مع اقتراب عيد الأضحي المبارك انتشرت شوادر الأضاحي بالشوارع، لكن يبدو أن ارتفاع الأسعار ضرب السوق هذا العام ليصبح "الحال نايم" على حد وصف التجار مبررين ذلك بغلو أسعار الأعلاف مما تسبب في عزوف معظم الزبائن عن الشراء ولجوء البعض إلى شراء أضحيات ذات أوزان أقل مما كانوا يشترونها الأعوام الماضية.
أجرت الجمهورية أونلاين جولة بمدبح السيدة زينب وتحدثت إلى المواطنين وأصحاب الشوادر عن الأسعار وأحوال السوق وحركة البيع والشراء بالإضافة إلي أسرار تقييم الأضحية والكشف عن صحتها وجودتها.
وأكد التجار، أن سعر العجل المتوسط يصل إلى 80 ألف جنيه بينما يبدأ سعر الخروف 8 آلاف جنيه أما الماعز فتبدأ من 6 آلاف جنيه.
أوضح محمد عبد الغفار صاحب أحد شوادر الأبقار والجاموس ركود حركة البيع والشراء وارتفاع الأسعار هذا العام مقارنة بالعام الماضي حيث أصبحت أسعار الأبقار القائمة تتراوح بين 140 و150 جنيها بعد أن كانت لا تتجاوز 70 جنيها، وكذلك تتراوح أسعار الجاموس القائم هذا العام بين 125 و130 جنيها بعد أن كانت تتراوح بين 50 و60 جنيها العام الماضي. مشيرا إلى أن ذلك أدى إلى اضطرار بعض الزبائن إلى العزوف عن الشرار ولجوء البعض الآخر إلي تقليل أوزان الأضحيات التي اعتادوا شرائها، موضحا أن سعر العجل المتوسط لا يقل عن 80 ألف جنيه هذا العام وقد يضصل هذا المبلغ الي الضعف حسب حجم ووزن العجل.
أضاف أن أسعار العجول في أسواق الجملة حسب مكان تربيتها بالصعيد وبحري حيث تقل حوالي 15 او 20 جنيها في الكيلو حيث حيث تتراوح اسعار الأبقار القائمة بين 125 الي 135بينما تتراوح أسعار الجاموس القائم بين 110 و115 جنيها. مشيرا الي أن الارتفاع الجنوني في الاسعار يرجع الي اشتعال أسعار الأعلاف بما يعادل ثلاثة أضعاف حيث أصبح سعر كيلو الردة 12 جنيها وسعر شوال الذرة 700 جنيه وسعر حمل التبن الذي يعادل 250 كليو بـ 500 جنيه، مضيفًا أن العجل الواحد يأكل حوالي 18 كيلو علف في اليوم بما يعادل 9 كيلو في كل طقة منهم 3 كليو ذرة و3 كيلو تبن و3 كيلو ردة بتكلفة تبلغ حوالي 150 جنيها.
قال محمود خلف "صاحب أحد شوادر الأغنام" ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه هذا العام مما أدي إلي انخفاض حركة البيع والشراء بحوالي 70% مشيرا إلي أن البرسيم الي كان يباع العام الماضي بـ"تراب الفلوس" أصبح سعر الكيلو منه هذا العام خمسة جنيهات وقد انعكس ذلك علي أسعار الأغنام بشكل كبير مقارنة بالعام الماضي فأصبح سعر كيلو الخراف القائمة القادمة من الصعيد يتراوح بين 160 و165 جنيها بعد كانت تتراوح بين 45 و50 جنيها أما سعر كيلو الخروف البرقي أو الدرناوي القادم من مطروح فيبلغ 200 جنيه وكذلك أصبحت أسعار كيلو الماعز تتراوح بين 170 و175 جنيها بعد أن كانت تتراوح بين 55 و60 جنيها.
