر بهما الحدائق عن مثيلاتها في أنحاء الإسماعيلية .. وإن كانت منطقة شرق قناة السويس قد بدأت في منافستها حيث يفضل صغار وكبار المزارعين زراعة الأرض بأشجار المانجو.
ومن ضمن الأصناف التي تشتهر بها القرية: "الزبدة وشكل ثمرتها بيضاوي عريض مضغوط قليلا كبيرة الحجم متوسط وزنها 600 جرام خضراء اللون في بعض المناطق وقشرتها سميكة ناعمة حلوة الطعم ونسبة السكر بها 12% وهي مطلوبة في الأسواق المحلية وبالتحديد في محافظات القاهرة والأسكندرية ويستخدمها أصحاب محلات المرطبات في تقديم مشروبها من العصير للزبائن الذين يقبلون عليها ".
ومنها أيضا: " السكري".. ومن المشاكل التي يعاني منها المزارعون انخفاض درجات الحرارة وسقوط الأمطار الغزيرة التي تؤدي لانخفاض حجم ثمرة المانجو وعدم نموها بالشكل الكامل بجانب نقص مياه الري وغلاء الأسمدة.
أكدت د.سناء عبيد بالمعهد القومي للبساتين التابع لمركز البحوث الزراعيه بوزارة الزراعة أن الرياح تؤثر تأثيراً سيئاً علي أشجار المانجو وهذا الضرر إما ان يكون ضرراً ميكانيكا يتمثل في كسر الفروع الثانوية و الرئيسية أو اقتلاع الاشجار من جذورها وكذلك تساقط الأزهار والثمار خاصة اذا كانت تلك الرياح جافة و محملة بالرمال و الأتربة مثل ماجاء منذ ايام من عاصفه ترابيه مصحوبه برياح شديده وامطار حيث تسبب جفاف فسيولوجي للاشجار بالإضافة الي زيادة عملية النتح عن الامتصاص ويزداد هذا الضرر اذا كانت الأرض غير مروية مما يؤدي الي ذبول وجفاف النموات الحديثة وتساقط الثمار وتشوهها بفعل حبيبات الرمال المحملة بها الرياح وجفاف حواف الأوراق وتلونها باللون البرونزي لذا وجب الاهتمام بزراعة مصدات الرياح حول الحوش قبل الزراعة لتوفير الحماية من أضرار الرياح.
وهناك أسباب كثيرة لتساقط الثمار منها ايضا التعطيش في مرحلة العقد الصغير الاصابة بالأمراض مثل البياض الدقيقي- عفن الثميرات- لفحة الثمار وهبوب الرياح المحملة بالأتربة و الرمال مع ارتفاع درجات الحرارة كما شاهدنا.
أشارت د.سناء إلي أن هناك مجموعه من العوامل تعمل علي تقليل الأضرار الناجمة عن ارتفاع درجات الحراره وهبوب الرياح يجب علي المزارعين اتباعها وهي:
العمل علي الاهتمام بعملية الري لتوفير نسبة الرطوبة حول التربة وعدم جفافها لذلك يجب تقصير الفترة بين الريات ويكون الري في الصباح الباكر أو المساء حيث تحتاج الشجرة المثمرة في هذه الفترة ما بين 60 و70 لتر ماء يومياً واستخدام رشاشات المياه لرش الأشجار لتوفير نسبة الرطوبة حولها فتعمل علي تقليل تساقط الثمار والرش بمركبات سيليكات البوتاسيوم بمعدل 1.5 لتر/ 600 لتر ماء للعمل علي زيادة تحمل الأشجار للاجهاد الحراري والاهتمام بتنفيذ برنامج التسميد الجيد حسب توصيات وزارة الزراعة لزيادة قوة ونمو الأشجار لتكون قادرة علي إكمال نمو الثمار في موعدها والاهتمام بتنفيذ برنامج الرش الوقائي ضد المن وكذلك التربس للعمل علي وقاية الأشجار.
يري الدكتور عزت شمس بالإدارة المركزية للبساتين أن المقصود بالتساط هو تساقط الأزهار أو الثمار في مراحل نموها المختلفة ــ ويوجد نوعين من التساقط:
أولاً التساقط البيعي: وفيه تسقط الثمار التي لم يتم بها التلقيح والاخصاب بحالة طبيعية أو سقوط الثمار الزائدة عن قدرة الأشجار علي حملها بما يعرف زراعياً بتساقط يونيو.
ثانياً التساقط غير طبيعي: يحدث هذا التساقط بسبب الضغط الشديد للأشجار غير المعتني بها وقد ينتج عن سوء عمليات الخدمة مثل المغالاة في عملية التسميد الأزوتي أو الري الغزير خلال فترة التزهير والعقد أو التعطيش الشديد ثم الري بغزارة أو الري خلال فترات ارتفاع درجة الحرارة الشديدة في الصيف أو الإصابة بالأمراض مثل البياض الدقيقي والحشرات أو ناتج عن الآثار الميكانيكي لهبوب الرياح خاصة إذا كانت حرارتها مرتفعة ومحملة بالرمال.