أوضح محمد السيد صاحب أحد شوادر الأغنام أن شراء الاضحيات أصبح أمرا صعبا علي معظم الزبائن. وأن الزبائن التي اعتادت شراء الأضحيات في الأعوام السابقة "اتكسفت" تسأل علي الأسعار هذا العام. فالخروف الواحد تضاعف سعره مقارنة بالعام الماضي فأصبح يتراوح بين 8 الاف و15 الف جنيها.
ويرجع ذلك إلى اشتعال أسعار الأعلاف والأدوية وتعرضنا في بعض الأحيان لخسئر كبيرة في حالة نفوق أو موت بعض الخراف. مضيفا أن هناك بعض العلامات التي تدل علي جودة الخروف أو الأضحية وتمتهعا بصحة جيدة ومنها عدم وجود افرازات في العين أو الأنف وعدم سيلان لعاب الفم وكذلك عدم العطس أوالخمول. فكلما كان الخروف نشيطا ومقبلا علي الطعام كلما دل ذلك علي صحته وجودته. وكذلك ينبغي التأكد من جودة ونظافة المرعي.
أوضح أن الخروف بشكل عام عند ذبحه وصلخه وتنظيفه ينتج لحوم تساوي نصف وزنه قائم وبالتالي لكي يكون الخروف كويس يفضل ألا يقل وزنه عن 50 كيلو. ويفضل ألا يزيد عدد الأسنان اللي كاسرها عن سنتين. موضحا أنه من الناحيه الشرعية يجب ألا يقل عمر أضحية الخروف عن ستة أشهر وألا يقل عمر العجل عن سنة كما يجب الا يقل عمر الجمل عن 5 سنوات. وموضحا أنه بالنسبة لخروف يمكن معرفة عمره من عرض أسنانة فكما مر عام من عمره أصبحت أحد أسنانه عريضة. فإذا كان لديه سنة واحدة عريضة فعمره سنة وهكذا. وأضاف "السيد" أنه بالرغم من أنه حصل علي تعليم علي وتخرج من كلية الحقوق جامعة عين شمس. إلا أنه يعمل في هذه التجارة التي يعشقها لأنها تجارة أجداده.
أكد العديد من المواطنين أنهم لن يستطيعوا شراء الأضاحي هذا ألعام بسبب الارتفاع الجنوني في الاسعار بينما أكد آخرون أنهم مستمرون في التضحية عملا بسنة الرسول صلي الله عليه وسلم.
قال كل من محسن حسن ومحمد سعيد "أعمال حرة" أنهم لن يستطيعوا شراء الأضاحي هذا العام علي عكس الأعوام السابقة بسبب الارتفاع الرهيب في الاسعار. فرغم ان الأضحية سنة مؤكدة وانها من أهم شعائر الاحتفال بعيد الأضحي لكن كل منهم سيكتفي بشراء اتنين كيلو لحوم نظرا للاحوال الاقتصادية وغلاء المعيشة!!
أعرب كل من محمد أمين وممدوح عبد التواب (اعمال حرة) عن معاناتهم من ارتفاع الأسعار موضحين أنهم يتنظرون العيد لعل وعسي أن بعض ميسوري الحال من أقاربهم أو جيرانهم يضحون هذا العام فتتاح لهم الفرصة لتذوق اللحم.
قال مالك أبو عوف وباسل محمد "موظفان" أنهما سيضحيان هذا العام عملا بسنة رسول الله كما اعتادا في الأعوام السابقة. مشيراً إلي أنهما يحرصان علي شراء أضحية تتوافر فيها المواصفات الجيدة ومنها أن تكون سليمة ليس عرجاء ولا عوراء ولا هزيلة ولا مريضة. وكذلك تكون نشيطة الحركة وذات عينان لامعتان براقتان تخلوان من الدموع والإفرازات وتكون ملتحمة عينيها ذات لون وردي خالي من الإحمرار أو الصفار.
اترك تعليق