ويمككن الحد من التساقط عموماً بمراعاة زراعة مصدات الرياح حول الأشجار بكثافة كافية ووضع برنامج خدمة متواز من حيث الري والتسميد ومقاومة الآفات والحشرات مع عدم المغالاة في التسميد الأزوتي وأيضاً عدم الانتظام في الري كالتعطيش الشديد ثم الري الغزير خلال فترة العقد وبعد العقد زيادة الثمار علي حولة الشجرة وارتفاع منسوب المياه الجوفية بالتربة.
أشار د.شمس أن علي المزارعين متابعة حالة الأرصاد الجوية بانتظام للتعرف علي الارتفاعات المفاجأة لدرجات الحرارة الغير طبيعية كما حدث من أيام حتي نستعد لتقليل أضرارها بشكل كبير وذلك باجراء رشة عاجلة بالأحماض الأمينية ومحفزات النمو والعناصر الصغري وخصوصاً الحديد والزنك قبل حدوث الموجات المناخية الحادة ورشة أخري بعد انتهاء الموجة الحارة بحوالي من 1-2 يوم.
فالرش بسليكات البوتاسيوم والألومنيوم هو جزء من الحماية وليس كلها حيث إن توفر المياه ودرجة حرارتها وكمية الظل "المتحرك" وحالة الشجرة الصحية ونوع التربة والصنف وكثافة الشجرة والتغطية وغيرها.. ستكون عمليات مساعدة ولها دور كبير في نجاح الحماية كما أن تقصير فترات الري مع الري علي "شفتات" أمر واجب مع الامتناع تماماً عن الري وقت الظهيرة خاصة أثناء الموجات الحارة.
أكد د.رمضان محمد محمد بقسم بحوث الأشجار الخشبية بمعهد بحوث البساتين أن في كل عام تهب علينا الرياح الساخنة "رياح الخماسين" والتي تثير الغبار والأتربة والتي تؤدي إلي خسائر للزراعات وخاصة أشجار المانجو وبعدها تبدأ في فحص المزارع ونحصر الخسائر وفي هذا العام أدت إلي تساقط الثمار ووصل الأمر في بعض المزارع إلي كسر الأفرع لأشجار المانجو وهنا اختلفت الخسائر من مزرعة إلي أخري حسب المنطقة وشدة الرياح فالمزارع المحمية بمصدات الرياح كانت الخسائر خفيفة ورغم أن قسم الأشجار الشخبية بمعهد بحوث البساتين ينادي وباستمرار بانشاء مصدات رياح وأحمة شجرية لحماية المزارع من تلك العواصف إلا أنه للأسف لم ننتبه ولمصدات الرياح والأحزمة الشجرية فوائد كثيرة شريطة يتم التنفيذ بالطريقة العلمية الصحيحة. وفي هذا المقام ننوه أن لكل منطقة بيئية أنواع شجرية تصلح لها كما أن موقع المزرعة المراد الحماية لها تحدد نوعية الأشجار المستخدمة فمثلاً الأنواع المستخدمة في حماية أرض زراعية في الصحراء تختف عن حماية مزرعة في الوادي وكذلك تصميم المصد يختلف من مزرعة لأخري في نفس النطاق علي حسب نوع النبات المنزرع بالمزرعة وارتفاعه من سطح التربة.
قال د.محمد إن قسم الأشجار الخشبية وضع خريطة لتوزيع أشجار الحماية التي تناسب كل منطقة بيئية ولذلك فوائد أشجار الحماية كثيرة منها خفض سرعة الرياح وبالتالي تقل قدرتها علي حمل الغبار والأتربة فيتم ترسيبها خارج المصد وأيضاً مزورها داخل أشجار الحماية يؤدي إلي ترسيب الجزء المتبقي من هذه الأتربة علي أوراق أشجار المصد "فلترة" وكما ترفع نسبة الرطوبة بالهواء الساخن فتقل درجة حرارته ويقل تأثيره السييء علي النبات ولا يسبب له خساذر وامتصاص ثاني أكسيد الكربون من الجو وهو أكبر الغازات التي تسبب ظاهرة الاحترار للأرض وتحويله إلي نسيج خشبي وبذلك يحتجز داخل الخشب إلي مئات السنين وانتاج الاكسجين من عملية البناء الضوئي وهو الغاز الضروري للتنفس لكل المخلوقات وحماية المزروعات من زحف الرمال وبالتالي مقاومة التصحر وزيادة المحصول بنسبة كبيرة قد تصل إلي 40% حسب نوع المحصول ودرجة الحماية وأيضاً زيادة جودته وانتاج كتلة خشبية تزيد من دخل المزرعة.
اترك تعليق